افتتاح معرض عسير للعقار والبناء والمنتجات التمويلية    الخريف: نطور رأس المال البشري ونستفيد من التكنولوجيا في تمكين الشباب    مركز الفضاء.. والطموحات السعودية    حرب غزة تهيمن على حوارات منتدى الرياض    العميد والزعيم.. «انتفاضة أم سابعة؟»    تسجيل «المستجدين» في المدارس ينتهي الخميس القادم    أخفوا 200 مليون ريال.. «التستر» وغسل الأموال يُطيحان بمقيم و3 مواطنين    بطولة عايض تبرهن «الخوف غير موجود في قاموس السعودي»    أمير منطقة المدينة المنورة يستقبل سفير جمهورية إندونيسيا    دعوة عربية لفتح تحقيق دولي في جرائم إسرائيل في المستشفيات    «ماسنجر» تتيح إرسال الصور بجودة عالية    برؤية 2030 .. الإنجازات متسارعة    العربي يتغلب على أحد بثلاثية في دوري يلو    للمرة الثانية على التوالي.. سيدات النصر يتوجن بلقب الدوري السعودي    (ينتظرون سقوطك يازعيم)    في الجولة 30 من دوري" يلو".. القادسية يستقبل القيصومة.. والبكيرية يلتقي الجبلين    بالشراكة مع المنتدى الاقتصادي العالمي.. إنشاء" مركز مستقبل الفضاء" في المملكة    أمير الشرقية يدشن فعاليات منتدى التكامل اللوجستي    تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين ونيابة عنه.. أمير الرياض يحضر احتفالية اليوبيل الذهبي للبنك الإسلامي    «الكنّة».. الحد الفاصل بين الربيع والصيف    توعية للوقاية من المخدرات    لوحة فنية بصرية    وهَم التفرُّد    عصر الحداثة والتغيير    مسابقة لمربى البرتقال في بريطانيا    اختلاف فصيلة الدم بين الزوجين (2)    قمة مبكرة تجمع الهلال والأهلي .. في بطولة النخبة    تمت تجربته على 1,100 مريض.. لقاح نوعي ضد سرطان الجلد    اجتماع تنسيقي لدعم جهود تنفيذ حل الدولتين والاعتراف بدولة فلسطين    Google Maps أولوية الحركة لأصدقاء البيئة    فزعة تقود عشرينيا للإمساك بملكة نحل    العشق بين جميل الحجيلان والمايكروفون!    بقايا بشرية ملفوفة بأوراق تغليف    إنقاص وزن شاب ينتهي بمأساة    الفراشات تكتشف تغيّر المناخ    وسائل التواصل تؤثر على التخلص من الاكتئاب    أعراض التسمم السجقي    زرقاء اليمامة.. مارد المسرح السعودي    «عقبال» المساجد !    دوري السيدات.. نجاحات واقتراحات    وزير الدفاع يرعى حفل تخريج الدفعة (37) من طلبة كلية الملك فهد البحرية    ولي العهد يستقبل وزير الخارجية البريطاني    دافوس الرياض وكسر معادلة القوة مقابل الحق    السابعة اتحادية..    الإطاحة بوافد وثلاثة مواطنين في جريمة تستر وغسيل أموال ب200 مليون ريال        اليوم.. آخر يوم لتسجيل المتطوعين لخدمات الحجيج الصحية    أمير المدينة يدشن مهرجان الثقافات والشعوب    فيصل بن بندر يستقبل مدير 911 بالرياض.. ويعتمد ترقية منتسبي الإمارة    إنقاذ معتمرة عراقية توقف قلبها عن النبض    أمير تبوك يطلع على نسب الإنجاز في المشاريع التي تنفذها أمانة المنطقة    رسمياً.. إطلاق أوَّلَ مركز ذكاء اصطناعي للمعالجة الآلية للغة العربية    سياسيان ل«عكاظ»: السعودية تطوع علاقاتها السياسية لخدمة القضية الفلسطينية    أمطار مصحوبة بعدد من الظواهر الجوية على جميع مناطق المملكة    دولة ملهمة    سعود بن بندر يستقبل أعضاء الجمعية التعاونية الاستهلاكية    كبار العلماء: لا يجوز الذهاب إلى الحج دون تصريح    هيئة كبار العلماء تؤكد على الالتزام باستخراج تصريح الحج    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



60 ألف قتيل و 82 ألف جريح خلَّفتها الثورات العربية
من هم صانعو الثورات .. وكيف ساهمت الأنظمة في كتابة سيناريو نهايتها .. ؟
نشر في الرياض يوم 02 - 01 - 2012

خلفت الثورات في العالم العربي 59286 قتيلا ونحو 82167 جريحا وكانت حصيلة القتلى في الثورة الليبية الأعلى نسبة بين الثورات حيث بلغت 50 ألف قتيل بحسب تصريحات عضو المجلس الانتقالي الليبي الحاكم العقيد هشام أبو حجر ، بينما أفاد رئيس هيئة الجرحى الليبيين أشرف إسماعيل أن عدد الجرحى في الثورة بلغ 35 ألف جريح تلقى 23 ألفاً منهم العلاج خارج الأراضي الليبية .
رئيس اللجنة السورية لحقوق الإنسان وليد سفور أوضح للرياض بأن عدد القتلى منذ اندلاع الثورة السورية بلغ 7000 قتيل و 20 ألف جريح ، لتحتل سوريا المرتبة الثانية بين الثورات من حيث الأكثر دمويه ، تلتها الثورة اليمنية بواقع 1140 قتيلاً و 20 ألف مصاب بحسب إحصاءات اللجنة التنظيمية لشباب الثورة ، واحتلت مصر الثالثة حيث سجلت هيئة تقصي الحقائق عن ثورة 25 يناير 846 قتيلا و 6467 جريحاً ، بيد أن تونس كانت أقل الثورات دموية بينما أعلن المقرر الخاص للأمم المتحدة لمكافحة التعذيب " خوان منديز " نقلا عن أرقام حكومية قتل نحو 300 شخص وإصابة 700 خلال الاضطرابات التي شهدتها البلاد .
جميع هؤلاء دفعوا حياتهم ثمنا لانتزاع الحرية والمساواة للعيش في حرية كبقية شعوب العالم ، إمبراطورية ابن علي في تونس التي استمرت لخمسة عقود كانت أول الأنظمة السياسية سقوطا وأسهلها تلاها تنحي حسني مبارك ومن ثم فرار معمر القذافي الذي كانت نهايته القتل على يد الثوار بيد أن مصير علي عبدالله صالح التنحي غير المعلن بعد المبادرة الخليجية يقابله نظام بشار الأسد الذي مازال يصر على بقاء إمبراطوريته التي ورثها عن والده في ظل تصعيد من المعارضة .
حقوق الشعوب في اختيار الأنظمة السياسية التي ستحكمها مازالت تراهن عليه تلك الثورات بعد أن تمكنوا من إسقاط أنظمة ظلت لعقود تمارس الدكتاتورية مستندين في ثوراتهم الخمس على حزمة من التداعيات التي قادتهم للثورة الشعبية لعل الفساد والقمع ومصادرة الحريات الشخصية في ممارسة الشعائر الدينية وسوء الحياة الاقتصادية والاجتماعية في البلاد إلى جانب البطالة وعدم إشراك المواطن في العملية السياسية و سيطرة تلك الحكومات على المؤسسات العسكرية في الدولة باعتبارها القوة التي من خلالها ستخيف الشعب للمطالبة بحقوقه والقبول بذلك الاستبداد كان من أبرزها.
صانعو الثورات العربية اختلف السياسيون في تحديد هوياتهم وعولوا في ذلك على الوعي والتعليم ووسائل الاتصال الاجتماعية الحديثة الذي طالت الشباب العربي إلا أنهم اتفقوا على أن محمد بوعزيزي الشاب التونسي العاطل عن العمل كان الشرارة الأولى لتلك الثورات التي خرجت بالربيع العربي .
محمد بو عزيزي 26 عاماً الذي أشعل النار في جسده احتجاجا منه على صفعة الوجه التي تلقاها من موظفة الشرطة بدون ذنب وكان ذنبه الوحيد معرفة سبب مصادرة عربته الصغيرة التي كان يؤمن منها قوت يومه من خلال بيع الخضروات والفواكة اعتبرها النقاد القشة التي قسمت ظهر البعير و أدت إلى إطلاق شرارة الثورات العربية وإسقاط الأنظمة الدكتاتورية ومحاكمة الفاسدين والطغاة في عدة دول .
زهير سالم
زهير سالم : التعليم والوعي ووسائل الاتصال والنشطاء السياسيون ساهمت في صنع الثورات
خالد السعيد الذي لقي حتفه على يد الشرطة المصرية بعد ضربه وسحله حتى الموت كان شرارة الغضب المصري التي قادت الشعب المصري للثورة في حينها شرع نظام حسني مبارك في تطبيق قانون الطوارئ الذي ينص على قيد أي نشاط سياسي غير حكومي من تنظيم المظاهرات والتنظيمات السياسية غير المرخص لها وبموجبه فقد تم احتجاز نحو 17000 شخص فيما وصل عدد السجناء السياسيين إلى 30000 سجين وكانت محطة غضب الشارع المصري ، فيما يصل إجمالي ضحايا عنف وزارة الداخلية المصرية 350 شهيدا في الثلاث سنوات الماضية .
الشأن الليبي واليمني والسوري لم يكونوا اقل حظا من مصر وتونس إلا أن موجة الغضب انتقلت على الفور واجتاحت الأطر الجغرافية لتقضي على أنظمة خلفت الفساد والتخلف والاستبداد والتبعية لشعوبها ، إلا أن الثورة السورية وصفت بالأكثر تعقيدا لما يمتلكه بشار الأسد من دعم خارجي من قوى دولية تمثلت روسيا في المقدمة وإيران تليها الصين ولبنان والعراق اللتين امتنعتا عن التصويت ضد العقوبات التي فرضتها جامعة الدول العربية على النظام السوري .
غليان داخلي
مدير مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية زهير سالم أكد " للرياض " أن صانع الثورات العربية معتمد بالدرجة الأولى إلى الوعي ومن ثم العلم والثقافة والتواصل مع العالم مع المقارنة بواقع متردٍ خارج إطار الزمان والمكان خارج إطار الجغرافيا والتاريخ الحقيقي للعالم في حين الشباب العربي تعلم دخل الجامعات وتثقف، ثم جاءت وسائل الاتصال الحديثة أطلعته كيف يعيش الناس جاءت كل القوانين لتوضح له حقوقه وما له وما عليه وبالتالي تعرف على ذاته جيدا تعرف على ثقافة أصلية وجد أن هؤلاء الحكام الذين يسومونه سوء العذاب لا ينتمون لا إلى علم و لا إلى ثقافة ولا إلى تاريخ مجيد ولا إلى حاضر معاصر ووجد نفسه محاصراً بالفساد والاستبداد فكان كل هذا يتخمر وحدثت عملية غليان داخلية تتفاعل داخل الشباب حتى كان محمد بو عزيزي القشة التي قصمت ظهر البعير في تونس وكانت الحادثة الثانية في مصر والثالثة في ليبيا ثم في اليمن التي كانت سباقه في الاحتجاجات وكانت أخيرا في سورية .
نجيب الغضبان
نموذج للبلادة التاريخية
الحاج : متفائلون بالوضع السياسي في الوطن العربي والتحول التدريجي نحو الديمقراطية
وتحدث سالم عن الأنظمة التي شهدت ثورات سياسية فقال لو نظرنا إلى ابن علي كان البذرة الأولى لمحاولة نزع الهوية عن الأمة وإلحاقها بالغرب، وحسني مبارك كان نموذجاً للبلادة التاريخية التي لا تعرف السياق القومي ، وبشار الأسد والقذافي كانا مثلا للقسوة البالغة في اضطهاد الشعوب .. لسنا بحاجة للتعليق على قسوة القذافي إلا أن بشار الأسد قبل الثورة السورية بشهر قال في حديث للصحافة الأمريكية إن شعبه مغلق العقول وقال إنه " يحتاج إلى جيل آخر "لأفتح عقول هؤلاء الناس " هذه كانت كلمة رئيس جمهورية يتحدث عن شعبه , سمع الشعب السوري كلمته التي جرحته وبشار ظن انه ورث سوريا عن أبيه كما تورث المزرعة ، أضف إلى ذلك تقليع أظافر أطفال درعا كذلك كانت بالنسبة لسوريا الشرارة الأولى لإظهار الغضب ، طالبوه بإصلاح فرفض فذهبوا به إلى الثورة واليوم ينادون باعدامه ، ويروي بأن جميع تلك العوامل عوامل الثقافة والفكر والاتصال الحديثة .. ويضيف سالم ان الوعي ومقارنة المواطن العربي مع ما يعيشه إنسان الغرب وما يتمتع به من حقوق ثقافية معنوية قبل الحقوق المادية هي التي صنعت لنا هذا الربيع العربي .
ويصف زهير سالم ان محمد بو عزيزي وخالد السعيد " في علم التاريخ يسمون أبطالاً والجنود المجهولين وكل الثورات في القديم كانت هناك شخصية البطل الكارزمي الذي يتقدم الصفوف لكن دائما يكون وراء هذا البطل جنود مجهولون لا تذكر أسماؤهم ولكنهم يكونون صانعي الثورة الحقيقين نحن في تاريخنا الطويل كان لدينا الكثير من جنود الفتح على مر التاريخ صلاح الدين الأيوبي لم يصنع وحده فتح القدس ومعركة حطين بل كان معه جيل من المقاتلين ".
وذهب سالم إلى أن البعض يظن أن الثورة هي ثورة إسلامية أو أصولية أو الثنائية العصرية الإسلامية منوها بأن هؤلاء الشباب كسروا هذه الثنائية فهم بقدر ما ينتسبون إلى أمتهم وبقدر ما يتمسكون بعقيدتهم وبقدر ما يلتزمون بشعائر دينهم هم في نفس الوقت منفتحون على العصر ملتزمون به متطلعون إليه متفهمون كل ما يدور فيه .
الأنظمة السياسية في الوطن العربي
وذكر بان الحكومات السياسية في الوطن العربي تجعلنا نميز بين نظام ثوري على غرار ما ابتليت به مصر في أيام عبدالناصر ثم ابتليت به سوريا في أيام حزب البعث والعراق في عهد صدام حسين وليبيا في عهد القذافي هذا الاستبداد الثوري خلق حالة من الرعب لن يستطيع الإنسان أن يتصور الحال التي كان عليها الناس في سجون سوريا و ليبيا ، وبين حكومة لم تعط الديمقراطية شكلها الظاهري ولكن يبقى بما نسميه الاستبداد الأبوي العائلي الذي يبقى فيه كبير العائلة وان كان متفردا بالرأي لا يأخذ شكل الدولة الحديثة لكن يعامل شعبه بحزم بقسوة وبشدة لكنه يعاملهم في نفس الوقت بعطف و برحمة .
صناعة نظام سياسي نزيه
وحول صناعة نظام سياسي نزيه يقول زهير سالم إنه لا ينبغي للناس أن تتصور أننا سنقفز من الثورة إلى الجنة الموعودة ، وعملية الإصلاح عملية جدلية مستمرة و سيتغير الوضع في الدول إلى أمرين إلى أقل سوء أو إلى الأفضل و في كلتا الحالتين سنتقدم بخطوة نحو الإصلاح وفي إطار هذه الجدلية الإصلاحية لا ينبغي أن نتصور على مستوى رجال الفكر والسياسة بأننا بمجرد غمضة عين سنغير شكل الحاكم وشخصية الحاكم وأن هذه المجتمعات ستنقلب إلى أعلى درجات التقدم بل ما سيجري اننا سنتقدم خطوة إلى الأمام يجب أن نكون على قدر عال من الوعي والحذر والانتباه منوها بأنه مادمنا نمتلك آلية التصحيح وقناة التصحيح و إرادة التصحيح سنصحح الحالة الثانية والثالثة والرابعة منوها بأن المجتمعات لا تبنى بهذه القفزات الخيالية معتبرها أحلام شباب ينبغي أن تتقدم بحكمة رجال الرأي والتفكير سوف ننتقل من مجتمع بتجارب متتابعة لإقامة دولة تراعي شبابها .
الانظمة ساهمت في الثورة
عضو المجلس الوطني السوري الدكتور نجيب الغضبان يتفق مع زهير سالم في أن الشباب العربي الذي حاز على تعليم متقدم في مقابل ضيق الفرص في المجال السياسي والاقتصادي جعلته يفكر في التغيير وكانوا من صانعي الثورات العربية ولكن الغضبان يضيف إليهم النشطاء والمفكرين السياسيين العرب والتي تعود نشاطاتهم للثمانينات من القرن الماضي عندما طرح البعض منهم غياب الديمقراطية في العالم العربي وعقدت الندوات والمؤتمرات الذي كان آخرها في أكتوبر بالمغرب عام 2010 م في محاولة لربط حصيلة الديمقراطية وحقوق الإنسان على مدار عشر سنوات على الرغم من أن تلك اللحظة كانت الصور بائسة لكن كان الحل لابد من وجود فرص أفضل ومخاطبة الشباب والحكومات والتيارات الفاعلة والأحزاب السياسية ورجال الأعمال بضرورة الانتقال نحو آفاق سياسية أفضل .
ويضيف الغضبان الطبقة الحاكمة ذاتها كعامل ثالث كان لهم دور فهي لم تدرك عمق الأزمة إلا متأخرا في حين ان بعض القادة العرب لم يقدموا إصلاحات على مدى تدريجي وبذلك ساهموا بهذه الازمات وبالتالي لم يكن هناك حلول إلا الثورة .
درجة عالية من الصبر
الثورات العربية هل كانت صحوة ضمير متأخرة من الشعوب يروي الغضبان في هذا الصدد بأنها محاولة للمطالبة بأشياء أساسية مفقودة وكانت الشعوب العربية على درجة عالية من الصبر حتى تصل إلى هذه الحقوق ، والظروف الاقتصادية خلفية مهمة للثورة في مصر وتونس واليمن وسوريا , ورغم الدافع وراء إشعال بو عزيزي لنفسه كان وصوله لدرجة من اليأس أمام محاولته للحصول على لقمة عيش شريفه , إلا ان غياب الحرية في مثل هذه المجتمعات كان له أبعاد ملموسة اضافة الى ان الأبعاد السياسية أيضا كانت قوية بمعنى عدم وجود مجال للمشاركة السياسية الفاعلة وعدم وجود الحريات الأساسية وبدأ الشباب يشعر بأن له حقوقاً مهضومة لفترة طويلة وانه آن الآون للحصول عليها .
الخوف والتخويف
سقوط الزعماء كشف للعالم حقيقتها التي كانت تقوم عليها وبحسب عضو المجلس الوطني السوري فإنها كشفت للقوى الدولية أنها أنظمة كانت بعيدة وليس لهم علاقة بواقع الناس وخاصة الشباب بدليل انه مع بداية الثورات والتظاهرات وجه الزعماء اتهامات بأن هؤلاء متطرفون وبالتالي طريقة التعاطي والخطاب الذي تمت الرد عليه لا يدل على التواصل مع الواقع ، إلى جانب انه كشف عن إشكالية في طريقة الحكم في عالمنا العربي وهي تحول الحكم إلى التحكم بأنشطة اقتصادية أساسية لذلك ارتبط الحكم بالفساد لاحظنا الطرابلسي في تونس ومبارك في مصر والقذافي في ليبيا ، وأخيرا ما تحدث عنه النشطاء و تكشف بشكل واضح في الطبقة الحاكمة وعلى الرغم من أن الأنظمة كانت مستندة إلى مؤسسات أمنية بشكل رئيسي إلا أن البعد الكبير فيها قائم على الخوف والتخويف وبالتالي حينما انكسر حاجز الخوف انهارت هذه الأنظمة .
ما بعد سقوط الأنظمة السياسية
المحلل السياسي التركي الدكتور مصطفى الحاج حامد يؤكد أن الشعوب العربية بعد حرب الاستقلال التي خاضتها في الأربعينات والخمسينات كانت تأمل أن تعيش في دول تحترم حقوق المواطن لكن الشعارات التي طغت على تلك الحقبة هي الوحدة والحرية والاشتراكية ولم تر الشعوب تطبيق هذه الشعارات ولكنها رأت الظلم والتهميش وعدم احترام شخصية الإنسان وإشراكه في المشاريع السياسية والقومية والوطنية لذلك كانت هذه الحركات كردة فعل على هذه الأنظمة التي كانت قائمة في تلك الفترة .
وزاد بأن الشعوب كانت تحتاج لفترة لتتعود على حياة الديمقراطية والمعايشة واحترام الرأي الأخر وما تعيشه تلك البلدان كتونس ومصر يرى انه مخاض وفترة انتقالية لكي تتعود الشعوب على النظام الديمقراطي واحترام ما تفرزه صناديق الاقتراع ، لافتا إلى انه يرى مبشرات في حين ليس من السهل أن شعبا كان محكوما و مسلوب الإرادة و فجأة يرى نفسه حرا طليقا واعتبر انها تمر بفترة انتقالية ومع الزمن ستتعود على التعايش واحترام الرأي الآخر واحترام ما تفرزه صناديق الاقتراع .
نظام ديمقراطي أم دكتاتوري
من يضمن لنا قيام أنظمة ديمقراطية وليس انتقالا دكتاتوريا قديما إلى دكتاتوري حديث في هذا الشأن أوضح مصطفى بأن المخاوف موجودة ولكن ما يمر به العالم من تغيير بفضل وسائل الاتصال الاجتماعي الفيس بوك وتوتير والانترنت التي جعلت العالم قرية صغيرة لا يمكن لتلك الدول العربية أن تعيش بمعزل عن ما يجري عن دول العالم الأخرى ، منوها بأن الشعوب التي ترى ما يجري في الدول الغربية وخاصة النواحي الايجابية لتطبيق الديمقراطية واحترام الفرد وخاصة أنها تريد أن تكون محترمة وممثلة بشكل صحيح ويكون لها مشاركة في القرار الذي يؤخذ على المستوى الوطني والقومي ولذلك فإن الشعوب التي انتزعت حقوقها وحريتها لن تسكت في المستقبل عن أي تكوين يصادر تلك الحريات .
وكشف بأن هذه التجربة محوطة بالمخاطر إلا أن ما يحدث في مصر وتونس يحق للوطن العربي أن يكونوا متفائلين بالمستقبل أكثر من أن نكون متخوفين ومتشائمين لكون الشعوب فجأة شاركت في صناديق الاقتراع وقبلت بالنتيجة جميعها مظاهر تدل بأن الشعب ممكن أن يتأقلم مع الديمقراطية ويحافظ عليها .
مؤامرة خارجية
عدد من المفكرين السياسيين ذهب إلى أن الثورات السياسية تقف خلفها مؤامرة من دول غربية إلا أن هذا اعتبره حامد إجحافاً في حق المواطن العربي بدليل أن كل المراكز الاستخباراتية بالداخل بدأ عليها تردد وتفاجأت بما يحدث في تونس ولو نظرنا إلى مواقف الدول الغربية من فرنسا إلى أمريكا حتى الحكومات ومراكز القوى حدث لديها تردد لم تستطع أن تقرأ ما يحدث في الدول العربية من هنا ليس هناك مؤامرة ولا أصابع خفية لو كان هناك دول لديها أصابع في الربيع العربي لما حصل هذا التردد والقدرة على اتخاذ قرار واضح تجاه ما يجري من المجتمع الدولي . وقال إن حالة من النضج تجتاح الشعوب العربية وخاصة عند الإسلاميين الذين يتفهمون الديمقراطية أكثر من العلمانيين الذين خسروا في هذه الانتخابات ولم يكن لديهم تقبل النتائج بأريحية كما عند الإسلاميين ، وذكر بأن السلفيين دخلوا العملية الانتخابية التي كانت تعتبر قبل أعوام بالنسبة لهم نظام كفر ولا يجوز حتى التكلم باستخدام كلمة ديمقراطية واليوم يقبلون بصناديق الاقتراع وهذا ما يضمن عدم الانجراف خلف الأفكار المتشددة والتي أفرزتها الأنظمة الدكتاتورية ونشطت تلك الأفكار تحت هذه الأنظمة في أجواء محاصرة الإسلاميين وانطلقت من داخل السجون ، مستشهدا بوصول الإسلاميين إلى الحكم في تركيا ولم نر مظاهر وعناصر للتشدد بل كل ما وجد متنفس للحرية .
تخلي أمريكا عن ابن علي في تونس وحسني مبارك في مصر لم يجد له تفسيرا الباحث في التربية السياسية الدكتور عبدالله أبو دهامشة بعد أن كان مبارك الزعيم المدلل لدى أمريكا سوى أنها وصلت لقناعة إلى أن النظام انتهى ولم يعد صالحاً للحكم ، ولفت بأن أمريكا البلد القائمة على المؤسسات البحثية لن تدلل بشار الأسد كثيرا وعندما تصل لقناعة بأنه غير صالح للحكم ستتخلى عنه كما فعلت مع حسني مبارك .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.