تقدمت باكستان بخطوة أخرى الى الامام في اتجاه تبني علاقة مشتركة مع الولاياتالمتحدةالامريكية مع بدء الحوار الاستراتيجي بواشنطن في 24 مارس الجاري على مستوى وزراء الخارجية وبمشاركة قادة الجيش في كلا البلدين، وترأس الوفد الباكستاني وزير الخارجية (شاه محمود قريشي) كإجراء رسمي بينما في الواقع تتولى المؤسسة العسكرية بقيادة الجنرال (كياني) وضع اجندة الطرف الباكستاني في الحوار، وتتلخص كالتالي: - ترتيبات الوضع الامني بالمنطقة في ضوء الاعداد لاستراتيجية خروج القوات الاجنبية من افغانستان والتعاون العسكري في مجال الحرب على الارهاب. - المساعدات الامريكيةلباكستان في المجال العسكري ومجالات الطاقة والاقتصاد والقطاع الزراعي والتوسط في حل مشكلة النزاع على مصادر المياه مع الهند. - طلب الحصول على مساعدة الولاياتالمتحدة للاستفادة من نقل التكنولوجيا النووية للاغراض السلمية.وجرى لقاء في مقر القيادة العسكرية براولبندي شارك فيه وكلاء 5 وزارات في الحكومة الباكستانية وترأسه قائد الجيش الباكستاني الجنرال إشفاق برويز كياني للاتفاق على وضع اجندة الحوار الاستراتيجي مع واشنطن، لم يحضر فيه الرئيس الباكستاني آصف علي زرداري. وأشارت صحيفة "ديلي" تايمز الباكستانية الصادرة باللغة الإنجليزية ان وجود الجنرال (كياني) في واشنطن يشير الى الاهمية البالغة التي توليها الادارة الامريكية في مشاركة قيادة الجيش الباكستاني لصياغة استراتيجية تقوم على تلبية الحد الادنى من المصالح المشتركة بالرغم من اتساع شقة الخلاف وعدم الثقة المتبادلة بين الطرفين، فقائد الجيش يعتبر في نظر الادارة الامريكية الشخصية القوية في باكستان التي يمكن الاعتماد عليها والتوصل من خلالها الى تفاهمات يمكن تنفيذها على أرض الواقع والالتزام بمضامينها. واعتمدت واشنطن في العام الماضي مبلغ 7.5 مليارات دولار كرزمة مساعدات لباكستان لفترة 5 سنوات قادمة الا انها الحقت بشروط قاسية اثارت شكوك المؤسسة العسكرية، ويتوقع ان تفرض الادارة الامريكية املاءات على الطرف الباكستاني وعند طرح طلب المساعدة الامريكية في مجال تحسين أداء قطاع الطاقة في باكستان قد تبرز قضية التخلي عن مشروع استيراد الغاز من ايران حسب الرغبة الأمريكية. وفي ضوء المأزق الأمريكي بالمنطقة تبرز حاجة واشنطن لاسناد دور ما لباكستان في المرحلة القادمة، فليس من مصلحة ادارة اوباما تهميش دور اسلام اباد. وتعكف دوائر صنع القرار السياسي الباكستانية على دراسة سيناريوهات ما بعد الحوار في حال عدم استجابة الادارة الامريكية لمطالبها، وما يترتب على ذلك من اتخاذ قرارات مهمة وانتهاج خطوات سياسية معينة، لتأمين مصالحها، بالاضافة لبحث ومناقشة الآثار المترتبة عند قبول وتلبية شروط التعامل مع واشنطن وانعكاساتها على الوضع الداخلي في باكستان.