لم يعد الطائي خازناً لأسراره وخفايا منسوبيه، أصبح دخان الخلافات ينبعث من فوق اسواره دون ان تجد من يسكب عليها الماء البارد لإخمادها، والسير بالنادي العريق الى مرحلة تخرجه من اجواء الصراعات التي تستهدف الكرسي الساخن والجلوس تحت اضوائه المشتعلة، في اوقات مضت كان الطائيون يأتون برئيسهم ولا احد يعرفه الى ان يبوأ المنصب ثم يلتفون حوله ويذللون الصعاب التي تعترض طريقه وتعرقل مسيرة النادي، كان راشد المطير يرحمه الله ثم خالد العجلان وناصر الحماد وفهد الصادر واسماء اخرى قادت النادي الى نجاحات ادارية وفنية ونتائج اذهلت المنافسين، قبل ان يأتي عهد نواف السبهان الذي حاول ان ينقل العاب النادي الى مرحلة تضعها في الواجهة ولكن الصراعات الداخلية والهجوم الكاسح الذي قوبل به عبر وسائل الاعلام لم يتح له الفرصة، ووجد اطرافا تلتم حوله ليس لمؤازرته وتشجيعه انما لثبيط عزيمته وتصويره امام الرأي الرياضي بانه جاء ليهدم "فارس الشمال" ويشتت شمله، بينما الواقع يقول ان هناك من افشل مخططاته قبل أن تبدأ لاسباب لاعلاقة لها بمصلحة النادي، الامر الذي فرض عليه الرحيل وترك الجمل بما حمل، الى ان جاءت مرحلة فهد الصادر التي لم تغير من الوضع شيئا ثم مرحلة الرئيس الحالي خالد الباتع، وهي مرحلة وان شهدت استقرارا خلال الفترة الماضية وتسديدا لبعض الديون ومحاولة ترتيب الاوراق من جديد الا ان مساعيه لم تكتمل حتى الان، وهناك تصريحات حسبت ضده ولكنه تراجع عنها، ثم تصريحات ومناوشات من الرئيس المرشح عبدالعزيز السبهان، وان كنا نرى ان الخبرة ترجح كفة الباتع الا ان المنافسة على الكرسي المثير وليس الوثير حق متاح لكل شخص تنطبق عليه الشروط، اما الخروج عبر الاعلام بتصريحات تجعل الجماهير الطائية تعيش الاحلام وتغرد مع الوعود، وتنتهي آمالها دون نتائج فالامر يبدو مزعجا بعض الشيء، بل ربما يكون وبالا على الرئيس القادم مالم يتسلح بالخبرة والحنكة والدعم الشرفي والقبول الجماهيري والاستعانة بالكتمان لقضاء حوائجه. الطائي كان في فترات مضت جزءا من الاندية الكبيرة وكان خصما عنيدا لها، يلتقي بها على ارضه فيهزمها وتواجهه على ملاعبها فيحرجها ومن غير المقبول ان يتحول الى مكان للصراعات الدائمة حول الكرسي الساخن الذي نأمل الا يكون هو الهدف الاساسي للرئيس القادم، انما لا بد ان يحمل معه اجندة واضحة واهدافا لا تنحصر حول كرة القدم وكيفية اعادته الى الاضواء وان كان هذا مطلبا جماهيريا في المقام الاول، انما تعداها الى مختلف الالعاب، ايضا على الرئيس الجديد ان ينقل النادي من مرحلة الصراعات والاتهامات والتسويف في عقد الجمعية العمومية الى التكاتف ولم الشمل والتفاف ابنائه حوله والأخذ بشور من لديه المعرفة والخبرة والانتماء الصادق ل"الفارس الشمالي"، مع الادراك ان الدعم المالي لن يأتيه من الشرفيين، ما لم يوجد مصادر مالية تعتمد بالدرجة الاولى على جلب رعاة يفون بالكثير من الالتزامات. لا يهم من يكسب غدا الباتع او عبدالعزيز السبهان، المهم كيف ينجح الرئيس المنتظر في انتشال الطائي النادي الكبير والذي كان يوما ما الواجهة المشرفة لرياضة الشمال الى مكانة تنصف تاريخه وتليق بمكانته وتضعه في مكانه الصحيح، اما التراشق اثناء الانتخابات وتبادل الاتهامات بعدها فهو مجرد ضياع للوقت وبالتالي عكس صورة غير جيدة حول الاوضاع الداخلية والتنافر الحاصل بين رجاله.