أشاد متحدثون في ندوة عقدت في نادي دبي للصحافة حول الانتخابات الهندية الأخيرة وتبعاتها السياسية بخيارات الشعب الهندي و رأوا فيها تعبيراً عن روح التعددية والعلمانية في البلاد التي تضم تقريبا كل الديانات في العالم، بالإضافة إلى مئات اللغات والهويات الثقافية والعرقية وطيف واسع من الاتجاهات السياسية. وقد شارك في الندوة التي أدارها أخصائي تطوير الأفكار في نادي دبي للصحافة شاهجهان مادامبات مجموعة من المفكرين والإعلاميين من الهند منهم المؤرخ البروفيسور ك. ن. بانيكار،والخبير في شؤون الشرق الأوسط البروفيسور جيريجش بانت، والمختص في الدراسات العربية الدكتور مجيب الرحمن، ،والكاتب الصحافي أتول أنيجا، وكلهم من الأسماء البارزة في كبرى المؤسسات الأكاديمية والإعلامية في الهند. وقال البروفيسور بانيكار، أحد أبرز المؤرخين الهنود ورئيس مؤتمر التاريخ الهندي، ونائب الرئيس السابق لجامعة سنكاراتشاريا، إن الانتخابات الأخيرة أثبتت نجاحاً ملحوظاً للعملية الديمقراطية في الهند. وأضاف: "كانت الانتخابات الأخيرة طبيعية للغاية، بمعنى أنه لم يكن هناك قضية حساسة ظهرت خلال الحملات الانتخابية لمختلف الأحزاب. ومن المثير للاهتمام أن القضايا المحلية هي التي شغلت عقول الناخبين وليس القضايا الوطنية. كما كان هناك تطور مهماً برز في انخفاض نسبة التصويت للأحزاب الإقليمية بالرغم من جولاتها الانتخابية في معظم الولايات. كذلك أفرزت العملية الانتخابية تطوراً بالغ الأهمية ومرحب به وهو هزيمة الأحزاب المحلية التي عانت في معظم الولايات. وأخيراً ، فإن هزيمة اليسار من المرجح أن تشجع على تجاهل الحكومة لبرامج محاربة الفقر التي اعتمدتها الحكومة السابقة تحت ضغط الأحزاب اليسارية، والشروع في سياسة كارثية نحو مزيد من التحرر والعولمة". بدوره أشار أتول أنيجا، المراسل الخاص لصحيفة "ذا هيندو" في الشرق الأوسط، إلى إن السياسة الخارجية للهند مع الإدارة الحالية ستقوم على أساس المصالح الذاتية وقال: "أعتقد أن المحور الأساسي الذي ستدور حوله السياسة الهندية سيكون أمن الطاقة. ولا شك أن الشرق الأوسط والدول العربية، وخاصة دول الخليج، تمثل أهمية قصوى في هذه المعادلة. في حين من المرجح أن تشهد العلاقة مع باكستان تحسناً ملحوظاً، فربما تلجأ الحكومة إلى إعادة الاتصال بجارتها بعد أن قطعت العلاقات في أعقاب الهجمات الإرهابية على مومباي في نوفمبر 2008". وأضاف: "ستسعى الحكومة إلى موازنة العلاقة الحميمة المتنامية مع الغرب وخاصة الولاياتالمتحدة، من خلال تحسين العلاقات التجارية مع شانغهاي. فالعلاقات مع الصين ممتازة على الصعيد الاقتصادي، إلا أن المشهد السياسي لا يزال متوتراً، وستضطر الحكومة لاتخاذ تدابير إستباقية للتعامل مع هذا الوضع. وعموماً ، فإن اتجاه السياسة الخارجية للبلاد سيكون أكثر ديناميكية وشمولية". من جانبه رجّح البروفيسور جيريجش بانت، نائب رئيس جامعة دوون، والأستاذ السابق لدراسات الشرق الأوسط في جامعة جواهر لال نهرو، أن تتخذ الحكومة الجديدة نهجاً أكثر مهنية على صعيد السياسة الخارجية والسياسة الاقتصادية الخارجية، بدلاً من الانغماس في الرمزية والشعارات. وقال: "لا شك أن العلاقات الاقتصادية مع دول مجلس التعاون الخليجي ستشهد تحسناً كبيراً.