سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
صدام يبرر الهزيمة ويتحدث في الوقت الضائع: «الخيانة» وراء سقوط بغداد.. دعا في حديث صحفي على لسان المحامي خليل الدليمي العراقيين إلى مقاطعة الانتخابات بوصفها «غير نزيهة»:
دعا الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين العراقيين على لسان محاميه إلى مقاطعة الانتخابات المزمع إجراؤها الشهر المقبل قائلا إنها ستكون «بالقطع انتخابات غير نزيهة». ونقل المحامي العراقي خليل الدليمي في حديث لصحيفة «الاسبوع» المصرية الاسبوعية تنشره في عددها الصادر اليوم الاثنين عن صدام قوله «إنهم يبحثون عن مشروعية كاذبة.. ستكون بالقطع انتخابات غير نزيهة لانهم يريدون عملاءهم ليبدوا كواجهة تحركها الايدي الاجنبية لذلك من الافضل على الشعب أن يقاطعها كلية». وقال الدليمي الذي التقى صداماً في معتقله منتصف الشهر الجاري إن الرئيس المخلوع كذب بشدة الرواية الامريكية لاعتقاله في حفرة قبل عام تقريبا مؤكدا أنه كان في منزل صديق له يصلي المغرب وفوجىء بالجنود الامريكيين حوله. وأضاف المحامي في حديثه للصحيفة إنه نقل لمكان احتجاز صدام في سيارة مصفحة أمريكية لم تمكنه من معرفة الطريق والتقاه في مكان مجهول وصل اليه بعد أن عبر داخل أنبوب اسطواني بقطر 35 مترًا تقريبا. وأشار الدليمي إلى أن صدّاماً علق على الرواية الامريكية لكيفية اعتقاله بالقول «أنا أعرف أنهم أساتذة في الدبلجة وقطعا توقعت أن يقدموني في صورة الإنسان المهان ليقولوا للعراقيين هذا هو رئيسكم.. هذه طريقتهم طريقة أفلام الكاوبوي السخيفة. إنهم خبراء في ذلك». وأضاف صدام- على لسان محاميه- «الحقيقة أنني كنت في دار أحد الاصدقاء الذين أثق فيهم في قضاء الدور محافظة صلاح الدين وكان الوقت قبل غروب الشمس وكنت اقرأ القرآن وعندما قمت لاداء صلاة المغرب، فجأة وجدت الامريكان حولي ولم تكن معي أية قوة للحماية في هذا الوقت وكان سلاحي بعيدا فتم أسري ثم اختطافي وتعرضت لابشع أنواع التعذيب في اليومين الاول والثاني ولو كنت أعلم بوجودهم لقاتلتهم حتى الشهادة». وتابع «فأنا لم أكن في حفرة ولا أقبل أن أكون في حفرة بل كنت أؤدي الصلاة ولا أدري ماذا حدث بعد ذلك فقد تعرضت للتعذيب والتخدير وقد أثر هذا التعذيب على ساقي اليسري ثم تم علاجي بعد ذلك». وحول عمليات المقاومة ضد القوات الامريكية وحلفائها، قال صدام على لسان محاميه في حديثه لصحيفة الاسبوع «أريد أن أقول لك إن المقاومة العراقية الباسلة أعدت نفسها جيدًا.. العراقيون لن يفرطوا في شرفهم كما يظن الامريكيون وأذنابهم من العملاء والتابعين». وأضاف «إن الصفحة الثانية من صفحات المعركة بدأت يوم 11/4/2003 أي بعد الاحتلال بيومين فقط.. لقد اجتمعت بالقادة العسكريين والسياسيين في هذا الوقت وقلت لهم: الان فلتبدأوا الصفحة الثانية من المعركة ولذلك ما يجري الان هو ليس وليد الصدفة ولا هو مجرد رد فعل عفوي». واعترف صدام بحدوث خيانة مكنت الامريكيين من احتلال بغداد بسهولة «كنا نعرف أن هذا اليوم قادم وكنا على ثقة بأن المعركة الكبري ستبدأ بعد احتلال بغداد وليس قبله.. نعم حدثت خيانة من فئة محدودة جدًا لكن الجيش العراقي البطل والمناضلين الاشاوس كانوا يعرفون أن الصفحة الثانية قد بدأت ولذلك استعدوا بكل ما يملكون من أجل هذا اليوم الذي لم يتوقعه الامريكيون أبدًا». وقال إن «الفلوجة البطلة.. لن تركع وأنا أعرف حجم المقاومة فيها.. خاصة أن أغلب كوادر المقاومة في هذه المنطقة هم من ضباط وجنود الجيش العراقي وكوادر جيش القدس وهم مدربون تدريبا عاليا ولديهم خبرات قتالية واسعة». وأضاف صدام على لسان محاميه أن الامريكيين سألوه عن المقاومة وعن نائبه السابق عزة الدوري «وقلت لهم: لو كان عزة الدوري في جفني لاطبقت عيوني عليه. أما عن المقاومة فقلت لهم عليكم بسجن كل الشعب العراقي إذا استطعتم فكل عراقي شريف هو في صف المقاومة». وقال المحامي إن صداماً وصف محاكمته بأنها «محاكمة غير شرعية وغير دستورية.. إنها صنيعة الاحتلال.. إنها تمثل اهانة للعدالة والقانون، مسرحية هزلية.. لقد شكلوا المحكمة بقرارات باطلة وتحت ظل الاحتلال وبيد الحاكم الامريكي وهذا يعني اغتصابا للسلطة الشرعية واعتداء سافراً على القانون العراقي والدولي على السواء». وحول معنويات الرئيس السابق، قال المحامي إن صداماً أكد له أن معنوياته مرتفعة جدا وإنه «صامد» و «متفائل» داخل السجن وإنه لا يشك «لحظة واحدة بتحقيق النصر بأقرب مما يتصور الكثيرون». وأضاف أن صداماً «قال لي لقد كتبت قصيدة داخل السجن لان السجن لا يمكن أبدًا أن ينال من ارادة العربي المناضل المدافع عن حقوق أمته». من ناحية أخرى شن صدام هجوما عنيفا على إيران وحكومتها واتهمها بالوقوف وراء مذبحة حلبجة للاكراد في شمال العراق عام 1988 وبالسعي لزرع الفتنة في البلاد بغية بسط سيطرتها عليها بالكامل. وقال «أحذر من غدر إيران وتدخلها السافر في شؤون العراق.. إنها تقف وراء محاولة بث الفتنة لانها لا تريد فقط أن تقتطع الجنوب العراقي لتلحقه بالدولة الفارسية الشيعية ولكنها أيضا تريد الاستيلاء على كل العراق». وأضاف «الامريكان يعرفون من وراء ما حدث في حلبجة إن لديهم المعلومات والوثائق التي تؤكد أن إيران هي التي ضربت حلابجة.. لقد كنا مشغولين بالحرب مع إيران في هذه الفترة فقامت القوات الايرانية بالهجوم على حلابجة.. واستعانوا في هذا الوقت ببعض العملاء من الاكراد». وأشار إلى أن الامريكيين عرضوا عليه الاعتراف بإسرائيل مقابل رفع الحصار عن العراق قائلا «لقد حاولوا معي كثيرا بعثوا إليّ برسائل عبر قيادات وشخصيات عربية ودولية.. كانوا يريدون مني أن أبدي الاستعداد للاعتراف بدولتهم المزعومة إسرائيل لكنني رفضت بكل قوة». وقال المحامي إنه سأل صداماً عما إذا كان يريد أن يبعث برسالة إلى أسرته، فقال «عائلتي ليست 4 نفرات (رغد وحلا ورنا وساجدة الزوجة) ولكن العراق والامة كلها هم عائلتي، لقد استشهد عدي وقصي والحفيد مصطفى.. إنهم فداء للعراق لقد قاتلوا حتى اللحظة الاخيرة ورفضوا الهروب، لم يكن وارداً للحظة واحدة أن نغادر العراق أو نهرب كالجبناء بحثا عن حياة رخيصة». وأضاف صدام «كانت هناك عروض عديدة قد قدمت ولكنهم لا يعرفون صدام حسين ولا يعرفون أن العراقي الشريف لا يقبل إلا بعيشة شريفة.. أما العملاء فهم وحدهم الذين يهربون ويحتمون بالاجنبي.. أنصحهم بإعادة قراءة تاريخ العراق من نبوخذ نصر لصدام حسين ليعرفوا الانسان العراقي إن لم يكونوا قد عرفوه بعد، فالمقاومة البطلة ستقول لهم حتماً من نحن ومن هم والقادم أكبر بكثير».