سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
القاهرة: المؤتمر العالمي لتجديد الفكر الاسلامي يناشد العالم وقف اجراءات تنفيذ قرار توقيف البشير آل الشيخ: المملكة اهتمت بتطوير الاجتهاد الفقهى وتطوير الفكر الإسلامي
ناشد المؤتمر العالمي لتجديد الفكر الاسلامي، المجتمع الدولى ومؤسساته وقف اجراءات تنفيذ قرار المحكمة الجنائية الدولية الخاص بتوقيف الرئيس السوداني عمر البشير وذلك تجنبا للتداعيات السلبية التى تنجم عن تنفيذ هذا القرار وماتبعه من تهديد لإستقرار المنطقة بأكملها. وطالب المؤتمر، الذى نظمه المجلس الاعلى للشؤن الإسلامية بوزارة الأوقاف المصرية بمشاركة 80 عالما ومفكرا اسلاميا من مختلف دول العالم العربية والاسلامية، في بيانه الختامي أمس «الأحد»، ببذل الجهود من أجل تسجيل جرائم الحرب التى اقترفتها إسرائيل فى عدوانها الأخير على قطاع غزة وإتخاذ الإجراءات لرفعها إلى المحكمة الجنائية الدولية . وناشد البيان الختامي للمؤتمر المجتمع الدولي تجنب الإزدواجية فى المعايير التى تطبقها مؤسساته فى بعض الاحيان لاسيما اذا كان الامر يتعلق بإسرائيل وما ترتكبه من عدوان مستمر على الشرعية الدولية . وأكد المؤتمر حق كافة الدول فى امتلاك الطاقة النووية للاغراض السلمية ودعا لمنع إنتاج أسلحة نووية فى أي مكان بالعالم وناشد الاممالمتحدة ومنظمة الطاقة النووية ان تحقق ما يدعو اليه العالم العربي لجعل منطقة الشرق الاوسط منطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل. وأوصى المؤتمر الدول التى لديها مشاكل تتعلق بالتعايش بين مواطنيها ببذل أقصى الجهد لإنهاء تلك المشاكل وحلها داخليا حتى لاتكون ذريعة للتدخل الخارجى . ونبه المؤتمر الي أن التجديد فى الفكر الإسلامى لايعني إهمال ثوابت الدين أو الخروج على مسلماته، بل يستهدف العودة بالإسلام نقياً صافياً كما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم. وأوصى المؤتمر علماء الأمة ومجتهديها ومؤسساتها الإسلامية والمجامع والمنظمات الإسلامية ببذل أقصى جهدهم وطاقاتهم العقلية والفكرية لاتزال النصوص على الوقائع التى تستجد فى حياة الناس متبعين مناهج الفكر وأصول الفقه الإسلامى لكى يتمكنوا من مواجهة المشكلات والتحديات المستجدة التى تواجه الأمة بشكل دائم فى الوقت الحاضر. وطالب المؤتمر المجامع الفقهية المنتشرة فى سائر أنحاء العالم الإسلامى التنسيق فيما بينها والاستعانة بأهل الخبرة فى مختلف المشكلات ليوضحوا الأبعاد المختلفة للقضايا التى تحيط بالأمة فى الشؤون الصحية والعلمية والفكرية وغيرها، حتى يتفق الحكم مع التصور الدقيق للمشكلة عملا بقاعدة أن الحكم فى الشىء فرع عن تصوره. ودعا المؤتمر الدول والمنظمات الإسلامية والعلماء والفقهاء إلى أن يعيدوا بلورة وصياغة العلاقة مع غير المسلمين في ضوء المتغيرات التى حدثت فى الساحة الدولية، ونشر ثقافة السلام الذى يعد القيمة الرئيسية التى تتوق الإنسانية إلى تحقيقها بعيدا عن الحروب والصراعات حيث آن الأوان لتصحيح فهم المسلمين لبعض المصطلحات الواردة فى تراثنا الإسلامي فى هذا الصدد، وذلك فى ضوء الواقع وتغييرات والتطورات التى جدَّت على الساحة الدولية. كما أكد المؤتمر الحاجة الماسة إلى تجديد الفكر الإسلامى وسائر مناهج العلوم الإسلامية خاصة فى مجال البحث في علوم العقيدة والفلسفة الإسلامية والفقه وأصوله عملا حتى تظل هذه العلوم مواكبة لتطور الحياة ومستجدات العصر . وأكد معالى وزير الشئون الاسلامية والاوقاف والدعوة والارشاد الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ رئيس وفد المملكة أهمية ما نتج عن المؤتمر من توصيات تحث على التجديد فى الفكر الإسلامي مع التأكيد على عدم إهمال ثوابت الدين أو الخروج على مسلماته بهدف العودة بالاسلام نقياً وصافياً كما جاء به الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم. ونوه معاليه فى تصريح له امس عقب الجلسة الختامية للمؤتمر بدعوة المؤتمر علماء الامة ومجتهديها ومؤسساتها الاسلامية والمجامع والمنظمات الإسلامية ببذل أقصى جهدهم وطاقاتهم العقلية والفكرية لإنزال النصوص على الوقائع التي تستجد فى حياة الناس متبعين مناهج الفكر وأصول الفقه الإسلامي لكى يتمكنوا من مواجهة المشكلات والتحديات المستجدة التى تواجه الامة بشكل دائم فى الوقت الحاضر. ولفت الى التوصيات العامة التى أكد عليها المشاركون فى المؤتمر والمطالبة بوقف إجراءات تنفيذ قرار المحكمة الجنائية الدولية الخاص بتوقيف الرئيس السوداني عمر البشير ودعوة المجتمع الدولي الى تجنب ازدواجية المعايير التى تطبقها موسساته لاسيما إذا كان الامر يتعلق بأسرائيل وما ترتكبه من عدوان مستمر على الشرعية الدولية. وأكد الشيخ صالح بن عبدالعزير آل الشيخ أن المملكة لديها عدة برامج مهمة فى تطوير الاجتهاد الفقهي وتطوير مناهج الفكر الإسلامي فضلا عن برامج مختلفة فى دعم وتبني حوار أتباع الاديان والثقافات.. مشيرا الى ما عقدته المملكة من عدة ملتقيات ومؤتمرات فى هذا الشأن. وقال معاليه أن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز (أيده الله) دعا الى فتح الحوار مع العالم وأيضا فتح الحوار الداخلى فى المملكة العربية السعودية ..لافتا الى المؤتمرات الثلاثة التى عقدتها المملكة فى مكة ومدريد والمؤتمر الذى دعت اليه الاممالمتحدة والخاصة بالحوار مع العالم بين أتباع الأديان والثقافات والتي كانت كلها تصب فى اشاعة روح السلام والحرص على أن يتبنى العالم بدلا من لغة الحرب والاستعلاء والاستعداء والخصام لغة الحوار والنقاش والتفاهم وهو ما صبت عليه المؤتمرات السابقة وهو أن الحوار هو البديل الامثل فى التفاهم بين أتباع الديانات والثقافات. وأضاف قائلا إن المملكة العربية السعودية على صعيدها الداخلى دعت الى حوار وطنى شامل وأقامت مركزاً ضخماً هو مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني والذي يلتقي فيه علماء ومفكرون وخاصة ومتخصصون وشباب أيضا لمناقشة القضايا الداخلية فى موضوعات الحوار. وأكد معالى وزير الشئون الاسلامية والاوقاف والدعوة والارشاد أن الاجتهاد هو مطلب دائم كما أن المملكة حريصة على أن تبقى الروح الاسلامية الفقهية متطلعة الى زمن قادم يكون أكثر معالجة لمشكلات الامة وأكثر نزولا لحاجة الناس لذلك جاءت تشكيلة هيئة كبار العلماء فى المملكة العربية السعودية فى الشهر الماضي بضم عدد اكبر من مذاهب مختلفة فى إطار المذاهب السنية فى المملكة ليزيد تمثيل المذاهب الاسلامية المختلفة وكل هذا يصب فى إطار التجديد فى الفكر الإسلامي وفى المناهج الاسلامية فى الفقه والسلوك والحوار. وأوضح معاليه أن المملكة العربية السعودية منذ تأسيسها حرصت على أن يكون القرآن الكريم هو دستورها فى الوقت الذى كان فيه الآخرون يبحثون عن دساتير فى الشرق والغرب وأنشأت فى كل منطقة ومحافظة جمعية خاصة لتحفيظ القرآن الكريم وقد بلغ عدد المنتمين الى هذه الجمعيات والمتعلمين من خلالها أكثر من 600 الف دارس ودارسة فى عموم المملكة العربية فضلا عن أنشاء مجمع الملك فهد لطباعة الصحف الشريف والذى طبع أكثر من 240 مليون نسخة من القرآن وترجمة معانيه الى أكثر من 50 لغة وهو ما يتم وفق برامج محددة من المملكة لدعم هذا الاتجاه القرآنى.. مشيرا الى أن المحاكم بالمملكة تحكم بما دل عليه القرآن والسنة واجتهادات العلماء الاسلامية وهو منحى تطبيقى لهداية القرآن والاخذ به.