تظهر للعيان أهمية الدور الذي تلعبه المؤسسات الثقافية والإعلامية في نجاح حوار الأديان الذي جاء نتيجة لمبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز والذي يهدف الى اعادة فتح حوار ثقافي وحضاري بين الأديان السماوية الثلاث، وبشكل خاص الحوار الإسلامي - المسيحي الذي يحمل في اعماقه ابعاد اللقاء بين الشرق والغرب، ويعلن عن نفسه كمشروع مضاد لأنصار نظرية صدام الحضارات، ويدين جميع مظاهر ازدراء الاديان، ويعترف بالتعددية الثقافية للأمم والشعوب، وهو حوار ينبغي أن يعنينا جميعاً، خاصة بعد محاولات التشويه الذي يتعرض له الإسلام في الغرب منذ أحداث سبتمبر. وعن امكانية نجاح المؤتمر صرح الاستاذ محمد العبيكان الرئيس التنفيذي لشركة مكتبة العبيكان، ان الحوار هو الوسيلة المثلى لتحقيق التعايش بين الشعوب والأمم، وان فرص نجاح المؤتمر ليست قليلة بشرط أن يتخذ اللقاء شكل حوار ثقافي وحضاري بين الاطراف، ويتم تجنب الخوض في المسلّمات العقَديّة قدر الامكان، الأمرالذي يمكن أن ينتهي بالمشروع بأكمله لاقدر الله الى نوع من "حوار الطرشان". وأوضح العبيكان بأن مهمة حوار الأديان تقع على عاتق الجميع، ويقع الدور الأساسي على عاتق المؤسسات الرسمية، لكن مؤسسات القطاع الخاص الثقافية، ودور النشر بشكل خاص تستطيع لعب دور مهم جداً فيما لو لقيت الدعم والتشجيع من الجانب الحكومي .. والناشرون العرب بحكم تواصلهم مع نظرائهم من الناشرين الأجانب في المؤتمرات والمعارض الدولية يستطيعون نقل الرسالة بشكل مباشر إلى مراكز الفعالية الثقافية والإعلامية في دول الغرب. وأبان العبيكان بأن كتاب أطلس الأديان الذي صدر عن مكتبات العبيكان العام الماضي، والذي يمكن اعتباره بحق جزءاً من خارطة طريق ثقافية ونفسية، من الضروري رسمها بوضوح كاف في ميدان حوار الأديان، فالكتاب يقدم بشكل موضوعي الرؤية الإسلامية المتفهمة والمتسامحة تجاه الآخر، ومن المهم جداً ترجمته الى عدة لغات لإيصال الرسالة الى الغربيين في أمريكا والقارة الأوروبية، وهذا مشروع ضخم يتطلب دعم وتمويل وتشجيع الجهات الحكومية ولا يمكن أن يقوم بدون هذا الدعم.