بنهاية مباراته أمام الوحدة في إياب مسابقة كأس خادم الحرمين الشريفين للأبطال يكون الاتفاق أو(فارس الدهناء) كما يطلق عليه محبوه قد ودع جميع بطولات الموسم بخفي حنين، لكنه وبحسب إمكانياته أنهى موسمه بصورة قد تكون أفضل من سابقاتها بحصوله على المركز الثالث في سلم دوري "زين" ويتأهل بذلك للمرة الأولى في تاريخه لبطولة دوري ابطال آسيا للموسم القادم. ويظهر جليا ولكل المراقبين التباين الواضح في نتائج الفريق ومواقعه بين الموسم الماضي والحالي الذي اسدل الستار عليه بالنسبة للإتفاقيين، ونسعى من خلال هذه التقرير لتقليب أوراق الفريق الإتفاقي لنقف على مسيرته من خلال هذا الموسم ونلقي نظرة سريعة على الانجازات التي تحققت في هذا الموسم عطفا على موقعه السابق في دوري الموسم الماضي والذي حل فيه الفريق في المركز التاسع برصيد دون ان يقوى على الدخول لمسابقة الابطال بين الثمانية الكبار في دوري الموسم الماضي. من التاسع إلى الثالث في الموسم الماضي حقق الاتفاق المركز التاسع برصيد 24 نقطة فقط ولم يحقق الفوز الا في 5 مباريات بينما تعادل في 7مباريات وتلقى الهزيمة في 10 مباريات واحرز رماته 24 هدفا وتلقت شباكه 30 مما يدل على ان الفريق كان يعيش وضعا مأساويا غريبا في الموسم الماضي بفريق متنافر ضعيف دفاعيا وهابط هجوميا، ولكن الادارة تداركت الامر في فترة التوقف التي اعقبت الموسم الماضي وعملت على ترميم صفوف الفريق فكان ان دعمت الفريق بعدد من العناصر المحلية والاجنبية المتميزة والتي قادت الفريق بكل ثقة واقتدار في دوري هذا الموسم وحققت معه افضل وأكبر النتائج وأعظم الانجازات إذ حقق الفريق المركز الثالث في الدوري ونال 48 نقطة بالتمام والكمال أي ان الفريق قد حقق ضعف النقاط التي احرزها في الموسم الماضي مما يؤكد بان هنالك عملا مدروسا من قبل ادارة النادي بقيادة الرئيس الذهبي عبد العزيز الدوسري كون الفريق أحرز هجومه 45 هدفا واستقبلت شباكه 30 هدفا وحقق الفوز في 15 مباراة وتعادل في 3 مباريات وتلقى الهزيمة في 8 مباريات ولكم ان تعقدوا مقارنة سريعة بين نتائج الفريق في الموسم الماضي والموسم الحالي من خلال هذه القراءة لتقفوا على التباين والتطور الملحوظ الذي طرأ على شكل الفريق بصورة عامة وساهم بصورة مباشرة في وصوله الى هذا المركز المتقدم الذي يؤكد بان اي عمل مدروس ومتعوب عليه سيؤتي ثماره ناضجة. أجانب متميزون نحجت إدارة النادي والى حد كبير في الاستعانة بخدمات لاعبين أجانب متميزين ساهموا بشكل كبير في تحقيق النتائج الايجابية مع الفريق بمساهمه كبيرة من اللاعبين المحليين المميزين، فكان التعاقد مع الارجنتيني سبستيان تيجالي وهو مهاجم قناص أحرز العديد من الاهداف وحسم الكثير من المباريات، وهنالك البرازيلي لازاروني لاعب المحور القوي والذي استطاع ان يشكل حزام أمان قويا أمام دفاع الفريق بجانب ابن جلدته لاعب الوسط البرازيلي ماتيوس والذي شكل اضافة حقيقية وكان سببا مباشرا في حسم العديد من المباريات وتجير نقاط مبارياتها لمصلحة الاتفاق وايضا فان تواجد اللاعب العماني حسن مظفر في الظهير الايسر قد أراح المدربين من الهاجس الذي كان يشكل مصدر قلق لكل المدربين فهو يؤدي ادواراً مزدوجة هجوميا ودفاعياً وبات يقدم الدعم والمساندة الهجومية من أطراف الملعب هو وزميله عبد المطلب الطريدي مما يشكل ضغطا رهيبا على اطراف الفرق المقابلة من الجهتين اليمنى واليسرى. صفقات محلية ناجحة صفقات اللاعبين الأجانب الأربعة تزامنت معها صفقات محلية ناجحة إلى أبعد الحدود كانت تمثل زخما حقيقيا لخطوط الاتفاق المختلفة فالتجديد مع النجم المخضرم فهد المفرج لموسم جديد والتجديد مع الحارس محمد خوجة بجانب الاستعانة بجهود اللاعب أحمد المبارك في فترة التسجيل الثانية هو وزميلاه علاء ريشاني ومازن الفرج كل هذه الصفقات شكلت زخما حقيقيا ساهم بصورة فعلية في تطور وتحسن نتائج الفريق بالدرجة التي قادته لتحقيق إنجاز المركز الثالث وبالتالي ضمان إحدى البطاقات المؤهلة لدوري ابطال اسيا، وكل هذه المؤشرات تحسب لمجلس الادارة الذي عمد الى تهيئة المناخات الصحية للاعبين لكي يقدموا عصارة ماعندهم بتدعيم صفوف الفريق بأفضل العناصر المحلية والأجنبية وباقامة المعسكرات الخارجية المريحة للاعبين في المانيا والامارات العربية المتحدة مما أوجد للاعبين كل سبل الابداع، وكان من الطبيعي ان يكون هنالك تفوق ملحوظ بين الموسم الماضي والموسم الحالي. خروج حزين من كل بطولات الموسم ولكن ورغم كل الجهود المبذولة فان الفريق الاتفاقي عجز عن الحصول على أي بطولة من بطولات الموسم، فهو وان حقق المركز الثالث في بطولة دوري "زين" ووصل الى دوري ابطال اسيا 2012 لأول مرة في تاريخه، إلا إنه فشل في الوصول الى منصة التتويج في جميع البطولات المطروحة على طاولة التنافس الشريف. ففريقه الاولمبي اكتفى بالمركز الرابع في كأس الامير فيصل بن فهد للاعبين تحت سن 23 سنة وحصد 44 نقطة بفارق 13نقطة عن الشباب بطل المسابقة. وفي مسابقة كأس ولي العهد خرج الفريق من دور الثمانية على أيدي الوحدة الذي أخرجه مرة أخرى في مسابقة كأس خادم الحرمين الشريفين للأبطال بفارق الاهداف إذ انهزم في مكة 1-2 وفاز في الدمام 4-3 ليكون فارق الاهداف هو الفيصل في صعود الوحدة على حسابه، وبذلك يكون الفريق في حالة جفاء مع البطولات منذ ان حقق بطولة كأس الامير فيصل في الموسم الرياضي 2003 -2004، فيما غاب عن بطولة الدوري الممتاز لاكثر من 24 عاما حيث كان اخر عهد للاتفاق في الفوز بهذه البطولة عام 1987 وهي فترة زمنية قاسية وطويلة لفريق يعتبر من الفرق القيادية في الدوري السعودي، ولكن مع ذلك صيامه كل تلك الفترة لايعني بانه من المنافسين لاسيما وان البطولة قد باتت تتأرجح في كل موسم بين اندية الاتحاد والهلال والشباب دون سواها. تغير جلد الفريق فترة التوقف الحالية والتي ستستمر الى أكثر من 50 يوما قبل العودة إلى التجمع من جديد للاستعداد للموسم القادم هذه الفترة تتطلب من ادارة الاتفاق تدعيم الفريق بأفضل العناصر المحلية واختيار اللاعبين المحترفين من فئة ال"سوبر ستار" خصوصا والفريق مقبل في الموسم القادم على المشاركة في دوري ابطال اسيا وهي بطولة قوية تتطلب من الادارة ان تختار اللاعبين الاجانب والمحليين بعناية فائقة وبرؤية فنية مدروسة بالتشاور مع المدرب واعضاء الجهازين الفني والاداري حتى لايأتي الاختيار عشوائيا. وقد وضح ومن خلال تصريحات من إدارة النادي بقولها إنها وضعت يدها على أربع نجوم محليين من فئة العيار الثقيل وهو أمر سيسعد الجماهير الاتفاقية كثيراً إذ إن الفريق وكما وضح يحتاج الى التدعيم في عدد من المراكز وبخاصة منطقة الدفاع كون شباكه استقبلت في الموسمين الماضيين 60 هدفا بواقع 30 هدفا في كل موسم الامر الذي يعني بأن الادارة لم تهتم بأمر الخطوط الخلفية رغم الضعف الواضح بين اتونها. السالم هداف الفريق النجم يوسف السالم الذي يمضي موسمه الثاني مع الاتفاق أكد بانه صفقة رابحة ودعامة قوية للفريق في خط المقدمة فيكفي ان نقول بانه قد ركن الهداف الاتفاقي الأشهر صالح بشير على دكة البدلاء، وأصبح اللاعب الذي لايمكن لاي مدرب ان يستغني عن خدماته وهو لم يخيب ظن المدربين فقد تولى إحراز الأهداف الاتفاقية في كل اللقاءات، مما يؤكد بأنه هداف بارع يمتلك حساسية الشباك فهو قد سجل 14 هدفاً من مجموع أهداف الفريق التي وصلت الى 45 هدفاً أي انه قد احرز ربع أهداف الفريق، ليبرهن على انه هداف من طراز نادر. رحيل المفرج خسارة كبيرة بقى أن نقول بان إعلان قائد الدفاع الاتفاقي النجم المخضرم فهد المفرج اعتزاله كرة القدم نهائياً ومغادرته لأسوار الملاعب سيكون المتضرر الأول منه هو الفريق الاتفاقي وخط دفاعه الذي كان يمثل في المفرج العقل المفكر وصمام الامان القوي، والادارة مطالبة بان تبحث عن مدافع قائد في المقام الاول يحمل شيئاً كبيراً من صفات المفرج الذي كان ينوب عن المدربين داخل المستطيل الاخضر، وهذه مهمة ليست سهلة ولايمكن لأي لاعب آخر ان يقوم بها. الإعارة والشطب الفريق الذي شهدناه في هذا الموسم وضح بانه يضم بين طياته لاعبين مستهلكين فقدوا قدرتهم على الاستمرار ويجب ان تعيد الادارة النظر في بقائهم بين صفوف الفريق فهنالك من يستحق الإبعاد وهناك من يستحق الاعارة لتجديد دمائه او ان يعود بعد الاعارة ليأخذ طريقه لخارج الكشوفات، فلاعبون أمثال إبراهيم المغنم وجمعان الجمعان ووليد الرجا والحارس بندر البطي والحارس مصطفى المعيلو وسلمان الحريري وصالح بشير كل هؤلاء باتوا غير مؤثرين ولايشكلون الحضور المفيد للفريق بل إن البعض منهم لم يلعب طوال الموسم الحالي أكثر من 500 دقيقة مما يعني عدم الفائدة منه والحاجة لجهوده، وبقية مسألة ابعادهم من الفريق مسألة وقت ليس إلا.
