تخيل نفسك، وأنت تذهب لمستوصف خاص لعلاج آلام طارئة اعترتك. توقف سيارتك أمام المستوصف. تدخل بصعوبة وتحت وطأة الآلام إلى البوابة. تسجل معلوماتك لدى موظف الاستقبال. تأخذ رقماً وتتوجه لقاعة الانتظار، إلى أن تنادي الممرضة اسمك. تنهض متثاقلاً وتتبعها إلى عيادة الطبيب. تستلقي على السرير. تأخذ الممرضة مقاييس حرارتك وضغطك ونبضك، وتكتبها في الورقة الأولى من الملف الجديد. يدخل الطبيب. يفحصك فحصاً سريرياً بيديه الخشنتين، ثم يطلب منك النهوض من السرير والجلوس على الكرسي ليوجّه لك عدداً من الأسئلة. وعلى الرغم من استغرابك من نوعية الأسئلة، كما من خشونة يديه، إلا أنك تتجاهل المسألتين، وتنتظر بقلق تشخيصه النهائي. تخيّل أن تشخيص هذا الطبيب النهائي لحالتك، هو: - تهريب في وجه المكينة، وانسداد في البلوف، مع لذعات متكررة في البلاتين، تسببت في تفحم البواجي. لقد طلبت منك عزيزي القارئ أن تتخيل، لكن هذا ليس خيالاً، إذ تمكنت الفرق الأمنية الميدانية التابعة لجوازات عسير، الأسبوع الماضي، من القبض على وافد من جنسية آسيوية بمهنة ميكانيكي سيارات، يمارس مهنة الطب بأحد المستوصفات الخاصة بمحافظة خميس مشيط، إضافة إلى ضبط عدد من الآسيويين يحملون مهن البناء والسباكة، ويمارسون مهناً إدارية في نفس المستوصف. المفجع في هذه القضية الواقعية التي تصل إلى حد الخيال، أن الفرق الميدانية التابعة للجوازات، هي التي كشفت الأمر، وليست وزارة الصحة.