ما زال المهاجم الشبابي الدولي ناصر الشمراني يمر بحالة عدم اتزان بما يقدمه من مستويات أقل من عادية في الجانب الفني، وفي ظل اختفاء الحس التهديفي وهو الغائب عن الشمراني والذي حجبه من الوصول لشباك الفرق الأخرى بمختلف الطرق رغم منافسته على الصدارة كما حدث في المواسم السابقة، تبدو الحاجة الماسة لدى ناصر لبذل الكثير من الجهد، والعرق، والعطاء لخدمة الفريق في كل وقت بعيداً عن التعالي، والنرجسية، وحب الذات والتي دائماً ما تفسد جماليات كرة القدم، وتهدم مقومات النجاح القائمة على تعاون المجموعة داخل أرض الميدان باعتبار أن كرة القدم لعبة جماعية لا مجال فيها للفردية، والتي لن تنجح مهما كانت إمكانات اللاعب، وقدراته المهارية، والفنية فاليد الواحدة لن تصفق بالتأكيد. الشمراني قدم نفسه مع الشباب في مواسمه الأولى بشكل ملفت للنظر، وهو بلا شك لاعب بارز يمتلك مقومات المهاجم المتميز، والهداف، ولكنه عاد في الموسمين الأخيرين ليعلن حالة التراجع في المستوى الفني، والتراخي في الأداء القتالي الذي أفقده الكثير من عناصر الإبداع، والتألق حتى بات تائهاً وسط الزحام. الاهتمام الجماهيري الكبير من أنصار النادي، والعناية الإدارية الفائقة لناصر كانت السلاح الذي أسهم بإيقاف سلم الطموح لديه حتى أضحى يؤدي طيلة فترات المباراة على وتيرة واحدة لا تشعر معها بقيمته الفنية العالية، ولا بوجوده إلا عندما يوصل له زملاؤه الكرة، بعد أن كان في السابق حاضراً بمحاولته التحرك، والمشاغبة على الأطراف، والتي من خلالها يستطيع بسرعته إحداث خلل في دفاعات المنافسين، وثغرات في مناطقهم الخلفية. جماهير الشباب ترى في نجمها الشمراني اللاعب الهداف القادر على عمل الفارق أمام الفرق الأخرى جميعها دون استثناء، وتؤمل أن يعيد الشمراني ناصر مراجعة حساباته عله يدرك أنه بحاجة للتوقف مع النفس، وأن هناك جماهير عاشقة تحترق وهي تشاهد عدداً من نجوم فريقها المفضل ممن يمتلكون المهارة، والمقدرة لا يستطيعون المبادرة بتقديم أنفسهم بصورة أكثر جمالاً حتى تعود المتعة الغائبة عن فريقهم الذي أطرب المتابعين، وأجبرهم على متابعة أداء الشباب منذ زمن بعيد.