زغاريد النساء تزف (أهالي الخوبة) تحت زخات المطر إلى منازلهم

بعد عامين من النزوح «الرياض » تواكب العودة وتنقل المشاعر ..

في يوم فرح استثنائي لأهالي الخوبة وبعد عامين من النزوح والخروج من قراهم ومنازلهم بسبب أحداث الحد الجنوبي عادت الحياة من جديد واستقبلت الخوبة تحت زخات المطر أهلها العائدين إليها في لحظة انتظروها بفارغ الصبر حيث عاش الجميع في فرحة واطلقت النساء من داخل السيارات التي أقلتهم الى الخوبة ومن داخل المنازل الزغاريد فيما كانت أصوات أبواق السيارات تزف عدداً من العوائل العائدة تعبيرا عن هذا اليوم الذي يقولون بأنه يوم لاينسى بينما كانت الحياة في مدينة الخوبة والقرى التابعة لها طبيعية وشوهد عدد من المواطنين وهم يتبادلون التهاني فيما بينهم في لحظات فرح عارمة لم تشهدها الخوبة من قبل وازدحمت المحلات وخاصة محلات مواد البناء والكهرباء بالمواطنين لشراء احتياجاتهم من هذه الأدوات لإكمال عملية صيانة منازلهم وشهد منتزه الجبل الأخضر وحزام وادي خلب والعين الحارة تدفق عدد كبير العوائل والأطفال والشباب للتعبير عن فرحتهم بهذه العودة وقد شاركهم هذه الفرحة بعض من أبناء المحافظات المجاورة مما يدل على روابط المحبة التي تربط أبناء هذا الوطن الغالي فيما بينهم( الرياض) واكبت مسيرة هذه العودة لأهالي الخوبة ونقلت مشاعر الفرحة الاستثنائية التي ارتسمت على وجوه ومحيا جميع أبناء هذه المحافظة.
فرحة اللقاء
في قرية الجيبة جنوب الخوبة كان عبدالله قارش هزازي وأولاده يتواجدون داخل منزلهم الذي وصلوا إليه بعد تجهيزه وإصلاح التلفيات الموجود بداخله خلال الفترة الماضية والذين عبروا عن فرحتهم بالعودة إلى منزلهم مؤكدين بأنه يوم من الأيام التي لن ينسوها في حياتهم وقال قارش أن الفرحة هي فرحة للجميع رجالا ونساء كبارا وأطفالا ونشكر حكومتنا الرشيدة وجميع المسؤولين وطننا.
وقال الهزازي الحمد لله قمنا بإعادة تأهيل منزلنا وشراء أثاث جديد لها بعد دعم الدولة لنا بمبلغ مالي لهذا الغرض وقال الهزازي إن جميع الخدمات التي تمس المواطن تم إعادتها بحمد الله وجميع الجهات الحكومية أدت وأنهت أعمالها قبل عودة الأهالي.
فيما عبر كل من عبدالله مجرشي ويحيى كعبي عن فرحتهما بالعودة مرة أخرى إلى منازلهم وقراهم التي عاشوا فيها سنوات حياتهم مؤكدين أنها لحظات لاتنسى وخاصة أنها جاءت بعد استتباب الأمن وعودة الأمور إلى طبيعتها وأيضا أن هذه العودة جاءت مع قرب شهر رمضان المبارك الذي سيكون صومه في منازلنا وبيوتنا له مذاق خاص.
أهالي الخوبة أثناء عودتهم
وعبر احمد مجرشي عن فرحته الكبيرة بالعودة إلى ديارهم في الخوبة بعد فراق قارب العامين مؤكداً أن مشاعر فرحتهم لاتوصف مقدماً شكره الجزيل لخادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده وسمو النائب الثاني حفظهم الله على ماقدموه من رعاية واهتمام بجميع أهالي الخوبة والشكر موصول كذلك لسمو أمير المنطقة الأمير محمد بن ناصر على جهوده الكبيرة التي بذلها من أجل تسهيل أمور عودتهم.
أما المسن محمد شري هزازي فلدى وصوله إلى منزله بقرية المزبرات غرب الخوبة وقف بجانب منزله لبعض الوقت في لحظة تأمل وكأنه يستعيد ذكريات سنوات عديدة قضاها هناك وعندما سألناه عن شعوره بعودته إلى منزله قال نحمد الله سبحانه وتعالى أن قيض لنا في هذه البلاد ولاة أمر حريصين كل الحرص على مصلحة الوطن والمواطن مؤكدا أن الفرحة لا توصف بمناسبة العودة إلى منازلنا ومزارعنا بعد غياب استمر ما يقارب العامين مقدمين الشكر لله أولا ثم لولاة الأمر على هذه اللفتة الإنسانية الكريمة بعد صدور التوجيهات بإعادتنا إلى منازلنا وتقديم كافة الخدمات.
يحملون صور القيادة ابتهاجا بالعودة
أما محمد هلوس فقال إن قرار العودة يؤكد حرص هذه الدولة الرشيدة على راحة المواطن وحفظ مصالحه وحقوقه وهذا ما وجدناه ولمسناه من جميع المسؤولين أثناء فترة النزوح واهتمامهم بجميع أهالي الخوبة والشريط الحدودي وتقديم المساعدة والرعاية لهم حفظ الله مليكنا وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني وأدام على هذا الوطن أمنه واستقراره.
أما الشابان محسن كعبي ومنير هزازي فقد عبرا عن فرحتهم بهذه العودة على طريقتهم الخاصة وذلك بقيامهم بتحجير سيارتهم عند مدخل الخوبة وقال الحمد لله على عودة الخوبة وقراها ونشكر خادم الحرمين وسمو ولي عهده وسمو النائب الثاني حفظهم الله على ما قدموه لأهالي الخوبة منذ نزوحهم وخروجهم من ديارهم حتى السماح لهم بالعودة فنحن اليوم نعيش في فرح وندعو الله أن تبقى هذه البلاد واحة الأمن والاستقرار ويقول العديد من شباب الخوبة التقتهم (الرياض) في العين الحارة بوادي خلب حيث كانوا كما يقولون يعيدون ذكرياتهم في هذا المكان إن الفرحة كبيرة بعودة الأهالي إلى قراهم و منازلهم وخاصة أنهم يستعدون الآن لاستقبال شهر رمضان المبارك لتكون الفرحة فرحتين فرحة العودة وفرحة قدوم الشهر الكريم سائلين الله أن يديم على هذا الوطن أمنه واستقراره..
أطفال الخوبة شكرا بابا عبدالله وبابا سلطان
مشاعر أطفال الخوبة
عاش أطفال الخوبة منذ سماعهم نبأ العودة فرحة كبيرة وتبادلوا التهاني فيما بينهم خاصة أن هذه العودة ستجمعهم بأصدقائهم وألعابهم التي تركوها من جديد بعد فراق بسبب الأحداث التي شهدها الحد الجنوبي وقد رفع أطفال الخوبة صور خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين احتفالا بهذه المناسبة التي تعني لهم الشيء الكثير وقال الطفل فهد ببراءة الطفولة نشكر بابا عبدالله وبابا سلطان على عودتنا إلى منزلنا والله يحفظهم لنا فيما بدت الفرحة على عدد من الاطفال بقرية المركابة وهم يمارسون لعبة كرة القدم في الشارع القريب من منزلهم مع أصدقائهم بعد فراق بينهم دام عامين بسبب النزوح..
زغاريد الفرح
فرحة العودة كانت لها طعم خاص عند كبيرات السن من نساء الخوبة فقد عاشوا في حالة فرح حقيقية منذ سماع نبأ عودتهم إلى منازلهم وقراهم التي تمثل كل زاوية من زواياها ذكرى غالية وعزيزة بالنسبة لهم فكان قرار العودة بمثل الحلم الذي انتظروه منذ عامين وأطلقوا زغاريد الفرح على طول الطريق المؤدي إلى الخوبة مع بعض الأناشيد العفوية القديمة والدعاء بأن يحفظ الله قيادة الوطن.
فيما شوهد الكثير من نساء الخوبة يقمن بزيارات متواصلة لجيرانهم وإعادة روابط التواصل فيما بينهم .
بعد عامين من الفراق
وأوضح محافظ الخوبة محمد بن هادي الشمراني أن العودة تشمل أسر النازحين نحو «120» قرية تابعة للمحافظة وذلك بعد أن صدرت موافقة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ال سعود حفظه الله بعودة الأسر النازحة لتلك القرى بمتابعة مباشرة من صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن ناصر بن عبدالعزيز أمير منطقة جازان مراعاة لأوضاع تلك الأسر ورغبتهم الملحة للعودة لقراهم .وعبر الشمراني عن سعادة الأهالي الغامرة وفرحتهم الكبيرة بالعودة لقراهم رافعاً باسمه ونيابة عن مشايخ وأهالي المحافظة أسمى آيات الشكر والعرفان لحكومة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني حفظهم الله وسمو أمير المنطقة على ما أولوه ويولونه من رعاية واهتمام بأبنائهم النازحين من المحافظة منذ بدأ الأحداث وحتى عودتهم سائلاً الله تعالى أن يديم على بلادنا أمنها واستقرارها وولاة أمرها.وبيَّن أن جميع الجهات الحكومية ومنذ صدور الموافقة على عودة النازحين لتلك القرى بدأت وبتوجيهات من سمو أمير المنطقة وبمتابعة ميدانية من وكيل الإمارة الدكتور عبدالله بن محمد السويد في تهيئة تلك القرى وإعادة الخدمات إليها وتوفير سبل الراحة للمواطنين العائدين لقراهم في شتى المجالات الخدمية من مياه وطرق وبلدية وكهرباء وصحة وتعليم وغيرها من الخدمات مثمناً الجهود والأعمال المخلصة التي بذلها منسوبو مختلف الجهات المشاركة في تهيئة القرى وتعاون المشايخ والأهالي مع تلك الجهات الأمر الذي أسهم في إنجاز كافة المهام والأعمال منذ صدور توجيهات سمو امير المنطقة بتهيئة تلك القرى تمهيداً لعودة الأهالي مطلع شهر رجب الماضي .