العدد الثاني والأربعون من المجلة الفكرية الثقافية الشهرية ( الباحثون) جاء حافلا بالملفات العلمية والدراسات الثقافية والفكرية المتناغمة، إلى جانب عدة قراءات أدبية متنوعة، والتي جاء منها: زهور من حديقة كظم الغيظ، وآخر عن معركة قادش ومعاهدة السلام، وموضوع عن: الوصول إلى وفاق مع المبدأ البشري، وجملة مختلفة من أخبار وأبحاث الفلك، إضافة إلى دراسات أطروحات طبية منها تناولت الألم بوصفه وباء صامت، والطب التقليدي الصيني.. كما حوت الدراسات العلمية عددا من الدراسات الحديثة التي ضمتها المجلة والتي ورد منها: إدارة الإبداع والابتكار، الصدمات ممكنة بين كواكب المجموعة الشمسية، سحر الخيال العلمي، الأكوان المتوازية والمبدأ الإنساني. وفي ملف بعنوان ( قيثارة الحنين: خير الدين الزركلي) وما يمثله شعره من سيمفونيات موسيقية شاعرة بالحروف ومستشعرة بها، وما يتجسد في صوره ومعانيه من أحاسيس مرهفة بالحنين والشوق والاشتياق الجياش المتدفق في قصائده، لتأتي كلماته بمثابة النوتة الموسيقية التي تتمثل في تراكيبها أشبه بشجر وارفة الظلال في فصل الربيع الذي تمثله القصيدة، بما يختزنه معمارها الصوتي، والبنائي، وعمقها الدلالي من معان تتجاذب ألحانا موسيقية خالدة في خارطة الشعر العربي. كما استعرض الملف حياة الزركلي، منذ ذلك اليوم الذي صعد فيه المنبر مغردا بأول غنائه الشاعري، وما تلا ذلك من محطات أدبية وثقافية وصحفية في حياة الشاعر وصولا إلى آخر محطة له في مصر، وما تركه من تراث شعر وأدبي وثقافي وتاريخي، إلا أن الزركلي يحضر في الدراسة بوصفه الشاعر الذي تغنى بالحياة ولها، ورسم المدن الشامية، والانسياب مع جداولها، ليظل رساما يقدم الصورة التكاملية تاركا تفاصيل جزئياتها وتداخل عناصرها للقارئ يتخيل تكويناتها كيفما كانت قراءته للقصيدة، ليصل بعد كل هذا إلى الحالة النفسية التي يمتزج فيها القارئ بالشاعر في حالة تخاطبية بين هموم الذات وهم الوطن والوطن العربي جميعه.. إضافة إلى ما عرضه الملف من أقوال النقاد والمجايلين وأصدقاء الشاعر، إضافة إلى ما استعرضه الموضوع من التجديد في شعر الزركلي بوصفه من أوائل شعراء الشام الذين خرجوا على القافية الموحدة، ومن أوائل من عرف بتنوع القوافي آنذاك ملتقيا مع الشعراء المهجرين في تجديدهم في طريقة بناء القصيدة الحديثة من جانب، ولوكان الزركلي شاعراً استحضر في شعره مراحل التجديد في العصور الأدبية السابقة التي تمثلت فيما جاء من تجديد في الشعر العباسي، والذي يجسده الشعراء المولودون وما تبع ذلك من ظهور شعر الموشحات. تجدر الإشارة إلى أن صاحب امتياز المجلة والمدير المسؤول هو الدكتور نبيل طعمة، أما مستشار المجلة العلمي فالدكتور ياسر حورية، كما تضم هيئة تحريرها عضوية كل من: الزميل الأستاذ سعد الحميدين، د. علي القيم، د. عفيف بهنسي، د. محمد حورية، محمد مروان مراد، إيمان العرقسوسي، د. وائل معلا، د. حسين جمعة، د. فوزي الشامي، عبداللطيف ياسين، محمد محمد.