الصفق: المؤسس أول من اهتم بالكشافة في المملكة.. وخادم الحرمين أكمل المسيرة بالدعم والمساندة

طالب بتحقيق حلم أبنائه الكشافة بإنشاء مقر للجمعية في الرياض

يعتقد الكثيرون أن دورالكشافة ينحصر في التخييم بالصحراء وتعويد الإنسان الاعتماد على الذات، ويؤدي هذا الفهم الخاطئ إلى رسم صورة سلبية عن الكشافة في المملكة والخليج والعالم العربي أيضا، ويعمل على تهميشها، ويتعارض مع ماتقوم به من دور فعال في الحفاظ على البيئة، والارتقاء بالتنمية، وكذلك في التقارب بين الشعوب على اختلاف أجناسها.
الكشافة ليست مجرد فتيان يعيشون في الخيام.. بل فئة تساعد الناس وترتقي بمكتسبات الوطن
برنامج «هدية السلام» أهداه خادم الحرمين للعالم تأييداً لدور الكشافة في التقريب بين الشعوب
ويكشف "بجاد بن عواض الصفق المطيري" أحد رواد العمل الكشفي بالمملكة الأسس التي يبنى عليها عمل الكشافة، ومهامها، والجهود التي تبذلها لأجل الوطن والمواطنين والإنسانية بشكل عام، كما يوضح مدى الدعم الذي تلقاه الكشافة من الدولة، حيث تُعرف الكشافة عالميا بأنها مبادرة شبابية تطوعية غيرسياسية عالمية، هدفها تنمية الشباب بدنيا وثقافيا، وتدين بنشأتها إلى اللورد البريطاني روبرت ستيفنس سميث بادن باول الذي كان قائدا فذا في الجيش البريطاني.
الكشافة في السعودية
وقد بدأ الاهتمام بالحركة الكشفية إبان عهد المؤسس الملك عبد العزيز رحمه الله في عام 1356ه حيث أعجب بفكرة الكشافة وأهدافها وطلب دراستها وإمكانية إقامتها في المملكة، وأنشأ مديرية المعارف العامة بمكة المكرمة وأسند إليها السياسة العامة للتعليم ، وحث المسؤولين على الاهتمام بالتربية والتعليم، وكان هدفه رحمه الله تطوير حياة أبناء المملكة والأخذ بالنهج الحضاري والاستجابة للتقدم العلمي ، وشاركت هذه الفرقة في المهرجان الكبيرالذي أقيم بمكة المكرمة عام 1364ه، أثناء قدوم الملك المؤسس رحمه الله وما إن تحولت مديرية المعارف إلى وزارة عام 1373ه حتى أنشئ بها إدارة للتربية الرياضية والاجتماعية وكان من اختصاصها العمل على نشر الحركة الكشفية بمدارس المملكة، وفي عام 1375ه صدرت أول نشرة لتنظيم الفرق الكشفية، وفي عام 1376ه أنشئ جهاز خاص بتوجيه التربية الكشفية، وقام بتنظيم الدراسات المحلية لإعداد قادة الكشافة بالطائف، وفي عام 1378ه أقيم أول تجمع كشفي وتم افتتاحه من قبل خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز – رحمه الله – (وزير المعارف آنذاك).
وفي عام 1381ه صدر المرسوم الملكي الكريم رقم 22 في 9/4/1381ه والذي تضمن تأسيس هيئة تعرف باسم جمعية الكشافة العربية السعودية بنظامها الأساسي ولها شخصية اعتبارية لتشرف على حركة الكشافة في المملكة ؛ وتم الترخيص لها قانونيا عام 1961 م وسجلت الجمعية بالمكتب الكشفي العربي عام 1382ه ؛ وتم الاعتراف الدولي بها عام 1383ه 1963م ومقرها الرياض.
وكان أول مؤتمر كشفي حضرته المملكة هو المؤتمرالحادي عشرالذي عقد برودس باليونان عام 1963م ، ثم صدر المرسوم الملكي رقم 8/ م في 20/4/1407 ه بالموافقة على تحديث نظام الجمعية بناء على قرار مجلس الوزراء الموقر رقم 10 في 25/1/1407ه.
برنامج هدية السلام
ومن أبرز أوجه الدعم التي تقدمها المملكة لجهود الكشافة البناءة يأتي برنامج هدية السلام ، والذي تبناه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز واستفاد منه ما يقرب من 10 ملايين شاب من أنحاء العالم، وانطلقت فكرته من اللقاء الكشفي العالمي للسلام المنعقد في الجبيل بعد لقاء خادم الحرمين الملك عبدالله بن عبدالعزيز مندوبين من كشافة العالم ووصفهم برسل السلام عام 2006م ، وقد أحدث هذا البرنامج العالمي تفعيلا لدورالكشافة على المستويات المحلية والإقليمية والعالمية ، وذلك بما يعمل من خلاله على تأكيد الدور الرائد للكشافة في التقارب بين الشعوب من خلال برامجهم المشتركة والتي تهدف إلى غرس مفاهيم التقارب ونبذ العنف والأفكار المنحرفة.
وانعكس الدعم الكبير الذي تلقاه الكشافة من حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز على أدائها وانجازاتها في الفترات الماضية وتطور عملها باستخدامها لأحدث وسائل التقنية، وظهر ذلك واضحا في العمل التطوعي الذي قامت به الكشافة في المملكة تجاه المتضررين من السيول في محافظة جدة.
كذلك من البرامج التطوعية التي تنظمها الجمعية: " البرنامج الوطني لحماية البيئة "، الذي بدأ العمل فيه عام 1430ه ، كما كان لجهود ومتابعة وتوجيه صاحب السمو وزيرالتربية والتعليم رئيس جمعية الكشافة العربية السعودية الأمير فيصل بن عبدالله بن محمد آل سعود الأثر الكبير نحو التطوير والتحديث لبرامجها وأنشطتها.
ولذلك يعرض "بجاد المطيري" على سموه أمنية أبنائه الكشافة بإنشاء مقر لجمعية الكشافة بالرياض في أحد الأماكن البارزة ليصبح من معالم المدينة الكبرى، وأن يكون من ضمن مرافقه بيتا للكشافة يستقبل منسوبي الكشافة بأسعار رمزية مع احتوائه على ما يمكن استثماره ليكون رافدا لتشغيل المبنى وصيانته.
مميزات الكشافة
وتتميز الحركة الكشفية كما يقول "المطيري" باعتمادها على الطريقة الشاملة حيث تعتمد على اختيار النشاطات المناسبة وفق المرحلة السنية للمشارك، وتشمل: الالتزام بالوعد والقانون الكشفي، نظام السداسيات أو الطلائع، نظام الشارات (الكفاية أو الجدارة ،الهوايات، الأوسمة )، التعلم بالممارسة ، بالإضافة إلى حياة الخلاء ، والتدرج والتنوع في البرامج الشيقة.
وتهدف الحركة الكشفية إلى بث روح الولاء و الفداء للوطن بين الشباب وتكوين عادات الاعتماد على النفس والطاعة والتعاون ، وتمكنهم من رفع كفاءتهم ولياقتهم وقدراتهم البدنية والذهنية والنفسية ، حتى يشبوا بإذن الله مواطنين صالحين يساهمون بكل طاقاتهم فيما فيه الخير لهم ولأسرهم ولمجتمعهم ولوطنهم، ويظهر ذلك واضحا في وعد الكشافة الذي يعاهد الكشاف فيه الله سبحانه وتعالى أن يبذل جهده فى القيام بما يجب عليّه نحو الله ثم المليك والوطن ، وأن يساعد الناس في جميع الظروف ، وأن يعمل بقانون الكشافة .
والثابت أنه من خلال القانون الكشفي فإن الواجب نحو الله يتحدد بالشكر لله والاعتراف بنعمه وفضله علينا جميعاً والقيام بالواجبات الدينية. لذا تعمل الكشافة على غرس صفة الإيمان بالله سبحانه وتعالى في نفوس الفتية بممارسة عملية.
أما الواجب نحو الملك والوطن : فيتمثل في أن الدفاع عن المليك والوطن واجب ديني ولا يجب التخلي عنه فالوطن مسقط الرأس، وحب الوطن غريزة فطرية، وتعمل الكشافة على تعميق هذا المفهوم في نفوس الكشافة، ليستشعروا ما لهذا الوطن من أمجاد خالدة ويشعرون بقوته وعزته وكرامته وتجعلهم يتفانون في محبته والتضحية في سبيله لأن ذلك يؤدي إلى تقوية الأمة ورفعة شأنها، وفيما يتعلق بمساعدة الناس في جميع الظروف فإن مساعدة الآخرين صفة يجب أن يتحلى بها الكشاف كعضو نافع في المجتمع فلا بد من فعل الخير وسداد الجميل والابتعاد عن الشر كمساعدة الضعيف وإسعاف المصاب، والمشاركة في برامج الخدمة وأن تكون الخدمة العامة التلقائية من الكشاف صفة دائمة والتزاماً أساسياً في عمله الكشفي..
قوانين .. والتزامات
وتبدو الأخلاقيات السليمة التي يتحلى بها كل من ينضم إلى الكشافة في شكل قانون يلتزم به الجميع ويعرف بقانون الكشافة، وهو عبارة عن السمات التي يجب توفرها في عضو الكشافة ، وتتركز في: الصدق والموثوقية به ، وأن يكون مخلصا لدينه ووطنه ووالديه ورؤسائه ، وأن يكون نافعا ومعينا للغير، وودودا يتودد للناس ، ومؤدبا ، ورفيقا بالحيوان، ومطيعا لوالديه وأولي الأمر ، وصاحب ابتسامة صادقة ، ومقتصدا غير مبذر، ونظيفا في فكره وقوله وعمله ومظهره ، ورفيقا بالحيوان ، محبا للخير ، وفاعلا له .
ويرى المطيري أن القانون الكشفي يعد ترجمة حقيقية لمبادئ وأخلاقيات الإسلام، وأنه جمع عدة معان وُمثلاً عليا وخصالاً حميدة وهي أسس تربوية تعمل الحركة الكشفية على غرسها في نفوس الكشافين، موضحا أن جهود الكشافة في المملكة تتضح جليا في المحافظة على نظافة البيئة، والمساهمة في تنمية البلاد، ومساعدة الناس في كل الظروف التي يتعرضون فيها للخطر، ويكونون أثناءها في أشد الحاجة لصديق أو إنسان يمد لهم يد المساعدة .
بجاد المطيري .. سيرة عملية
يعد بجاد الصفق المطيري أحد رواد العمل الكشفي في المملكة، وقد حصل على العديد من الأوسمة والقلائد الكشفية وشهادات التقدير، وكان قبل تقاعده يعمل مديرا لإدارة النشاط الكشفي بوزارة التربية والتعليم ورئيساً للهيئة الفنية بجمعية الكشافة العربية السعودية.
أول فرقة كشفية بالمرحلة المتوسطة بمدينة شقراء عام 1380ه
فرقة أشبال مدرسة شقراء الأولى عام 1384ه قائد الفرقة بجاد الصفق
فرقة الأشبال بمدرسة شقراء