سبق وأن كتبت مراراً وتكراراً، وفي هذه الزاوية تحديداً، أن مجموعة "سبيس تون" تقوم بقفزات واسعة في تأسيس قاعدة جماهيرية ضخمة، من أطفال العالم العربي، سواءً عبر دبلجاتها لكثير من أعمال الأنمي الياباني أو الكوري مؤخراً، كما تشتري حقوق عرض كثير من المسلسلات التي دبلجت في فترات سابقة إبان السبعينات أو الثمانينات من القرن المنصرم، الفترة الذهبية لانتشار الأنمي في عالمنا العربي. وحتى لا أضيع في متاهة النضال مع أو ضد، فإني أرغب في الحديث عن الوافد القديم الجديد الذي وفد على سماء سبيس تون، أقصد به المسلسل الشهير والمدبلج إلى العربية باسم "أنا وأخي"، والذي يعرض هذه المرة مضافاً إليه شريط ترجمة خاص بذوي الاحتياجات الخاصة، تم فيه مراعاة اختزال الحوار إلى الحد الأدنى ليتيح متابعة أكثر راحة وسهولة. مدهش هذا الاهتمام والذي قد يبدو طبيعياً في أماكن أخرى من العالم، لكن هذا التأخر الطويل، أثمر شيئاً في النهاية. الملفت في نظري بل وأكثر من مسألة شريط الترجمة، والذي كان يجدر حضوره منذ سنين، هو اختيار المسلسل، والذي أعتقد أنه كان موفقاً للغاية، فالمسلسل قوي من ناحية شد انتباه الطفل، كما أنه ملئ بالرسائل التربوية والأخلاقية، والتي يسجلها الصغير قبل الكبير.لقد سبقت أن قدمت قناة الجزيرة للأطفال برنامجاً رائداً اسمه "بكل اللغات"، خصص للتعامل بشكل تفاعلي مباشر مع ذوي الاحتياجات الخاصة، هذا البرنامج الغني بالألوان والصور والحركة والمواقف الجميلة والظريفة، حقق سبقاً ونجاحاً أظنه متوقعاً من قبل منتجي البرنامج الذين عرف عنهم الجودة والإتقان، لكن الوافد الجديد عمل رسومي، مما يحقق اختلافاً نوعياً، وهو ما سيخلق منافسة جديدة، الرابح فيها أطفالنا الذين ابتلاهم الله بفقدان نعمة لا يقدرها كثير ممن يملكها.