هل يحصل المؤلف العربي على حقوقه؟ كان هذا عنوان ندوة مثيرة من ندوات مؤتمر مؤسسة الفكر العربي المنعقد في فندق فنيسيا بالعاصمة اللبنانية تحت عنوان «حركة التأليف والنشر في العالم العربي»، وقد بدأت بفيلم قصير سجل في القاهرة وظهر فيه ثلاثة أدباء: الدكتور جابر عصفور وأحمد عبدالمعطي حجازي وجمال الغيطاني، وقد تمحور الحديث حول تجربة كل منهم مع دور النشر، وما إذا كانوا يحصلون على حقوقهم كاملة منها. بعد ذلك بدأت الندوة التي شارك فيها كل من الروائية اللبنانية علوية صبح وأمين عام الاتحاد العام للأدباء والكُتَّاب العرب محمد سلمادي ورئيس اتحاد الناشرين العرب محمد عبداللطيف طلعت ورئيس تحرير صحيفة اللواء اللبنانية وصاحب المؤسسة الجامعية للنشر صلاح سلام وعميدة كلية الحقوق بالجامعة العربية ببيروت حفيظة الحداد وأمين عام الاتحاد العربي لحماية حقوق الملكية الفكرية في مصر محمد طلعت زايد. ولأنه لم تكن هناك أوراق مكتوبة فقد اقتصرت الندوة (وكل ندوات المؤتمر) على طرح أسئلة على المشاركين سواء من مدير الجلسة أو من الجمهور. علوية صبح قالت إنها تحصل على حقوقها كاملة من الدار التي تتعامل معها، ولكن مأساة الكاتب العربي لا تنحصر فقط بنيل حقوقه أو عدم نيلها من الناشر الذي يتعامل معه. إن هذه مسألة مهمة، ولكنها ليست كل المسائل. فالكاتب العربي مهدورة حقوق أخرى كثيرة له منها حقه بضمانات مادية ومعنوية. فلا حصانة له في أي أمر من الأمور، ولعل أكثر ما يفتقده هو الضمان الصحي، لأنه كثيراً ما يجد نفسه عاجزاً عن الذهاب إلى طبيب أو إلى مستشفى بسبب عوزه الدائم. وقال سلماوي: إن نجيب محفوظ نفسه لم يسلم من الاعتداء على حقوقه. وروى أنه عندما دعوا الروائي العالمي باولو كويلو مرة إلى مصر، نظموا له ندوة مع المثقفين تبين خلالها أن كتاباً له تُرجم ونُشر في مصر دون علمه. محمد عبداللطيف طلعت وصف العلاقة بين الناشر والمؤلف بأنها علاقة تكاملية لا عملية تصادمية. يُفترض بكل من الناشر والمؤلف أن يعرف حقوقه وواجباته. ولكن المشكلة عندما يكون المؤلف، أو الناشر، متعباً. كما أن ما نسمّيه بثقافة النشر غير شائعة في العالم العربي، وبخاصة عند الناشر والمؤلف. وتحدث محمد عبداللطيف طلعت عن إنهيار التعليم في العالم العربي، وعن غياب الحرية، وهي من العوامل التي تؤثر على المولف كما على الناشر. ولم ينف طلعت عجز الكتابة عن تأمين حياة مريحة للمؤلف. فالمؤلف إذا أراد أن يعيش فلا بد له من البحث عن مورد آخر غير الكتابة والتأليف. ولم يوافق صلاح سلام على أن هناك صراعاً بين المؤلف والناشر. فالوصف الصحيح للعلاقة بينهما هو أنها علاقة تكاملية لا أكثر. ولكن بعض دور النشر تسيء أحياناً رلى علاقتها بالمؤلف، والعكس صحيح أيضاً. وقال إن لبنان وقع حديثاً على شرعة حقوق الملكية الفكرية، ولهذه الشرعة انعكاساتها الإيجابية على أطراف صناعة الكتاب وملفات الإبداع والابتكار والاختراع، وفي الطليعة المؤلف. وتحت عنوان «تجارب عربية ناجحة» عقدت ندوة أخرى من ندوات مؤتمر مؤسسة الفكر العربي في بيروت تمحورت حول ثلاثة تجارب نشرية هي: - مشروع كتاب في جريدة. - مشروع القراءة للجميع: مكتبة الأسرة. - مركز دراسات الوحدة العربية. وقد شارك في الندوة عن المشروع الأول كتاب في جريدة شوقي عبدالأمير، وعن المشروع الثاني الدكتور وحيد عبدالمجيد، وعن المشروع الثالث الدكتور صباح ياسين، وقد عرض كل منهم لسيرة هذه المشاريع الثلاثة وتجربتها.