العديد من القضايا لتدريب وتوطين الوظائف ونظرة الشباب لمؤسسات ومعاهد التدريب التقني والمهني، وما تقدمه في مجال التدريب لتحقيق كفاية سوق العمل من الشباب السعودي المدرب والقادر على المساهمة في حركة التنمية الاقتصادية والصناعية. فعدد الخريجين من المعاهد الفنية والتجارية والكليات التقنية بالآلاف كل عام لكن هذه الأعداد تتكدس في مساحة محبطة بين طموحات جهات التدريب ومكاتب التوظيف من جهة والمنشآت الصناعية والتجارية من جهة أخرى. وحقيقة دور القطاع الخاص في دعم سياسة السعودة. (الرياض) طرحت هذه القضايا على مائدة الحوار مع الدكتور راشد بن محمد الزهراني رئيس مجلس التدريب التقني والمهني بمنطقة مكةالمكرمة وكان الحديث التالي: الخطة المستقبلية الرياض": بعد انضمام جميع وحدات المؤسسة في مدن ومحافظات منطقة مكةالمكرمة تحت مظلة المجلس, ماهي الخطط المستقبلية التي سيقوم المجلس بتنفيذها بعد انضمام تلك الوحدات إليه؟ الزهراني: تأتي خطة مجلس التدريب التقني والمهني بمنطقة مكةالمكرمة كنموذج تنفيذي لخطة المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني والتي وافق عليها المقام السامي وتضمنت عشرة أهداف هي: استيعاب أعداد أكبر من المتدربين والمتدربات الراغبين في التدريب التقني والمهني للإسهام في تحقيق التنمية الاجتماعية والاقتصادية المستدامة، تأهيل وتطوير الكوادر البشرية الوطنية في المجالات التقنية والمهنية وفقاً لطلب سوق العمل الكمي والنوعي، تقديم البرامج التدريبية والتعليمية بالجودة والكفاية التي تؤهل المتدرب للحصول على عمل مناسب في سوق العمل. القدرة على التكيف والتعامل بنجاح مع قطاعات العمل لتنفيذ برامج التدريب التقني والمهني، بناء شراكات إستراتيجية مع قطاعات العمل لتنفيذ برامج التدريب التقني والمهني. نشر الوعي بأهمية العمل في المجالات التقنية والمهنية في أوساط المجتمع وتوفير البيئة المناسبة للتدريب مدى الحياة. إيجاد بيئة محفزة وآمنة للعمل والتدريب في المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني تهتم بالمدرب والمتدرب، تشجيع الاستثمار في التدريب التقني والمهني الأهلي. توثيق العلاقات والبحث عن التكامل مع الجهات التعليمية والتدريبية الوطنية، التوسع في المجالات التدريبية المتقدمة الداعمة للخطط الوطنية المشاركة في برامج نقل وتطوير التقنية. نظرة الشباب للتعليم والتدريب التقني والمهني - "الرياض": هل تغيرت نظرة الشباب للتعليم والتدريب التقني والمهني؟. الزهراني: بلا شك فإن نظرة الطالب لمؤسسة التدريب التقني والمهني تغيرت بشكل كبير وبات الطالب يبحث عن التدريب، وقد لعبت المؤسسة دوراً كبيراً للوصول إلى هذه الدرجة، من خلال عقد العديد من الدورات، وتنظيم حملات التوعية الإعلامية، والقيام بزيارات للمدارس للتحاور مباشرة مع الطلاب، وتقديم حوافز مالية لكل متدرب تصل إلى ألف ريال شهريّا طيلة فترة الدراسة. "الرياض": فيما يتعلق بدور المجلس في تأهيل الشباب السعودي لسوق العمل من خلال وحداته التدريبية, ماهي البرامج المعمول بها في هذا الشأن, وماهو دور المجلس في توفير الفرص الوظيفية لهؤلاء الشباب بعد تخرجهم وتأهيلهم التأهيل المناسب للعمل؟ الزهراني: بعد انضمام الوحدات التدريبية في مكةالمكرمة ومحافظات الطائف والقنفذة والليث تحت مظلة المجلس فقد أصبح المجلس يشرف على 13 وحدة تدريبية مابين كليات تقنية ومعاهد تدريبية بالإضافة إلى إشرافه على (179) معهداً ومركزاً للتدريب الأهلي، وهذه الوحدات التدريبية تحتوي على أكثر من 35 تخصصاً تقنياً ومهنياً تساهم بها في تلبية سوق العمل، إضافة إلى وجود الكثير من المهن يتم التدريب عليها من خلال برنامج التنظيم الوطني للتدريب المشترك والذي يأتي كثمرة تعاون بين وزارة العمل والمؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني وصندوق تنمية الموارد البشرية والغرف التجارية الصناعية، وتستفيد من هذه البرامج كافة الشركات والمؤسسات الراغبة في التدريب المنتهي بالتوظيف. تأهيل السجناء "الرياض": تشير المعلومات إلى أن المجلس قام بمشاركات اجتماعية عديدة ولعل من أهمها تأهيل متعاطي المخدرات لسوق العمل بعد شفائهم وكذلك تأهيل السجناء للعمل, ما الذي قمتم به في هذا الشأن؟ الزهراني: يعمل المجلس من خلال مركز خدمة المجتمع والتدريب المستمر على القيام بدوره نحو تقديم البرامج التدريبية التي تخدم كافة شرائح المجتمع ومن ذلك تأهيل المتعافين من داء المخدرات وتعد هذه الخطوة الاجتماعية خطوة إيجابية تهدف إلى مساعدة المواطنين المتعافين من المخدرات في تكوين شخصية اجتماعية ناجحة حتى يستطيع التعايش مع ظروفه الحياتية والاعتماد على نفسه. والمجلس هو الجهة التي تتبنى التدريب في هذا المشروع بالتعاون مع الإدارة العامة لمكافحة المخدرات ومستشفى الأمل بجدة وقد تم الاتفاق إثر اجتماعات متبادلة على إقامة دورات تدريبية للمتعافين من المخدرات في عدد من التخصصات مثل الحاسب الآلي والإدارة المكتبية والإلكترونيات والكهرباء بالإضافة إلى إلحاق غير المؤهلين منهم ببرنامج التنظيم الوطني للتدريب المشترك وإتاحة الفرصة للراغبين في الالتحاق بالمعاهد المهنية والصناعية، وذلك لتوفير فرص عمل لهم وإعادتهم إلى مجتمعهم مرة أخرى كعناصر منتجة. ويستهدف المشروع أكبر عدد من المتعافين حسب ترشيح مستشفى الأمل وإدارة مكافحة المخدرات بجدة. وفيما يخص تأهيل السجناء فقد عملت المؤسسة ومنذ وقت سابق على افتتاح معاهد مهنية لتدريب السجناء داخل الإصلاحيات واستفاد من هذه البرامج الكثير من الأشخاص الملتحقين بهذه المعاهد والذين أصبحوا مؤهلين تأهيلاً مهنياً حيث يمكنهم الاعتماد على أنفسهم بعد انتهاء محكومياتهم، ومنطقة مكةالمكرمة يوجد بها ثلاثة معاهد مهنية للتدريب في السجون في كل من مكةالمكرمةوالطائفوجدة وتلك المعاهد تم إنشاؤها مؤخراً على أفضل المواصفات وكذلك تجهيزها بأحدث التجهيزات التدريبية. كما نفذ المجلس من البرامج التدريبية للأيتام وذوي الظروف الخاصة وهذه برامج مجانية وتم ترشيح هذه الفئات عن طريق هيئة الإغاثة الإسلامية والجمعيات الخيرية. ومجلس التدريب التقني والمهني بمنطقة مكةالمكرمة كان أول مجلس تدريبي يدخل مستشفى الأمل ويطرح فكرة المشاركة في تأهيل وتدريب المتعافين من سموم المخدرات وبالفعل تم تدريب أكثر من 200 متعافٍ انهوا برنامجهم العلاجي وتم ترشيحهم من قبل إدارة المستشفى لهذه البرامج والدورات والحمد لله وبعد نجاح التجربة تم الرفع بها لنائب المحافظ للتدريب والذي قام بتعميمها على مجالس التدريب التقني والمهني بالمملكة. برنامج التعليم الموازي "الرياض": برنامج التعليم الموازي المطبق في وحدات المجلس, تشير بعض المعلومات إلى أن هذا البرنامج لم يكن من ورائه إلا الربح المادي فقط, كيف ترون هذا الاتهام وهل هناك خطط جديدة للخروج بأمر إيجابي لهذا البرنامج؟ الزهراني: برنامج التدريب الموازي وضع في الكليات التقنية لخدمة الطلاب ذوي النسب المتدنية من خريجي الثانوية العامة والذين لم يحالفهم الحظ في الحصول على قبول بجهات أخرى، فكان هذا البرنامج هو الحل لتحقيق طموحهم في مواصلة تدريبهم التقني مقابل رسوم رمزية تقدر بمبلغ 3000 ريال. وهذه الرسوم ليس الهدف منها الربح، وإنما تقدم للمدربين المنفذين للبرنامج بحسب اللوائح المنظمة لذلك، خاصة وأن البرنامج ينفذ في الفترة المسائية ويمكن للمتدرب الملتحق بالبرنامج أن يحص على معدل مناسب يؤهله للتسجيل بالبرنامج الصباحي وبدون رسوم. "الرياض": كشفت بعض المعلومات أن المجلس وبالتعاون مع عدد من الجهات الحكومية الأخرى , قاموا مؤخراً بإغلاق وتغريم عدد من المعاهد والمراكز التدريبية الأهلية , لوجود بعض التجاوزات المهنية والنظامية , لعلكم تفيدوننا بمعلومات إضافية عن ذلك ، وماهية الإجراءات التي تتخذ ضد المخالفين للتعليمات والإجراءات النظامية؟ الزهراني: التدريب الأهلي يأتي مواكباً للتدريب في القطاع الحكومي ، وتحرص المؤسسة على جودة التدريب في المعاهد والمراكز الأهلية كما هو في الكليات التقنية والمعاهد المهنية ومجلس التدريب التقني والمهني بمنطقة مكةالمكرمة يعمل على ذلك من خلال تطبيق القواعد التنفيذية للائحة التدريب الأهلي في منشآت التدريب الأهلية . لذا فقد تم إغلاق عدد من المراكز والمعاهد الأهلية غير المرخصة من قبل المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني والتي سجلت عليها كثير من المخالفات ومنها: التدريب دون الحصول على ترخيص بالتدريب ، وعمل الدورات المختلطة من الرجال والنساء ، والإيحاء للمتدربين بأن الدورات معتمدة من قبل المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني ، وتكليف مدربين بالتدريب وهم غير مؤهلين ولا يحملون شهادات في ذات التخصص وبهذه المناسبة أتوجه ب جزيل الشكر والتقدير لمقام إمارة منطقة مكةالمكرمة على دعمها ومساندتها في معالجة وتصحيح تلك المخالفات وذلك لحماية المواطنين والمقيمين من مخالفات هذه المعاهد والمراكز. وقد تم توجيه عدد من الإشعارات بإلغاء ترخيص 18 معهداً ومركزاً وإيقاف الإشراف عن عدد 10 من المعاهد والمراكز الأهلية التي يشرف عليها المجلس. وأناشد من هذا المقام المتدربين والمتدربات الراغبين في الالتحاق بأحد معاهد أو مراكز التدريب بضرورة التأكد من أن المعهد أو المركز الأهلي حاصل على (الرخصة) وان جميع البرامج والدورات معتمدة من قبل المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني مضيفاً أن اللائحة ضمنت حقوق المتدربين والمتدربات من خلال تطبيق اللائحة بحق منشآت التدريب الأهلي المخالفة. "الرياض": زف مجلس التدريب التقني والمهني 74 شاباً للعمل في المنشآت الصغيرة . هل لكم أن تحدثوننا عن هذا المشروع؟ الزهراني: إن مراكز المنشآت الصغيرة والمتوسطة بالمؤسسة العامة للتدريب التقني تقدم رسالة تهدف إلى دعم وتعزيز فكر العمل الحر لدى أفراد المجتمع المؤهلين وتشجيعهم على إنشاء مشاريعهم الخاصة ودعم القائم منها، حيث أن من أهدافها تحفيز ومساعدة الخريجين والشباب المهني على تأسيس مشاريعهم الخاصة لتساهم في تنمية الاقتصاد الوطني ونشر الوعي بأهمية العمل الحر من خلال إقامة برامج تدريبية ومحاضرات توعوية مع التأكيد على ضرورة احتواء المناهج بالوحدات التدريبية على ما يعزز هذا الوعي التجاري والمهني. والعمل على توفير فرص أعمال جديدة ذات مردود إيجابي على الاقتصاد الوطني. والمساهمة في تطوير المنشآت الصغيرة القائمة والعمل على مساندة المتعثر منها وتقليل مجالات الاعتماد على العمالة الأجنبية وتوفير فرص عمل حقيقة تساعد على تحسين النمو الاقتصادي والاجتماعي إضافة إلى تقديم اقتراحات ودراسات تساعد على توفير البيئة التنظيمية المناسبة لهذه المنشآت.
