لأول مرة ومنذ سنوات طويلة تتناغم رغبة جماهير النصر، مع أعضاء الشرف المؤثرين حول مستقبل النادي (الأصفر) الذي عاش فترات صعبة مليئة بمشاكل إدارية، وشرفية جعلته في معزل عن واقع الأندية المنافسة؛ ليعمل الآخرون على تقوية صفوفهم عاما بعد آخر مستغلين الانشغال النصراوي بأمورهم وخلافاتهم التي لم تنتهِ ويستقبلها الإعلام الرياضي بصدر رحب، حتى بات الفارق بينه وبين منافسيه كبيرا، وليبتعد عن منصات التتويج سنوات، ويجد نفسه في مكانة لا تليق به وهو النادي صاحب الشعبية الجماهيرية الكبيرة، والتاريخ العريق. وجاء اتفاق أعضاء الشرف المؤثرين حول مستقبل ناديهم، ودعمهم الكامل للرئيس الجديد الأمير فيصل بن تركي ومجلس إدارته بتزكيته أربع سنوات ليؤكد أنهم يبحثون عن مصلحة ناديهم، بعد أن وافقوا الجماهير حول رؤيتهم لما قدمته الإدارة المكلفة من عمل رائع يمثل أنموذجا لإعادة صياغة فريق كرة القدم في وقت قياسي، وإذا ما كنا نتعامل مع النصر سابقا على أنه فريق غير قادر على الوقوف في وجه الهلال والاتحاد والشباب؛ فإنني أعتقد جازما أن نظرة الرياضيين باتت مختلفة اليوم؛ إذ أصبح ندا قويا يؤدي لاعبوه بروح عالية، ويدخلون المباريات بطموح الفوز. وعلى الرغم من عدم ظهوره أمام الحزم الخميس الماضي بالمستوى الجيد، وتأثره بغياب عبدالغني والسهلاوي؛ إلا أن شخصيته المختلفة، وطموحه الجديد قاده لكسب النقاط الثلاث. سنة التكليف كانت خالية من الضغوط، والتصريحات الإدارية التي وعدت بالعمل فقط على تقوية الصفوف، وتغيير جلد الفريق دون الحديث عن البطولات كانت طريقا لعمل الجهاز الفني واللاعبين في أجواء صحية، تدعمه الجماهير الكبيرة التي صفقت مرارا مشيدة بروعة الأداء؛ رغم النتائج غير المرضية كما حدث بعد نهاية الشوط الأول أمام الأهلي في جدة، وعقب مباراة الشباب الدور الثاني بالدوري، والإعداد للموسم المقبل لا بد أن يكون مغايرا؛ ونسبة ال 20 بالمئة التي اكتفى الرئيس بترديدها بعد كل تساؤل حول عمل إدارته سيكون من المحتم أن تتغير قولا وعملا، وتطور النصر لن يتواصل، ولن يقوده لمنافسة أندية المقدمة؛ إلا بالاهتمام بالقاعدة، ودعم الصفوف باللاعبين المحليين المميزين؛ فقد كان للقادمين الجدد هذا الموسم دور رائع في النقلة الحاصلة، ويبقى أمر إعادة النظر في أوراق العنصر الأجنبي القضية الأهم، في ظل عدم الاستفادة من الرباعي بالصورة المطلوبة، وعلى الإدارة التي فازت بثقة الجماهير وأعضاء الشرف أن تدرك أن اللاعب الأجنبي يجب أن يكون صانعا للفارق، ومؤثرا بدرجة تجعله يقود النصر للانتصارات، لا لاعبا مكملا تواجده كغيابه، وميزانية ال 120 مليون ريال، التي أعلنت في الجمعية العمومية تكشف نوايا الرئيس في تحقيق بصمة تاريخية تعيد النصر للبطولات، وتخرج الألعاب المختلفة من الانهيارات المتوالية.