شهد ميدان التحرير بوسط القاهرة توافد أعداد كبيرة من المواطنين أمس للاشتراك في مليونية أطلق عليها الناشطون السياسيون "جمعة الغضب الثانية"، أو "مليونية العزة والكرامة" للمطالبة بسرعة تسليم السلطة لهيئة مدنية منتخبة، والتعجيل بالانتخابات الرئاسية، وصياغة الدستور. كما شهد الميدان إقامة 3 منصات جديدة بالإضافة إلى منصتي الإخوان المسلمين وحركة شباب 6 أبريل المقامتين منذ الأربعاء "ذكرى 25 يناير" للمشاركة في الذكرى الأولى للثورة حيث تم نصب منصة أمام مبنى الجامعة الأمريكية، والأخرى بالمواجهة لها خاصة بالسلفيين، أما المنصة الثالثة فتم نصبها أمام مجمع التحرير. وشارك في مليونية الأمس أكثر من 60 من الأحزاب والقوى السياسية استجابة لدعوة العديد من القوى والحركات السياسية وفى مقدمتها حركة شباب 6 أبريل، حركة كفاية، ائتلاف شباب الثورة، اتحاد شباب الثورة، اتحاد شباب ماسبيرو، الجبهة الحرة للتغيير السلمي، تحالف القوى الثورية، تحالف ثوار مصر، اللجان الشعبية للدفاع عن الثورة، ائتلاف ثورة اللوتس، حركه شباب من أجل العدالة والحرية، الجبهة القومية للعدالة والديمقراطية، حركة ثورة الغضب المصرية الثانية، الاشتراكيون الثوريون، الحركة الشعبية لدعم الأزهر وحركة المصري الحر. وانطلقت مسيرات عدة من أنحاء مختلفة للمشاركة في المليونية من أمام مسجد مصطفى محمود وجامع الاستقامة بميدان الجيزة، وخاتم المرسلين بالعمرانية، وجامع السلام بالهرم. كما خرجت مسيرات من مصر القديمة من أمام جامع عمرو بن العاص، ومن مسجد الخازندار ثم التوجه لدوران شبرا، ومن جامع الفتح برمسيس للتوجه إلى ميدان التحرير، الذى تحركت اليه جميع المسيرات عقب صلاة الجمعة. وأعلن ائتلاف شباب الثورة اعتصامه في التحرير حتى اليوم السبت، فيما شاركت الجماعة الإسلامية في مليونية الأمس في ميدان التحرير وفي شتى ميادين مصر لمشاركة الشعب احتفالاته بالذكرى الأولى لثورة يناير والتأكيد على سلمية الثورة وعلى الحوار مع الشباب. وأكدت الجماعة أن من بين أهدافها للتظاهر التأكيد على ضرورة المطالبة بتسليم الدكتور عمر عبدالرحمن المعتقل في الولاياتالمتحدة. وأوضحت الجماعة أن جمعة الأمس استهدفت لم الشمل والتأكيد على مطالب الثورة بالقصاص للشهداء والإفراج عن المسجونين السياسيين من ضحايا النظام السابق قبل وبعد ثورة يناير وعلى مطلب الشعب الأهم وهو تسليم السلطة فى موعد أقصاه 30 يونيو القادم. ورأت الجماعة أن جزءًا مهما من مطالب الثورة قد تحقق، وإن كان هناك جزء قد تم التباطؤ في تحقيقه، إلا أنه في سبيله للتحقيق والحكمة تقتضي الانتظار لموعده المحدد وهو نهاية يونيو القادم. من جانبه قال الائتلاف الإسلامي الحر في بيان وزعه على المتظاهرين بميدان التحرير، إنه لابد من إزالة بقايا النظام المخلوع وعملائه من سدة الحكم عبر تسليم السلطة التنفيذية لحكومة منتخبة ولرئيس منتخب في أسرع وقت، مطالبا بضرورة إصدار قانون السلطة القضائية وإلغاء حالة الطوارئ، ووقف المحاكمات العسكرية للمدنيين وإعادة المحاكمات أمام القضاء الطبيعي. وطالب الائتلاف بضرورة إصدار عفو عام عن السجناء السياسيين الباقيين فى السجون من عهد المخلوع وتشكيل لجنة برلمانية للتحقيق في الأحداث التي وقعت من أول الثورة. ووزع المتظاهرون عشرات النسخ من البيان الصادر عن حركة الاشتراكيين الثوريين في شوارع القاهرة لدعوة المواطنين للانضمام إلى المعتصمين والمتظاهرين لاستكمال أهداف الثورة. وفشلت جميع المحاولات المتكررة من المتظاهرين لتوحيد صفوف الميدان وكلمته تحت منصة واحدة، لتقود المليونية 5 منصات، في الوقت الذي أطلقت فيه ائتلافات شباب الثورة مبادرة طالبت فيها جماعة الإخوان المسلمين بتوحيد خطبة الجمعة وقصرها على الخطبة التي سيلقيها خطيب الثورة الشيخ مظهر شاهين من على المنصة الرئيسية. وقام أعضاء من حزب المؤتمر الشعبي الناصري المعتصمون من يوم الأربعاء الماضي بالميدان بعرض الفيديوهات الخاصة بالرئيس السابق حسني مبارك ومقتطفات من خطاب التنحي مع الأغانى الوطنية، وبعض خطب الزعيم الراحل جمال عبد الناصر، فيما تجمع المعتصمون في الخيام في حلقات نقاشية وشعرية بالميدان. وقامت منصة حركة شباب 6 إبريل بعرض الفيديوهات الخاصة بحملة "كاذبون"، والتى توضح انتهاكات المجلس العسكري في أحداث مجلس الوزراء. من جهته وجه المجلس الأعلى للقوات المسلحة انتقادات إلى دعوات تنظيم أيام الغضب، وقال إن مصر لا تحتاج إلى أيام الغضب أو التشفى أو الانتقام، وإنما تحتاج إلى العمل والتفاؤل والثقة. واكد المجلس الأعلى للقوات المسلحة على صفحته الرسمية على "فيس بوك" أمس إنه ليس معنى ذلك إهدار حق الدماء أو الحقوق ، ولكن لتكون كل الخطوط متوازية، وأردف "فسنرى لحظتها أم الدنيا مصر وقد نهضت وتربعت على عرشها من جديد". وأعرب المجلس عن الارتياح لمرور يوم 25 يناير بسلام، وقال "لقد مر يوم 25 يناير بسلام وسعادة على الشعب المصري بكل طوائفه السياسية، ولم تؤثر فزاعات بعض المأجورين أو المغرر بهم للعنف والاعتداء على المنشآت الحيوية أو القوات المسلحة أو الشرطة. واشار المجلس الى ما حدث في البورصة المصرية يوم الخميس وهو تحقيق مكاسب تاريخية قدرت بحوالي 4.16 مليار جنيه على كافة أسهم البورصة مدفوعة بالشراء من المستثمرين وهو أعلى مكسب تحققه البورصة المصرية من عشر سنوات. وأكد المجلس في رسالته أن ذلك جاء نتيجة أجواء التفاؤل التي سادت عقب مرور الاحتفال وإحياء عيد الثورة المصرية، وذلك حتى لا يتهمنا أحد بالاحتفال وهم كثيرون. واضاف "ألم يحن الوقت بعد للنظر للغد المشرق ودفع مصر نحو الاستقرار الآمن وليس الاستقرار المضطرب نتيجة الاعتصامات والاضطرابات".