الآن.. وقد حاولت أن أتنفس عميقاً.. أن أملأ رئتاي من نفحة الهواء النجدي، علّه يصلني شيء من رذاذ المدينة عبقاً من شعر الأحمدية.. يخفق قلبي بإحساس متدفق .. يصغي فيعرف أن الطبول توقفت، والأناشيد الحزينة تصدح ، والربابات تئن وتون ، والإبل أبركت .. والخيل نكّست رؤوسها ، وسفن جدة ضمت أشرعتها تتحسس خفقان قلبها .. لا شيء في الهواء .. سوى صدى كلماتك المسبكة ترتد عبر مبانينا "أعذروني .. جيت أبكتب بيت شعر ،،،،، وطااااح حرفي من عيوني" لأنك شامخة لا تكتبين سوى القاف الشامخ شموخ الجبال التي لا تهتزّ .. أصيح ماذا حدث قبل أمس حين أغمضت عينيك في موتٍ صغرى .. وكأني أسمعك تردين : قبل امس صحّينا المحبّة ونمنا واليوم نام الحب واحنا صحينا ! من قبل ذنب العشق يكتب ندمنا لبّى الغرق ياليتنا ما نجينا لا هو سلم منّا ولا احنا سلمنا ولا هو انتهى فينا ولا احنا بدينا ونزعم ببعض الظن إنا فهمنا وتصرخ فوجه الشوق أطلق يدينا ! فأسألك بالله .. هل الأحداث المؤلمة هي ماجعلك تغيبين عنا ..؟ وكأني بك ترددين: جمعتك ضحكة ما يعارض ألقها تفكير في واقع ولا نشرة أخبار دع هذه الدنيا لربٍ خلقها واكفل ف قلبك فرحة احلام قصار فأقول: هكذا هي فلسفتك دائماً شاعرتنا .. لكن ماذا عساك تقولين لاصدقائك ومحبيك وجمهورك الذي هلّ العبرات لفراقك أخيتينا .. وكأن صدى هزّ وجداننا .. لنسمعك جميعاً كل أخت وأخ لكِ في الأدب : بغيتك أوفى من العبرات لعيوني ولقيتك اللي يشجعها ويغريها يا هاجري كيفها الأيام من دوني جربت أول وجعها عاف تاليها خذني على قد وعي الشوق لظنوني من دربه البحر كم موجه يعدّيها فيروز والصبح وطيوره تناسوني "كأنما الأرض فرّت من ثوانيها" مستورة الأحمدي كلنا أوفى من العبرات شاعرتنا .. أخيتنا .. بل الأيام من دونك ثكلى مكلومة.. نعم جربناها وذقنا طعمها المرّ مثل مرارة ريق الصائم ، ونصدقك قولاً أن أمواج البحر تصطفك بالسفن التي مازالت تضم أشرعتها وتتحسس نبضات قلبها التي تقل شيئاً فشيئاً.. وفيروز لم تنساك ولا الطيور المحلقة بحزن عميق نائحة فوق المدن الناعسة، فأخبرينا بالله عليك كيف كانت غيبوبتك؟ يتسابق النور يا صبح الليالي الطوال ودخلت في أوّل الساعات وسط الظلام! لو منتظر لين تشرق شمس يا ابن الحلال كان انتشينا من انفاسك وطاب الكلام أعوذ بالله من زيفك وقهر الرجال والوذ به من هجوس ٍ فيك عيّا ينام عودي إلينا فقدت عذتِ بمعيذ سبحانه، لكن الأطباء أخبرونا بأن نبضات قلبك كانت ضعيفة: مرّرت كفّك على قلبي ولاحظت فيه نسيج قاسي خدش ليني وقشّرته! صحّيت جرحي وأنا اللي كنت أهدن عليه كنّه نسي ينزف البارح وفكّرته! لكنه رغم نزفه .. زففته إلينا .. لما أجدت بقلبك الدامي؟ كلٍّ على ذوقه يزف التهاني وأنا ودادي زفّ قلبي إليكم بكم نهار العيد سبّق وجاني ونبتت رياحينه فراحة يديكم كل عام وأنتم صبح عيد ف زماني وكل عام والفرحه تعيّد عليكم لما نسيت نفسك أن تدعي لها.. لما كل هذا الجود لتدعي لنا وحدنا سواك .. حتى قبل غيبوبتك التامة رحمك الله قلت كلمات أخيرة لم نكن نعيها جيداً.. قبل أن تتنفس رئتاك بالأوكسجين : تنفسّوا بعمق شهييييييق زفيييييير فكل ملذات الدنيا تقف عندما تتعثر أنفاسنا قبل أن تتشبع الرئة بما فيها من أكسجين ، وما زلنا بخير ما دامت لم تقف الحياة بعد ، احتراماً لعجزنا عن التنفس ... وكأنك وضعت في كلمتي "شهيق – زفير" ست ياءات لتتركِ التنفس لنا وحدنا في الياء السابعة رحمك الله !