عشر سنوات من عمري خلف القضبان دفعتها ثمناً للمخدرات

سرقت ذهب أمي للحصول عليها.. متعافى:

في عالم المخدرات شباب مراهقون..
وكبار تاهت بهم السبل.. أرواح قلقة وبيوت مهدمة لا تعرف الاطمئنان.. كم من فتى أضاع مستقبله.. وكم من فتاة تعيش في عالم المجهول.. قصص وحكايات..
ربما لا تراها ولكن ضحاياها وآثارها
واضحة لمن يعيشون في دائرة الظلام
والوهم.. دائرة المخدرات.
؟ تواصل صفحة الأمانة العامة للجنة الوطنية لمكافحة المخدرات حوارها مع المتعافين من الإدمان وهم يحكون مرارة أيام التعاطي وما مروا به من ألم وحسرة في عالم الضياع ليحدثنا احد التائبين عن حياته قبل وبعد التعاطي وكان معه هذا الحوار:
اسمي/ف. م. م
وابلغ من العمر/ 38سنة
وحالتي الاجتماعية/ أعزب
وعاطل عن العمل
@ كيف بدأت مأساتك مع المخدرات؟
حب استطلاع.. وكانت البداية حشيش مباشرة بحكم ان أبناء عمي كانوا يتعاطون المادة أمامي والآن فيهم مختل عقلياً.. والآخر والحمد لله تاب واستمر في التعافي.
ومن بعدها تعاطيت حبوب الكبتاجون، والهيروين وهذه المادة بالذات هي التي هدت حيلي وكنت آخذها على فترات لمدة ثلاث سنوات غير متواصلة. والا مت من زمان.
@ ماهي ابرز صور المعاناة التي تعرضت لها؟
- تعاطي المخدرات وفصلي من عملي... وكانت لي بداية طريق الانحراف.
@ موقف حصل لك وتتمنى من الله ألا يعود هذا الموقف ولا يحصل لغيرك؟
- أولاً: تعاطي المخدرات وثانياً وفاة والدي وأنا في السجن اقضي عقوبة التعاطي التي جعلتني اقضي خلف القضبان ما يقارب عشر سنوات وسبعة اشهر من عمري، وكل ذلك بسبب تعاطي المخدرات.. وأتمنى ان اكون عبره وألا يحصل هذا الموقف المهين لأحد.
@ هل حاولت البحث عن علاج؟
- نعم حاولت اكثر من مرة قبل دخولي السجن ولم استطع وكان أخي الأكبر هو من يأخذني لمستشفى الأمل وبعد خروجي انتكست والآن لي سنة وأربعة اشهر والحمد لله وأراجع مستشفى الأمل، وقد تسألني كيف عشر سنوات داخل السجن ولم تتوقف وأقول نعم فقد كانت تأتينا في السجن بطريقة أو أخرى.
@ رسالتك لمن يظن ان علاج "أي مشكلة قد يواجهها تكون بواسطة المخدرات"؟
- لا اظن هذا صحيح وقد اهلكتني المخدرات بسبب هذه النظرية التي عالجت بها نفسي ولم يدر بخلدي يوماً من الأيام سوف اتوقف عن المخدرات فهي طريق لا عودة منه الا لمن رحمهم الله ولقي من يعالجه وينصحه في بداية الطريق. وهذا الواجب على الجميع ان ينظروا للمتعاطي بأنه شخص مريض.
@ مواقف ندمت فيها؟
- سرقتي لذهب الوالدة كاملاً حينما كنت اتعاطى المخدرات ودعت علي ولم يهمني شيء وأتذكر كلامها (رح الله لا يردك ولا يوفقك) وفعلاً لم يوفقني الله، حتى يومي هذا بسبب تلك الدعوة، ولكن الحمد لله انها مازالت على قيد الحياة لكي اقبل قدميها وابحث عن رضاها عني وأقوم برعايتها وأسأل الله القبول والهداية والثبات.
@ ماذا تقول للوالدين؟
- بالنسبة لي اقول رحمك الله يا والدي الذي ودع الدنيا ولم يذق مني خدمة ولم اكن بجانبه اثناء رحيله. بسبب التعاطي والسجن.
وأقول للوالدين احرصوا على أبنائكم وقد قالها غيري الكثير ولكن لا تحرق النار الا رجل واطيها.
@ ماذا تقول للمجتمع؟
فقط اقول تقبلوا المتعافى فهو بحاجتكم.
@ ماذا جنيت من تجربة التعاطي؟
- ضياع نفسي وعمري الذي قضيت اغلبه بالسجن وضياع صحتي ومالي ووظيفتي والآن انا صفر اليدين من جراء تعاطي المخدرات التي كانت بدايتها لذة ساعة واحدة وداء استمر لمدة ثلاثة وعشرين عاماً.
@ ماهو شعورك بعد التعافي؟
- الحياة والسعادة من جديد وأهم من ذلك صحتي التي بدأت ترجع رويداً رويداً وذهاب الخوف الذي كان يعتريني طيلة فترة التعاطي من السلطات الأمنية وذلك يرجع لما اقدم عليه من فعل لا يرضي احداً.
@ كلمة أخيرة؟
- اوجه الشكر والتقدير والامتنان لأخي الأكبر فهو الذي دلني على الطريق السليم وذهب بي لمستشفى الأمل وتابع حالتي ودائماً ما ينصحني كل يوم أسأل الله له دوام الصحة والعافية وأن أكون عند حسن ظنه وأشكر سمو وزير الداخلية - رئيس اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات الذي شملتنا مكرمته أطال الله في عمره بأداء فريضة الحج ومعي زملائي المتعافون العام الماضي واغتسلنا من ماء زمزم وعاهدنا الله من صعيد عرفات الطاهر الا نعود للتعاطي. ونحن والله ندعو له بظهر الغيب لما حققه لنا من امنيات ستكون ان شاء الله سبباً قوياً لإصرارنا على الاستمرار بالتعافي.