عزا مستشار في الطب النفسي تدهور العلاقات الاجتماعية وانتشار المشكلات السلوكية في المجتمع إلى تغيرات في الأنماط الثقافية والعلاقات الاجتماعية والضغوط الاقتصادية وما صاحب هذه التغيرات من أفكار وافدة تزامن مع ركود معرفي وتبدل قيمي في البيئة العربية المسلمة. وذكر أستاذ الطب النفسي بجامعة الملك سعود الدكتور عبد الله السبيعي خلال مشاركته في الملتقى الثاني للصحة النفسية بكلية التربية الأقسام الأدبية بالرياض أن الصحة النفسية في العالم العربي تعاني من أزمة حقيقية إذا ما قورنت بالمجالات الطبية الأخرى فهناك عوائق ثقافية نتيجة انخفاض وعي المجتمع بالطب النفسي إضافة إلى العوائق المتعلقة بالجانب المهني لدى الممارسين والإداري بسبب نقص المختصين والخدمات وأكاديمياً بما يختص بالتدريب والبرامج التعليمية في المجال النفسي. كما بين الدكتور محمد التويجري أستاذ علم النفس بجامعة الإمام محمد بن سعود في ورقته حول الإعلام والصحة النفسية (تأثير متبادل) أن الإعلام أصبح شريكاً أساسياً في التنشئة الاجتماعية فالأطفال اليوم يقضون 20- 30ساعة في الأسبوع أمام التلفزيون بينما ينصح علماء النفس بأن لا تزيد مشاهدة الطفل للتلفزيون على 35دقيقة في اليوم. وأضاف قائلاً : إن هذا تسبب في مشكلات كثيرة في محيط الأسرة حسب دراسة أجريت على عينة من الكويتيين حيث توصلت الدراسة إلى أن سبب المتاعب الصحية والأسرية والانصراف عن الصلاة والمذاكرة والعنف والعدوانية وتولد عدم الثقة في الآباء والمربين نتيجة النماذج السيئة ومواقف الكذب والخداع التي تصدر عنهم ونزع الحياة من البيوت بسبب ما يعرضه التلفاز من أفلام مشوهة عن الحياة الزوجية والعلاقات الأسرية، كما ذكر التويجري الآثار الايجابية للإعلام على الصحة النفسية من خلال ما يعرضه من برامج حوارية واستشارات نفسية واجتماعية والبرامج التدريبية الموجهة للأسرة والفرد والتي تعنى بتطوير الذات. وقد تعرضت في ذات اللقاء الأخصائية الاجتماعية هدى بخاري من مجمع الأمل للصحة النفسية إلى أنواع الاضطرابات النفسية والعقلية وذكرت أسبابها وعلاجها من خلال الاستشهاد بإحدى الحالات بالمجمع كما نددت بالنظرة القاصرة للمريض النفسي وعدم إعطائه حقه ودعمه لتخطي أزمته.