أمير الرياض يؤدي الصلاة على منصور بن بدر بن سعود    وزير الدفاع يرعى تخريج الدفعة (82) حربية    وفاة الأمير منصور بن بدر بن سعود بن عبدالعزيز آل سعود    أرباح شركات التأمين تقفز %1211 في 2023    تحت رعاية خادم الحرمين.. البنك الإسلامي للتنمية يحتفل باليوبيل الذهبي    الرياض.. عاصمة الدبلوماسية العالمية    بمشاركة جهات رسمية واجتماعية.. حملات تشجير وتنظيف الشواطيء    492 ألف برميل وفورات كفاءة الطاقة    «زراعة القصيم» تطلق أسبوع البيئة الخامس «تعرف بيئتك».. اليوم    الرياض.. عاصمة القمم ومَجْمَع الدبلوماسية العالمية    «هندوراس»: إعفاء المواطنين السعوديين من تأشيرة الدخول    "عصابات طائرة " تهاجم البريطانيين    كائن فضائي بمنزل أسرة أمريكية    موعد مباراة النصر القادمة بعد الفوز على الخليج    النصر يضمن المشاركة في أبطال آسيا 2025    القيادة تهنئ رؤساء تنزانيا وجنوب أفريقيا وسيراليون وتوغو    إحالة الشكاوى الكيدية لأصحاب المركبات المتضررة للقضاء    القتل ل «الظفيري».. خان الوطن واستباح الدم والعرض    طابة .. قرية تاريخية على فوهة بركان    مركز الملك سلمان يواصل مساعداته الإنسانية.. استمرار الجسر الإغاثي السعودي إلى غزة    أمير الرياض يوجه بسرعة الرفع بنتائج الإجراءات حيال حالات التسمم الغذائي    وزير الإعلام ووزير العمل الأرمني يبحثان أوجه التعاون في المجالات الإعلامية    فريق طبي سعودي يتفوق عالمياً في مسار السرطان    برعاية الملك.. وزير التعليم يفتتح مؤتمر «دور الجامعات في تعزيز الانتماء والتعايش»    العرض الإخباري التلفزيوني    وادي الفن    هيئة كبار العلماء تؤكد على الالتزام باستخراج تصريح الحج    كبار العلماء: لا يجوز الذهاب إلى الحج دون تصريح    مؤتمر دولي للطب المخبري في جدة    أخصائيان يكشفان ل«عكاظ».. عادات تؤدي لاضطراب النوم    4 مخاطر لاستعمال الأكياس البلاستيكية    وصمة عار حضارية    استقلال دولة فلسطين.. وعضويتها بالأمم المتحدة !    زلزال بقوة 6.1 درجات يضرب جزيرة جاوة الإندونيسية    أمير الرياض يوجه بسرعة رفع نتائج الإجراءات حيال حالات التسمم الغذائي    الأرصاد تنذر مخالفي النظام ولوائحه    التشهير بالمتحرشين والمتحرشات    (911) يتلقى 30 مليون مكالمة عام 2023    تجربة سعودية نوعية    وزير الصناعة الإيطالي: إيطاليا تعتزم استثمار نحو 10 مليارات يورو في الرقائق الإلكترونية    الأخضر 18 يخسر مواجهة تركيا بركلات الترجيح    الهلال.. ماذا بعد آسيا؟    انطلاق بطولة الروبوت العربية    تتويج طائرة الهلال في جدة اليوم.. وهبوط الهداية والوحدة    في الشباك    الاتحاد يعاود تدريباته استعداداً لمواجهة الهلال في نصف النهائي بكأس الملك    64% شراء السلع والمنتجات عبر الإنترنت    السجن لمسعف في قضية موت رجل أسود في الولايات المتحدة    ألمانيا: «استراتيجية صامتة» للبحث عن طفل توحدي مفقود    واشنطن: إرجاء قرار حظر سجائر المنثول    المسلسل    البنيان: الجامعات تتصدى للتوجهات والأفكار المنحرفة    وفاة الأديب عبدالرحمن بن فيصل بن معمر    إطلاق برنامج للإرشاد السياحي البيئي بمحميتين ملكيتين    الأمر بالمعروف في الباحة تفعِّل حملة "اعتناء" في الشوارع والميادين العامة    الرئيس العام لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر: أصبحت مستهدفات الرؤية واقعًا ملموسًا يراه الجميع في شتى المجالات    «كبار العلماء» تؤكد ضرورة الإلتزام باستخراج تصاريح الحج    خادم الحرمين يوافق على ترميم قصر الملك فيصل وتحويله ل"متحف الفيصل"    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



بدأت حياتي التجارية عندما كانت خزينة الدولة لا تجاوز ال 360 ريالاً
رحلة العصامية تتوج مسيرة أشهر رجال أعمال السعودية.. الجريسي ل «الرياض»:
نشر في الرياض يوم 13 - 04 - 2011

من موظف بسيط لا تتعدى وظيفته عملية فتح وإغلاق محل وسط الرياض إلى رئيس مجلس إدارة غرفة تجارة الرياض لأكثر من 20 عاماّ متتالية.
سنكتشف بأنفسنا كيف كان ضيفنا عصامياّ في وقت لم تتجاوز خزينة دولة نفطية كالمملكة العربية السعودية التي تصنف من أكبر الدول المنتجة للنفط سوى 360 ريالاّ في العام 1378ه
نهضت المملكة بعد هذا التاريخ باقتصادها ونهض معها ضيفنا الذي ترك وظيفته على الرغم من زيادة مرتبه الشهري الذي لا يتجاوز 20 شهرياّ إلى 5 آلاف ريال ليفتتح أول محل له لبيع الأواني المنزلية وينطلق بعدها في عالم المال والأعمال حتى أصبح في مقدمة رجال الأعمال العرب والسعوديين.
ضيفنا هو الشيخ عبدالرحمن الجريسي الذي تحدث عن الجنادرية بقولة الأمم الحية هي التي تحفظ ماضيها وتراثها، وتعتز بذاكرتها وتحتفظ بها كوعاء لنهضتها وحاضرها، تمزج بين أصالة الماضي وقيمه ومثله، وزاد: وبين اندفاعها نحو التطور الحضاري، لا تتخلص من تراثها القديم الذي يشكل هويتها، ولا تفصله عن انطلاقتها الحضارية العصرية، بل تزاوج بين الاثنين، وهذا ببساطة ما يعنيه المهرجان الوطني للتراث والثقافة بالجنادرية الذي دأب خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله على تنظيمه بانتظام سنوياً، من أجل أن يبرز لأجيال اليوم ما صنعه الأجداد من نهضة وتجربة إنسانية وحضارية خصبة، وما تركوه لنا من تراث وثقافة تحفظ لنا الهوية، وليثبت أن تاريخ هذا الوطن هو خط موصول ممتد لا قطيعة فيه بين أمسه ويومه، ولا منفصلاً عن غده وإشرافاته.. الحوار فيه كثير من الذكريات التي تحتاج التوقف عندها كمحطات مفيدة لمن يعشق عبق الماضي وطموح المستقبل فإلى التفاصيل:
* في البداية نود أن تحدثونا عن رؤيتكم لمهرجان الجنادرية كمهرجان وطني يحتفي ويؤصل تراثنا وثقافتنا ويسعى لربط حاضرنا بماضينا، وما هي الأسباب التي انطلقتم منها في مجموعة الجريسي لتكون إحدى الشركات الراعية للمهرجان هذا العام؟
- الأمم الحية هي التي تحفظ ماضيها وتراثها، وتعتز بذاكرتها وتحتفظ بها كوعاء لنهضتها وحاضرها، تمزج بين أصالة الماضي وقيمه ومثله، وبين اندفاعها نحو التطور الحضاري، لا تتخلص من تراثها القديم الذي يشكل هويتها، ولا تفصله عن انطلاقتها الحضارية العصرية، بل تزاوج بين الاثنين، وهذا ببساطة ما يعنيه المهرجان الوطني للتراث والثقافة بالجنادرية والذي ظل خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله على تنظيمه بانتظام سنوياً، من أجل أن يبرز لأجيال اليوم ما صنعه الأجداد من نهضة وتجربة إنسانية وحضارية خصبة، وما تركوه لنا من تراث وثقافة تحفظ لنا الهوية، وليثبت أن تاريخ هذا الوطن هو خط موصول ممتد لا قطيعة فيه بين أمسه ويومه، ولا منفصلاً عن غده وإشراقاته.
والمتأمل لمضمون وحقيقة مهرجان الجنادرية سيلمس بجلاء أنه يجسد فكر قيادات المملكة ومفهومهم حول التراث والأصالة والمعاصرة، ولأنه مهرجان يحتفي بالفكر والثقافة والتراث فقد بات «الجنادرية» عنواناً للفكر والنقاش الحر والعميق لقضايا كبرى لا تهم المملكة فحسب بل تنطلق وتتسع لتلمس قضايا العالم وإشكالاته الحضارية بحسبان الإنسانية أسرة واحدة، ولهذا فالجنادرية تستقطب كل عام كوكبة من المفكرين والأدباء من العالمين العربي والخارجي، ليطرحوا ما يشغل المجتمع الإنساني وما يقرب بين أبنائه ويدعم سلام البشرية ويقلص تناقضاتها وتشاحنها، ويعزز قيم الترابط الإنساني، ويدعم مفهوم حوار الأديان والثقافات.
وتؤكد طروحات ونقاشات المفكرين روح التعايش بين ذوي الاتجاهات الفكرية بل والعقدية المختلفة بدلاً من ثقافة الإقصاء وتهميش الآخر أو النظرة الدونية إليه، وهو فكر وفلسفة تبناها قائد المسيرة وزعيم نهضتها وراعي مهرجان الجنادرية خادم الحرمين الشريفين، حفظه الله، وهو ما يعرفه له العالم كله ويقدره له، ألا وهو تبنيه، أيده الله، الدعوة لحوار الحضارات والأديان والثقافات، بدلاً من صدام الحضارات التي يتحدث بها كثير من المفكرين ذوي النظرة الانعزالية والضاجين بفكرة التعايش بين أهل الحضارات والثقافات المختلفة.
وتسألني لماذا تتقدم مجموعة الجريسي لتكون إحدى الجهات الراعية للجنادرية، فأجيب بكل ما تحدثت من معان، أليس من الفخر والشرف أن نكون أحد الرعاة لهذا الحدث النبيل والمهم؟
* يأتي مهرجان الجنادرية في أجواء احتفالية يعيشها الوطن بمناسبة عودة خادم الحرمين الشريفين من رحلته العلاجية الناجحة، كما أنها تأتي متزامنة مع مؤثرات سياسية تعيشها المنطقة العربية تتطلب من الحكومة والشعب التعايش والتقارب والتلاحم، هل تنظرون لهذه المناسبة أنها فرصة لإعلان الحب المتبادل بين الحكومة والشعب؟
- من حقنا جميعا كمواطنين، أن نفخر ونعتز بما حققه المهرجان الوطني للتراث والثقافة بالجنادرية على مدى 26 عاماً، من نجاح حيث أثبت أنه أكبر مهرجان تراثي وثقافي إقليمي وربما الأكبر في حجمه ومحتواه وأهدافه في العالم، إنه مناسبة غالية تجسد اهتمام المملكة بتراثها الأصيل وثقافتها العريقة في ظل تمسكها بقيمها وثوابتها المنطلقة من تعاليم الدين الإسلامي الحنيف، قرآنا كريما، وسنة مطهرة، وهي تندفع في الوقت نفسه وعيونها تستشرف المستقبل بكل تطلعاته وتطوراته التقنية والعلمية.
ولا شك أن انعقاد المهرجان هذا العام في ظلال ما تشهده المملكة من مشاعر فرح وسعادة غامرة تسود قلوب ووجدان كل أبناء الوطن والمقيمين تأثراً مع العودة الميمونة لخادم الحرمين الشريفين سالماً معافى من رحلته العلاجية في الخارج لا شك أن هذه مشاعر البهجة هذه تكسب المهرجان معنى إضافياً وتطبعه بسمات تضفي عليه مزيداً من الحيوية يستمدها من ذلك الحب الكبير الذي يملأ قلوب المواطنين السعوديين، بل والمقيمين من كل الجنسيات الذين أحبوا خادم الحرمين الشريفين من أعماقهم.
ومن حقنا أن نعتز ونفخر بهذا الحدث الفريد الذي يحفظ هوية الوطن ومكتسباته، ونحتفل بالثقافة التي أصبحت مأدبة يلتف حولها حشد من المفكرين والأدباء العرب والأجانب من القارات الخمس، تكريسا لعالمية الثقافة العربية كوعاء لحضارة سادت وحضارة يمكن للأجيال إذا زادت من الهمة والعطاء أن تفرض نفسها وتسود من جديد، ومن حق قيادتنا الرشيدة علينا أن نتقدم إليها بكل مشاعر الولاء والامتنان لأنها عملت وسعت بكل جدية ووعي ومسؤولية على أن تحفظ لهذا الوطن أمنه واستقراره وسلامه الاجتماعي، والتمسك بمبادئ وقيم الانتماء لوطن المقدسات.
وأود في هذه المناسبة أن أعبر عن أسمى مشاعر الحب والولاء لخادم الحرمين الشريفين، وسمو ولي عهده، وسمو النائب الثاني، يحفظهم الله، لما يولونه من اهتمام ودعم ورعاية للمهرجان، وحرص على تطويره عاماً بعد عام، لكونه يمثل تظاهرة حضارية راقية تسهم في ربط ماضينا التليد بحاضرنا الزاهر، وانطلاقتنا للمستقبل الواعد بإذن الله تعالى، ويؤكد أن مجتمعنا السعودي الذي نجح في تحقيق قفزة حضارية كبرى تواكب التطور الإنساني في عالم اليوم، حريص على التمسك بجذوره الحضارية الأصيلة، وأنه وهو يتقدم إلى الأمام والتطور لن يفرط في تراثه وقيمه وحضارته الضاربة في أعماق التاريخ.
* كان للأوامر الملكية التي أصدرها خادم الحرمين الشريفين مؤخراً وقعها الطيب على نفوس المواطنين، بحسبانها تصب في مصلحة المواطنين وتركز في رفع المستوى المعيشي لهم.. أنتم كرجل أعمال كيف تنظرون لهذه القرارات من الناحية الاجتماعية والاقتصادية؟
- وهب خادم الحرمين الشريفين دائماً فكره وجهده وعطاءه من أجل إعلاء شأن الوطن والنهوض به، وأثبت بحكمته وحنكته وصلابته في الحق أنه رجل المبادرات البناءة التي كان لها صداها الطيب لدى أبناء الوطن، وتضخ الأوامر الملكية السامية عشرات المليارات من الريالات في قناة التيسير لأبناء الوطن وللأسر الفقيرة والمحتاجة التي ستنعكس بالخير على كافة شرائح المجتمع، كما ستعزز حركة الاقتصاد الوطني بما يسهم في دفع عجلة التقدم للجميع.
وتعبر هذه الأوامر بصدق واعتزاز عن مشاعر الحب الصادقة التي يكنها المليك لشعبه وسعيه المتواصل في تحقيق رفاهيتهم وتوفير سبل العيش الكريم لهم، بل إن خادم الحرمين الشريفين جسد بهذه الأوامر الكريمة موقعه كزعيم محب لشعبه ومواطنيه ساعيا في الحفاظ على أمن واستقرار وطنه، والعمل من أجل زيادة تقدمه وازدهاره، وإن صدور هذه الأوامر الملكية الخيرة، والكلمات المخلصة التي عبر عنها خادم الحرمين الشريفين تجاه شعبه الأصيل جسدت الحب الذي يكنه القائد لأبناء وطنه، وعززت علاقة الود والوفاء التي تربط بين الراعي والرعية.
ولا شك أن هذه القرارات تمنح الأجيال كذلك كثيرا من التفاؤل في مستقبل أفضل وأكثر إشراقاً بإذن الله، وأن المملكة قادرة بقيادة خادم الحرمين الشريفين على مواصلة تعزيز اقتصادها الوطني، وتجاوز مختلف التحديات والمشكلات التي تجابه الاقتصاد العالمي، والخروج منها أكثر قوة وقدرة على تحقيق الرفاهية الاقتصادية والاجتماعية وارتفاع مستوى المعيشة لكافة أبناء الشعب السعودي، حيث أكد خادم الحرمين الشريفين حرصه على إيجاد حلول عاجلة لمسألة البطالة التي قال أيده الله إنه يوليها جل اهتمامه، وهو ما يبعث برسالة اطمئنان لكل المواطنين أن القائد الوالد يستشعر أوضاع أبنائه المواطنين.
وتصب الأوامر الملكية كلها في خانة تحسين الأوضاع المعيشية للمواطنين، والتخفيف عن كاهل الفئات التي كانت أكثر تأثراً بضغوطات الأزمة المالية العالمية، وخصوصاً الشباب المفتقد لفرص التوظيف، ومنها الأمر الملكي برفع رأسمال صندوق التنمية العقارية بمبلغ إضافي قدره 40 مليار ريال، وكذلك رفع رأسمال البنك السعودي للتسليف بمبلغ 30 مليار ريال، وكذلك تخصيص 250 مليار ريال لبناء 500 ألف وحدة سكنية في كافة مناطق المملكة لتحقق أمل نصف مليون أسرة في الحصول على المسكن الملائم والمتحضر، ولا شك أن هذا الأمر الملكي سينعكس إيجابياً على قطاع المقاولات وقطاعات أخرى عديدة.
* نود أن نتعرف إلى بداية دخول سعادتكم دنيا الأعمال والمراحل التي مررتم بها إلى أن أصبحت مجموعتكم واحدة من الصروح الاقتصادية العملاقة في المملكة، علنا نضع تجربتكم الثرة الناجحة أمام شبابنا الطامح لدخول عالم التجارة والأعمال لينهل منها ما يفيده.
- كانت البداية الحقيقية لدخولي عالم الأعمال، هي العمل كموظف بسيط في محل صغير بوسط مدينة الرياض عندما لم تكن مساحتها تجاوز آنذاك كيلومتر واحد في كيلومتر، وكانت طبيعة هذا العمل تتمثل في قيامي بفتح المحل وإغلاقه، كما كنت أساعد صاحب العمل في المنزل عند استقبال الضيوف وهو الشيخ عبدالعزيز بن نصار الذي أعده أستاذي الأول في دنيا الأعمال.
وطوال ثلاث سنوات لم أسأل عن قيمة راتبي، لكن الشيخ عبدالعزيز بن نصار قرر لي راتباً قدره (20) عشرون ريالاً عن كل شهر من الشهور التي قضيتها في العمل، وواصلت هذا العمل لمدة 11عاماً متصلة، وفي فترة لاحقة نلت ترقية فصرت مديراً عاماً لأعمال الشيخ وارتفع راتبي من (20) ريالاً إلى (5000) خمسة آلاف ريال شهرياً، بعد ذلك اتجهت إلى أعمالي الخاصة، وواجهت في البداية ظروفاً صعبة نتيجة ما صادف المملكة آنذاك من ضائقة اقتصادية انعكست آثارها على أصحاب الأعمال كان ذلك في عام 1378ه حيث لم يكن في خزانة مؤسسة النقد العربي السعودي سوي 360 ريالاً فقط، وهذه معلومة معروفة للجميع.
وبدأت مشواري مع العمل الخاص المستقل في نشاط الأدوات المنزلية ولهذا أطلقت اسم مؤسسة «بيت الرياض» وكان ذلك في عام 1377ه (1958م) أسَّستها معَ شَرِيكٍ، ثُمَّ استقَلَّت بِمِلْكِيَّتِهَا بعد عَشْرِ سنوات، واستطعت أنْ أحَقِّقَ العديدَ مِنْ طموحاتِيِ وتطلُّعاتِي وتغلبت على كثير من المصاعب والعقبات والتحديات، ثم بعدها تأسست «شركة مجموعةِ الجريسي»، التي تَضُمُّ عَدَدًا مِنَ الشركاتِ والمصانع ويبلغ عدد العاملين فيها حوالي خمسة آلاف.
ثم كان التحول إلى الأثاث والأجهزة المكتبية، واستقر التخصص على الأجهزة المكتبية، ثم أضفنا أنشطة أخرى وانتقلنا إلى الكمبيوتر وتقنياته حيث كنت والحمد لله أول من أدخل الكمبيوتر إلى أسواق المملكة وكانت ماركته «وانج» وتم تسويقه لدى الجهات الحكومية آنذاك.
ثم ارتقينا بالنشاط من تسويق الأجهزة التقنية إلى مرحلة التصنيع الوطني، ولدينا الآن مصانعنا الخاصة والحمد لله ولدينا أسواق خارجية في الدول القريبة، ونقوم على سبيل المثال بتصنيع البطاقات الذكية ونصدرها إلى جميع دول المنطقة باعتبار مصنعنا الوحيد في نوعه بالشرق الأوسط.
* بيت الرياض بدأت محلاً تجارياً يختص بالأواني المنزلية، وأنتم الآن وكلاء ومصنعون لأحدث الأجهزة التقنية والمكتبية.. كيف يمكن ربط ذلك مع التطور الهائل الذي عاشته المملكة من سوق محدود إلى سوق عالمية؟
- كما سبق أن أشرت في سياق الإجابة السابقة فإن الرياض كانت مساحتها في هذه الحقبة متواضعة جداً حيث لم تكن تتجاوز كيلو متر مربع واحد، أي طول كيلو وكذلك العرض، وكذلك كانت الحركة التجارية متواضعة تتناسب مع مساحة المدينة وحجم السكان وكذلك مستوى الحركة الاقتصادية، لكن الرياض اليوم والحمد لله تمثل صرحاً عملاقاً عمرانياً واقتصادياً وحضارياً، بل وباتت تمثل مركزاً إقليمياً بل وعالمياً اقتصادياً وتجارياً ومالياً تعترف بذلك القوى الاقتصادية العالمية، وهو ما يجسد النقلة الحضارية والاقتصادية والعمرانية الهائلة التي شهدتها المملكة ككل لتصبح من مجرد سوق محدودة متواضعة إلى سوق عالمية كبرى ومركز يشد أنظار دوائر الاقتصاد والمال العالمية، بفضل الله ثم بفضل الجهود التي بذلها قادة هذه البلاد منذ المؤسس الملك عبدالعزيز، يرحمه الله، حتى العهد الزاهر لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله.
* نريد نبذة عن مجموعة الجريسي والشركات التابعة لها؟
- مجموعة الجريسي التي أسستها قبل ثلاثة وخمسين عاماً بداية من «مؤسسة بيت الرياض» المؤسسة الأم في عام 1958م، شركة توصية بسيطة برأس مال 31.350.000 ريال سعودي، وكانت البداية تتمثل في مؤسسة بيت الرياض، نواة بما يعرف اليوم بشركة مجموعة الجريسي، ومن البداية تبنت مفهوم الجودة الشاملة، وانصب الاهتمام على تقديم خدمات رفيعة المستوى تستهدف إرضاء العملاء مع الحرص على دعم حركة تطوير المملكة العربية السعودية.
ومواكبة للتطور الهائل الذي شهدته المملكة فيما بعد، انبثق عن تلك النواة مولد نخبة من فروع شركة مجموعة الجريسي المتخصصة، التي تزاول أنشطة تجارية وصناعية مستقلة ومتباينة، لكنها تسعى مجتمعة إلى تحقيق هدف نهائي واحد يتمثل في توفير كافة متطلبات قطاع التجهيزات والأثاث والمكننة المكتبية، وخدمات المعلومات وخدمات الانترنت والاتصالات والتدريب والحج والعمرة.
وعلى امتداد مسيرة حافلة بالإنجازات حرصت شركة مجموعة الجريسي على تحقيق القيمة المضافة في كل ما تقدمه من منتجات أو خدمات أو مشاريع، لذلك فلم يكن غريبا أن تحصل الشركة على عدد من الشهادات وعلامة الجودة (ISO) العالمية، والمركز الأول لجائزة الملك للمصنع المثالي والمركز الأول لجائزة الملك عبدالعزيز للمصنع المثالي، وحصلنا أيضاً على المركز الأول كأفضل شركة تطبق متطلبات السلامة الوقائية في مصانعها، لذلك تحظى شركة مجموعة الجريسي ولله الحمد برضا طائفة كبيرة من العملاء في القطاعين العام والخاص وكذلك الأفراد.
ويندرج تحت مجموعة الجريسي عدد من الشركات المتخصصة المتنوعة النشاطات التي تتكامل - كما سبق أن أشرت - في قطاع التجهيزات والأثاث وخدمات المعلومات والاتصالات إضافة إلى التدريب:
- شركة بيت الرياض
- شركة الجريسي لخدمات الكمبيوتر والاتصالات
- شركة الجريسي لخدمات الانترنت المحدودة
- مركز الخدمات الإلكترونية (طواف)
- مركز الأريبة للمهارات النسائية
- شركة إنتاج ورق الكمبيوتر
- مصنع شركة مجموعة الجريسي لتقنية البطاقات
- مصنع الجريسي للأثاث
- شركة ستيلكيس الجريسي المحدودة
- شركة الجريسي للتنمية والشركات التابعة لها
- شركة منار المحمل التجارية.
- شركة الدواة التجارية.
- شركة المناهج الأهلية
* في ظل تنامي دور القطاع الخاص كرافد رئيسي في حركة التنمية بالمملكة .. هل أنتم راضون عن حجم مساهمات هذا القطاع في الأعمال الخيرية، وبرامج التنمية الاجتماعية؟
- العمل الخيري في بلادنا والحمد لله معين لا ينضب، ورباط فعال وقوى يشد تماسك الأمة، لأنه نابع من مشكاة قيمنا الإسلامية، ومن خلال دعم العمل الخيري وبرامج التنمية الاجتماعية، نستطيع أن نحل العديد من مشكلات المجتمع، وأن نلقي بطوق النجاة لعدة فئات هي في أمس الحاجة إليه، ولا شك أن مجالات العمل الخيري تتسع وتتنوع لتستوعب كل العطاءات الخيرة التي تعود على مجتمعنا بالفوائد العظيمة وتشيع فيه روح الألفة والمودة.
ولا شك أن القطاع الخاص الوطني مشارك ومساهم بشكل يدعو إلى التقدير في دعم الأعمال الخيرية، ومبادراته الخيرة لا يمكن إنكارها، وجهود رجال الأعمال في برامج المسؤولية الاجتماعية متنامية وتنم عن وعي كبير من قبل قطاع الأعمال بالدور الملقى على عاتقه تجاه دعم المجتمع والمشاركة في النهوض به، ومساندة وتعزيز جهود الدولة في تنمية المجتمع، وفي تقديري أن هذا الدور يؤكد أن مجتمعنا السعودي المسلم جبل على العطاء وروح التكافل الاجتماعي والإنساني، وهو عطاء لا يقتصر على أبناء المجتمع وإنما يمتد لكثير من المجتمعات الإسلامية وحتى غير الإسلامية، فديننا هو دين الرحمة والخير لكل الإنسانية من دون تمييز بين دين ودين أو لون أو عرق.
وإذا كنت أشعر بالرضا عن الدور الذي يضطلع به القطاع الخاص في مساهماته في الأعمال الخيرية وبرامج المسؤولية الاجتماعية، إلا أنني أدعو القطاع الخاص إلى المزيد من عطاءاته الخيرة وأن يوسع جهوده ومساهماته في هذه الميادين التي تتسع لكثير من الإسهامات والمشاركات التي تعود على المجتمع بالخير والنفع وتزيد من مشاعر الود والتآلف بين كافة شرائحه، وفي هذا الإطار أدعو الخيرين والقادرين على البذل في سبيل الله، إلى أن يتسابقوا وأن يمدوا أيديهم لدعم المشاريع الخيرية والإنسانية التي يحتاج إليها أبناء المجتمع على امتداد أراضيه المترامية.
* نعلم أن لكم إسهامات كبيرة في العمل الخيري، نود أن نعرف هذه الإسهامات وفي أي المجالات؟
- كنت لا أود الحديث عن هذه الإسهامات، فالهدف من الانخراط في هذا الجانب هو خدمة الوطن الذي هو صاحب الفضل على الإنسان فيما حقق من نجاحات وما صنع من منجزات في عالم التجارة والمال، ولكن إذا كان الهدف من الحديث عن هذه الإسهامات هو تشجيع وحث القادرين على الإسهام في تعزيز النشاط الخيري في المجتمع، فذلك هدف مشروع، وأستطيع أن أشير إلى إسهاماتي في هذا المجال من خلال ترؤسي مجالس إدارات وعضويتي في عدد من الجمعيات ومؤسسات العمل الخيري مثل:
* مكتب عبدالرحمن الجريسي الخيري تقديم المساعدات العينية والمادية للأرامل والمطلقات والمرضى والمحتاجين ومساعدة الشباب على الزواج وبناء المساجد وإعمارها.
* عضو اللجنة التأسيسية وعضو مؤسسة الرياض الخيرية للعلوم.
* عضو مجلس إدارة وعضو اللجنة التنفيذية للمشروع الخيري لمساعدة الشباب على الزواج.
* عضو مجلس الأمناء لمؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله للموهبة والإبداع.
* عضو مجلس إدارة جمعية البر الخيرية بالرياض.
* عضو مجلس أمناء مؤسسة عبدالعزيز بن باز الخيرية.
* رئيس مجلس إدارة الجمعية الخيرية برغبة.
* عضو مؤسس مركز الأمير سلمان لأبحاث الإعاقة.
* عضو مجلس المسؤولية الاجتماعية بالرياض.
* عضو في الهيئة العلمية لكرسي الأمير محمد بن فهد لدعم المبادرات الشبابية.
* عضو اللجنة العليا لأوقاف جامعة الملك سعود.
* عضو مجلس إدارة مركز الرياض للتنافسية.
* عضو مؤسس جمعية ابن باز الخيرية لتيسير الزواج ورعاية الأسرة
* عضو مؤسس جمعية رعاية الطفولة.
مهام وإنجازات وأعمال:
- بناء كلية التجارة في جامعة بيرزيت.
- من مؤسسي مركز التراث الإسلامي البريطاني في مدينة مانشستر
- تبرع بأرض مسجد التوحيد بطوكيو - اليابان (وهو يقع في موقع استراتيجي ضمن عدد من الجامعات في طوكيو ويرتاده العديد من الجاليات المسلمة لأداء الصلاة).
- مبادرة عبدالرحمن الجريسي بالشراكة مع مؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله لرعاية الموهبة والإبداع لرعاية 100 طالب وطالبة من الموهوبين لمدة ثلاث سنوات في مدارس المناهج.
5- كرسي عبدالرحمن الجريسي لدراسات حقوق الإنسان (جامعة الأمام محمد بن سعود الإسلامية)
- مذكرة تفاهم بين الصندوق الخيري التعليمي التابع لجامعة الأمام محمد بن سعود الإسلامية وعبدالرحمن بن علي الجريسي لإقامة تعاون مشترك في تمويل وتنفيذ مشاريع تعليمية ودعوية داخل المملكة وخارجها.
- كرسي عبدالرحمن الجريسي لأبحاث الحمض النووي DNA (جامعة الملك سعود).
- اتفاقية شراكة بين جامعة الملك سعود وشركة مجموعة الجريسي لتدريب 1000 طالب وطالبة في شركة مجموعة الجريسي.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.