كانت قمة ممتعة تلك التي جمعت النصر بالهلال في ليلة الخميس لن ينساها الرياضيون ومحبو كرة القدم، فقد تأكد من خلالها وبما لا يدع مجالاً للشك أن الديربيات المنتظرة في السعودية أروعها وأكثرها إثارة حين يكون طرفاها النصر والهلال، ولم يكن لنا لنستمتع بهذا اليوم دون السنوات الماضية؛ لولا العودة الجميلة للنصر هذا الموسم، الذي كان طرفاً ثابتاً في أقوى المباريات التي جمعت الفريق (الأصفر) في الدوري بالهلال والاتحاد والأهلي والشباب، وإذا كان النصر قد خرج من بطولة كأس ولي العهد على يد منافسه الهلال البطل المتوج بدوري "زين" للمحترفين فإن ذلك لا يقلل أبدا من شأن النصر الذي واصل أداءه الرائع، وتجاوز ظروفا صعبة واجهته أثناء اللقاء بإصابة قائده وأهم عناصره حسين عبدالغني، ثم خروج مهاجمه وهدافه الأبرز محمد السهلاوي إجباريا، وقبل ذلك الخذلان الذي تعرض له المدرب الأورجواني ديسلفا من الأجانب لاعبي الوسط فيكتور فيغاروا وحسام غالي، ثم المهاجم البديل سعد الحارثي الذي أقحمه مدربه في وقت مناسب وشارك في خمس وخمسين دقيقة كان لاعبوا الفريقين فيها منهكين بعد اللجوء للأوقات الإضافية؛ لكنه لم يكن في الموعد. الهلال هزم منافسه لأنه احترمه كما يقول نائب الرئيس الأمير نواف بن سعد، وفوز (الأزرق) يمثّل بطولة كما أكد مدير الفريق سامي الجابر، وتلك العبارات التي وضعت النصر في مكانه تكشف مدى الجاهزية التي كان عليها الهلاليون قبل المباراة، وحرصهم على ردِّ اعتبار الخسارة اليتيمة له في الدوري، والتأهل للنهائي الثاني هذا الموسم. الهلال قدم مستوى رائعا في المباراة، وقاده تميز العنصر الأجنبي لهزيمة النصر؛ فقد استفاد من الرباعي كما يجب، وأحدث البرازيلي نيفيز والسويدي ويلي هامسون تحديدا الفارق، أما النصر فقد خرج بشرف، وكان ندا قويا بحث عن التعادل الثاني حتى الرمق الأخير، وكان بإمكانه حسم المباراة لو أحسن الحكم الروماني بافيل كويتسيان تقدير ركلة الجزاء الواضحة، التي لم تحتسب للغيني باسكال فيندونو قبل ربع ساعة من نهاية الوقت الأصلي، والمهم أن يقتنع النصراويون بأن منافسهم كان الأفضل، وأن الكرة كما أفرحتهم بالأمس؛ فهم معرضون للحزن جراء أي خسارة، وعليهم أن يقتنعوا أيضا بأن فريقهم الجديد حقق مبتغاه من الأشهر الماضية بصناعة مجموعة ممتازة أعادت هويته وهيبته المفقودة منذ سنوات طويلة بقيادة عبدالغني والدوخي والسهلاوي والقرني وغالب عباس وآخرين، كشفت المنافسات الماضية قدرتهم على الدفاع عن ألوان الفريق، وما على إدارة النصر التي حظيت بثقة الجماهير، وأعضاء الشرف المؤثرين، وفازت بتولي شؤون النادي العريق لأربع سنوات مقبلة؛ إلا الحفاظ على ما تحقق أولا، ومواصلة العمل بعد نهاية الموسم بمزيد من الاستقطابات المحلية المنتقاة، وإعادة ترتيب أوراق اللاعبين الأجانب الذين خذلوه، وصنعوا لمنافسهم الفارق.
