أفقدت إشاعة أطلقها المضاربون في سوق الأسهم السعودي أمس المؤشر العام أكثر من 330 نقطة والتي تعادل 2,64 ٪ ، وذلك بعد أن تدافع المتعاملون للبيع الأمر الذي قاد المؤشر لكسر حاجز ال 12,5 ألف نقطة نزولاً ليصل إلى 11870,62 كأدنى قيمة له منذ فترة طويلة. ويعيد هذا التراجع ذكرى مايو عام 2004م بعد أن سجل سوق الأسهم في ذلك الوقت تراجعاً لمدة ثلاثة أيام على التوالي في نفس الشهر بسبب عمليات واسعة لجني الأرباح بعد أن حقق المؤشر ارتفاعات قياسية في ذلك الوقت ، حيث أطلق بعض المضاربين إشاعة بحدوث أزمة للسوق تزامناً مع ماحدث له خلال نفس الفترة من العام الماضي. وشهد السوق أمس تدافع عدد المتعاملين للبيع حيث سجلت ثمان شركات تراجعاً بالنسبة القصوى 10 ٪ تقدمها سهم الغذائية واللجين وجازان الزراعية اقتربت عدد من الشركات من الوصول إلى هذا النسبة عند بداية التعاملات الصباحية حيث لم تلبث أن تجاوزت هذه الأزمة بعد أن استطاع السوق من تعديل جزء كبير من خسائره ليغلق على خسارة بلغت 330 نقطة بعد ان فقد أكثر من 588 نقطة تقريباً. واستطاع السوق أمس أن يسجل أرتفاعاً ملحوظاً في كمية الأسهم المتداولة وكذلك القيمة اليومية للسوق وعدد الصفقات الامر الذي يوضح عمليات جني الأرباح الكبيرة وسط محافظة بعض الشركات على نسبة تراجع بسيط مثل شركة سابك والكهرباء والاتصالات السعودية التي كان لها دور كبير في تقليل خسائر السوق حيث إنها من الشركات المؤثرة على المؤشر بشكل مباشر خاصة وأنها تملك ما يقارب 60 ٪ من إجمالي حجم السوق. وفي غضون ذلك بلغت قيمة التداول أمس أكثر من 18,5 مليار ريال تم ضخها من خلال 205 ألف صفقة نفذها المتعاملون والتي سجلت تراجع أكثر من 69 شركة فيما ارتفعت أسهم 6 شركات فقط ليقف المؤشر العام للتداول عند مستوى 12216 نقطة تقريباً ،حيث كانت أعلى نسبة تراجع على صعيد القطاعات من صالح قطاع الزراعة الذي تراجع بنسبة 7,82 ٪ ثم قطاع الكهرباء الذي تراجع هو الاخر بنسبة 6٪ تقريباً وكذلك قطاع الأسمنت الذي سجل تراجعاً هو الاخر بنسبة 4,4٪ بعد أن استطاع خلال الفترة الماضية تحقيق نتائج قوية. وحول تراجع السوق أمس علق الدكتور وديع كابلي أستاذ الاقتصاد المشارك في جامعة الملك عبدالعزيز بجدة قائلاً إن ماحدث أمس في سوق الاسهم السعودي لايتعدى كونها عمليات تصحيحية جاءت بعد الارتفاع الكبير في مؤشر السوق ، وهي أمر طبيعي لعمليات جنى الارباح من قبل المتعاملين. وأضاف قائلاً إن الاسبوعين الماضيين شهدا ارتفاعاً كبيراً في أسعار الاسهم حيث إن بعضها تضاعف سعره تقريباً الامر الذي يبعث بقلق كبير لدى المتعاملين لكي يبدأوا رحلة جني الارباح وتحقيق المكاسب. وحول الاشاعة التي أطلقها بعض المتعاملين مستغلين تراجع السوق خلال نفس الفترة من العام الماضي لشهر مايو لكي يقودون السوق إلى التراجع قال الدكتور كابلي إن العملية ليس لها صلة بما حدث في مايو الماضي حيث إن الظروف الاقتصادية تختلف تماماً عن تلك الفترة ، ولكن أرجع وأقول ان عملية التصحيح شيء وارد خصوصاً وأن هناك مبالغة في أسعار العديد من الشركات إضافة إلى أن أسعار البترول أصبحت ضبابية وغير واضحة لأن المستثمر دائماً ماينظر إلى المستقبل وليس إلى الحاضر.