نائب وزير الخارجية يلتقي نائب وزير خارجية أذربيجان    «التجارة» ترصد 67 مخالفة يومياً في الأسواق    وزير الطاقة: 14 مليار دولار حجم الاستثمارات بين السعودية وأوزبكستان    سعودية من «التلعثم» إلى الأفضل في مسابقة آبل العالمية    «الاحتفال الاستفزازي»    فصول ما فيها أحد!    أحدهما انضم للقاعدة والآخر ارتكب أفعالاً مجرمة.. القتل لإرهابيين خانا الوطن    وفيات وجلطات وتلف أدمغة.. لعنة لقاح «أسترازينيكا» تهزّ العالم !    ب 3 خطوات تقضي على النمل في المنزل    في دور نصف نهائي كأس وزارة الرياضة لكرة السلة .. الهلال يتفوق على النصر    لجنة شورية تجتمع مع عضو و رئيس لجنة حقوق الإنسان في البرلمان الألماني    الخريجي يشارك في الاجتماع التحضيري لوزراء الخارجية للدورة 15 لمؤتمر القمة الإسلامي    الجوازات تبدأ إصدار تصاريح دخول العاصمة المقدسة إلكترونيًا للمقيمين العاملين    136 محطة تسجل هطول الأمطار في 11 منطقة بالمملكة    شَرَف المتسترين في خطر !    انطلاق ميدياثون الحج والعمرة بمكتبة الملك فهد الوطنية    الأسهم الأمريكية تغلق على ارتفاع    الرياض يتعادل إيجابياً مع الفتح في دوري روشن    مقتل 48 شخصاً إثر انهيار طريق سريع في جنوب الصين    تشيلسي يهزم توتنهام ليقلص آماله بالتأهل لدوري الأبطال    وزير الدفاع يفتتح مرافق كلية الملك فيصل الجوية ويشهد تخريج الدفعة (103)    ليفركوزن يسقط روما بعقر داره ويقترب من نهائي الدوري الأوروبي    كيف تصبح مفكراً في سبع دقائق؟    قصة القضاء والقدر    تعددت الأوساط والرقص واحد    كيفية «حلب» الحبيب !    يهود لا يعترفون بإسرائيل !    اعتصامات الطلاب الغربيين فرصة لن تعوّض    من المريض إلى المراجع    رحلة نجاح مستمرة    أمير جازان يطلق إشارة صيد سمك الحريد بجزيرة فرسان    الحزم يتعادل سلبياً مع الأخدود في دوري روشن    « أنت مخلوع »..!    بيان صادر عن هيئة كبار العلماء بشأن عدم جواز الذهاب للحج دون تصريح    القبض على فلسطيني ومواطن في جدة لترويجهما مادة الحشيش المخدر    مركز «911» يتلقى (2.635.361) اتصالاً خلال شهر أبريل من عام 2024    نائب أمير الرياض يؤدي صلاة الميت على عبداللطيف بن عبدالرحمن آل الشيخ    الذهب يستقر برغم توقعات ارتفاع أسعار الفائدة الأمريكية    محافظ بلقرن يرعى اختتام فعاليات مبادرة أجاويد2    تألق سانشو لم يفاجيء مدرب دورتموند أمام سان جيرمان    مباحثات سعودية فرنسية لتوطين التقنيات الدفاعية    المملكة: الاستخدام المفرط ل"الفيتو" فاقم الكارثة بفلسطين    "شرح الوصية الصغرى لابن تيمية".. دورة علمية تنفذها إسلامية جازان في المسارحة والحُرّث وجزر فرسان    منتدى المياه يوصي بزيادة الاستثمار في السدود    للتعريف بالمعيار الوطني للتطوع المدرسي بتعليم عسير    هاكاثون "هندس" يطرح حلولاً للمشي اثناء النوم وجهاز مساعد يفصل الإشارات القلبية    مستشفى خميس مشيط للولادة والأطفال يُنظّم فعالية "التحصينات"    السعودية تدعو لتوحيد الجهود العربية لمواجهة التحديات البيئية التي تمر بها المنطقة والعالم    "التخصصي" العلامة التجارية الصحية الأعلى قيمة في السعودية والشرق الأوسط    انعقاد أعمال المنتدى العالمي السادس للحوار بين الثقافات والمؤتمر البرلماني المصاحب في أذربيجان    المنتخب السعودي للرياضيات يحصد 6 جوائز عالمية في أولمبياد البلقان للرياضيات 2024    مبادرة لرعاية المواهب الشابة وتعزيز صناعة السينما المحلية    الوسط الثقافي ينعي د.الصمعان    ما أصبر هؤلاء    حظر استخدام الحيوانات المهددة بالانقراض في التجارب    هكذا تكون التربية    أشاد بدعم القيادة للتكافل والسلام.. أمير نجران يلتقي وفد الهلال الأحمر و"عطايا الخير"    إنستغرام تشعل المنافسة ب «الورقة الصغيرة»    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



223معتقلاً غير عراقي بينهم 26سعودياً و 13سيدة في سجوننا
قائد المعتقلات الأمريكية في العراق يتحدث إلى "الرياض":
نشر في الرياض يوم 04 - 05 - 2008

منذ الغزو الأمريكي عام 2003لحق بالعراق الدمار والخراب وألمت به الشدائد والمصائب وتحولت بلاد الرافدين إلى ساحة اقتتال وتصفية حسابات بين الأحزاب والجماعات العراقية والميليشيات التابعة لها، وتدخلت قوى أجنبية وإقليمية لقلب المعادلات وتصفية حساباتها مع العراق الجريح أو مع خصومها الذين رأت فيهم قوى تنازعها النفوذ والمطامع والمغانم، وكثر الاقتتال والاعتقال وتفشى العنف ما بين مؤيد للاحتلال ورافض له، وهُجّر ملايين العراقيين إلى الدول المجاورة هرباً من بطش المحتل وأدواته، وسالت الدماء وتطايرت الرؤوس والجماجم، وملأ صراخ الأطفال اليتامى وعويل الأرامل والثكالى سماء العراق، وكل هذا أتى بعد ما بُشِر العراقيون ان هنالك ديمقراطية جديدة آتية على ظهور الدبابات، ولكن سرعان ما تحولت من "ديمقراطية التحرير" الى "الاحتلال والتهجير"، وتفشي الفقر والبطالة والاقتتال الطائفي، وتشييد المعتقلات وتقسيم البلاد بقوالب اسمنتية، وما سمي بديموقراطية "أبو غريب" وهي اشارة الى سجن "ابو غريب" الذي تم فيه اعتقال آلاف العراقيين والعراقيات وتم الاعتداء عليهم بطرق وحشية لم يعرفها العراق رغم ما ارتبط به سمة العنف.
وحول هذا الشأن تحدث اللواء دوغلاس ستون قائد المعتقلات الأمريكية في العراق، في مقابلة خص بها "الرياض" قائلاً أن استعادة المعتقلات الأمريكية في العراق لمصداقيتها أمر ليس سهلاً، وأكد أن القوات متعددة الجنسيات تبذل جهدها في العراق لتحقيق الأمن والاستقرار هناك، وحدد الميجور جنرال ستون أعداد المعتقلين العراقيين بنحو 23500معتقل بينهم 13سيدة، وغير العراقيين ب 223بينهم 26سعودياً رافضاً الكشف عن أسمائهم مبرراً ذلك بمخالفته للقانون الدولي والأمن الفردي للمعتقل إلا أنه زودنا بصور تبين ملامح ووضع وتحركات المعتقلين السعوديين والعرب داخل المعتقلات الأمريكية في العراق.، وقال ان هذه الأعداد تشهد تناقصاً مضطرداً في الفترة الحالية.
واشاد ستون بالتنسيق والتعاون القائم بين الحكومة العراقية وحكومة المملكة العربية السعودية والقوات متعددة الجنسيات في العراق، والجهود التي تبذلها المملكة لمكافحة الإرهاب وبرامج إعادة التأهيل والتوعية التي تتبعها السلطات السعودية.
وشدد دوغلاس ستون على ان المعتقلين في العراق يحظون بالمعاملة اللائقة، التي تحكمها ضوابط القانون الدولي ومعاهدة جنيف، والمسؤولية الأخلاقية الأمريكية تجاه الشعب العراقي على حد تعبيره. كما نفى المسؤول العسكري الأمريكي بشدة الشائعات التي تفيد باستمرار عمليات التعذيب في المعتقلات.
وربط الميجور جنرال ستون الإفراج عن معتقلي مسؤولي النظام العراقي السابق والبالغ عددهم 63معتقلا، بطلب موقع بشكل جماعي من قبل الرئيس العراقي ورئيس الوزراء ورئيس البرلمان، نافياً أن يكون قد استلم هذا الطلب.
وفيما يلي نص الحوار الذي خص به اللواء دوغلاس ستون "الرياض"، والذي بدأناه بعرض صور عمليات التعذيب المشينة التي شهدها معتقل "أبوغريب" عام 2004أمامه مستفسرين:
@ هل تمت معاقبة هذه المجندة الأمريكية التي تظهر في الصورة وهي تسحب معتقلاً عراقياً عارياً وقد ربط بحبل في عنقه؟
- هذا أمر مؤكد، أنا واثق بأنها قد قدمت إلى المحاكمة وقد نالت عقابها، إلا أنني وقتها لم أكن في العراق ولم أكن المسؤول عن عمليات الاعتقال في تلك الفترة.
@ ما هي المهمة التي تقوم بها في العراق .. هل تعمل على تحسين سمعة المعتقلات الأمريكية ومحاولة محو صور التعذيب من ذاكرة المواطن العراقي وذاكرة العالم؟
- مهمتي في العراق تنحصر في العمل على استقرار العراق وأمنه، ونحن نبذل قصارى جهودنا لتحقيق الأمن والسلام والاستقرار لمواطني العراق. وفي الحقيقة نحن نعمل أيضاً على تحسين صورة قواتنا في عيون العرب والعراقيين، خصوصاً بعد الصدمة التي طالتنا جميعا جراء نشر صور "أبوغريب" وهذه المهمة لا أعتقد أنها تندرج في قائمة المهمات السهلة.
@ كم يبلغ عدد المعتقلين العراقيين، لديكم؟
- حالياً يبلغ عدد المعتقلين العراقيين نحو 23500معتقل، وهذا العدد انخفض بشكل كبير مؤخراً من 26000معتقل، حيث يتم حالياً الإفراج عن معتقلين عراقيين اثنين مقابل كل شخص يتم اعتقاله.
@ على أي أساس يتم اعتقال أو الإفراج عن هؤلاء المعتقلين وهل يحظون بمحاكمات أم هي مجرد اعتقالات عشوائية.. وما هي نسبة المعتقلين من الطائفتين السنية والشيعية؟
- نحن نلقي القبض على هؤلاء المعتقلين بناء على طلب مباشر من قبل الحكومة العراقية، وسبب الاعتقال هو أنهم يشكلون خطراً على أمن واستقرار العراق، كما أن ما يقارب نسبة 10% من المعتقلين العراقيين يصار إلى تحويلهم إلى المحاكم العراقية حيث يقوم قاض عراقي بالنظر في قضاياهم.
وتشير الإحصائيات التي بين أيدينا إلى أن ما نسبته 80% من المعتقلين العراقين هم من الطائفة السنية وال 20% الآخرين هم من الشيعة، وإذا أردنا أن نكون أكثر دقة لدينا اليوم 18180معتقلاً سنياً وفي المقابل لدينا 4300معتقل شيعي.
@ ماذا عن المعتقلين العرب والسعوديين وما هي التهم الموجهة لهم وهل يتم إخطار ذويهم بوجودهم في المعتقلات الأمريكية في العراق؟
- يبلغ عدد المعتقلين غير العراقيين في معتقلات قوات التحالف 223معتقلاً منهم 26سعودياً أما التهم التي وجهت إليهم فهي التسلل إلى العراق وتهديد الأمن والاستقرار في هذا البلد ومن الجدير بالذكر أن أغلبية السعوديين الذين تم اعتقالهم في العراق هم من المطلوبين من قبل السلطات السعودية والفارين من العدالة في المملكة وهم في الوقت الحالي في عهدتنا.
وهنا يجب أن ننوه إلى أن عدد المعتقلين السعوديين في العراق قد انخفض من 40معتقلاً إلى 26معتقلاً كثمرة للتنسيق والتعاون والجهود المبذولة من قبل الحكومة السعودية مع الحكومة العراقية والقوات متعددة الجنسيات في العراق.
@ ما هي أشكال التنسيق التي تتم بين المملكة وبينكم وبين الحكومة العراقية بخصوص المعتقلين السعوديين؟
- هنالك أشكال كثيرة للتنسيق والتعاون مع السلطات في المملكة العربية السعودية وبين نظيرتها العراقية وقوات التحالف، وقد شهدت الفترة الماضية تكثيفاً للتعاون والتنسيق متمثلاً بزيارات قام بها ممثلون عن المملكة إلى العراق وزاروا المعتقلات ووقفوا على أوضاع المعتقلين السعوديين، ونحن بدورنا أرسلنا وفداً إلى المملكة للإطلاع على برامج تأهيل وإعادة دمج المعتقلين و"الإرهابيين" في المجتمع.
@ هذا يقودنا إلى السؤال عن مدى استفادتكم من التجربة السعودية الناجحة في مجال إعادة تأهيل المتشددين السابقين حيث إن معظمهم قد عاد إلى ممارسة حياته الطبيعية فمنهم المدرس والأستاذ الجامعي والطبيب والإعلامي ...
- هذا صحيح، في الحقيقة هناك (7) برامج مخصصة لمكافحة الإرهاب في المنطقة وقد قمنا بزيارة معظمها ولا شك أن برنامج المملكة السعودية هو برنامج ناجح وقد أثبت ذلك من خلال نتائجه وآثاره على الأرض.
ونحن بدورنا قمنا بتصميم برامجنا لمكافحة الإرهاب حسب دراسات معمقة قمنا بها، كما استفدنا من خبرات وتجارب الغير في هذا المجال ومنهم بالطبع المملكة العربية السعودية، ويتعاون معنا في إطار برنامج مكافحة الإرهاب رجال دين مسلمون معتدلون وأخصائيون نفسيون وخبراء في مجال إعادة التأهيل.
إلا أن المشكلة التي نواجهها في العراق تختلف عن المشاكل التي تواجهها المملكة حيث إن أغلبية الشعب العراقي هم من غير المتدينين أو ليس لديهم تعصب ديني، ومهمتنا تنحصر في حماية أغلبية المعتقلين الذين هم معتدلون وفصلهم عن المعتقلين المتطرفين من أجل منع اختلاطهم وبالتالي منع الاعتداءات التي قد يقوم بها معتقلون متطرفون على زملائهم. وقد نجحنا بتخفيض عدد هذه الحوادث كثيرا منذ نهاية عام 2007ومنذ ان قمنا بتعزيز إجراءات التقييم في الاعتقال للأشخاص الذي يتم القبض عليهم. إن الهجمات الخطرة من قبل محتجزين على محتجزين آخرين قد توقفت وقد مضى الآن 21أسبوعاً بدون ان تحصل مثل هذه الحوادث في المعتقلات.
@ ماذا عن حقوق المحتجزين لديكم، هل يسمح لهم بتوكيل محامين وهل يحظون بزيارات عائلية؟
- بالطبع، جميع المعتقلين لديهم الحق بتوكيل محامين للدفاع عنهم وهم يحظون بزيارات عائلاتهم لهم في المعتقل بحسب القانون الدولي، هنالك عدد من المبادئ الأساسية نحن ملتزمون بإتباعها وهي احترام الكرامة الفردية لكل محتجز وهذا ليس التزاما قانونيا فحسب ولكنها مسؤوليتنا الأخلاقية تجاه الشعب العراقي، كذلك فإن العناية والحماية هي من أهم أولوياتنا وفي كل حالة نحن لا نقوم فقط بالتزام المعايير المطلوبة من قبل القانون الدولي ولكننا نسعى الى توفير تفاهم استثنائي ينجح في ان يبدأ وينتهي بالشكل الذي يعامل به المعتقلين وبشكل يجعل بيئة الاعتقال تعكس قيم هذه الثقافة والتحالف وبهذه الروح نوفر للمحتجزين العناية الطبية أيضاً.
@ سؤالي يخص المحتجزين السعوديين .. هل يحظون بزيارات عائلية وهل يحق لهم أن ينتدبون محامين للدفاع عنهم؟
- لا يوجد أي عائق يمنع زيارة السعوديين لذويهم في المعتقلات، إلا أنه ليس لدينا أي معلومات عن أن مثل هذه الزيارات قد تمت بالفعل خلال مدة خدمتي في العراق، وكما ذكرنا سابقاً جميع المعتقلين لديهم الحق بتوكيل محامين للدفاع عنهم ومتابعة قضاياهم.
@ هل يتم إخطارالصليب الأحمر بأوضاع المعتقلين السعوديين لا سيما وأنهم لا يتلقون زيارات من ذويهم؟
- كما قلت سابقاً أن جميع تعاملاتنا مع المعتقلين العراقيين أو غير العراقيين تتم طبقاً لضوابط القانون الدولي، وإنطلاقاً من إصرارنا على وجود الشفافية في كل ما نفعله. نستطيع التأكيد أن عددا من المنظمات مثل منظمة الصليب الأحمر الدولية ووزارة حقوق الإنسان التابعة للحكومة العراقية ووكالات الأخبار يقومون بزيارات دورية للمحتجزات من اجل مراقبة المؤسسات وتفتيشها ورؤيتها، وهم يلتقون بكل محتجز ويناقشون معه ظروف اعتقاله وسنواصل التأكد من إننا منفتحون وإن كل ما نفعله يبقى ضمن حدود القانون الدولي.
@ هل لديكم معتقلون إيرانيون، وما هي التهم الموجهة إليهم؟
- في الواقع يوجد لدينا عدد منهم حوالي (11) معتقلاً إيرانياً في الوقت الراهن، وهم موقوفون بتهمة تهديد الأمن والاستقرار العراقي، وجلهم تم ضبطهم بتهم تمويل الإرهاب أو ضبطت بحوزتهم أسلحة أو قاموا بتطوير العبوات الناسفة التي تستخدم ضد العراقيين وضد قوات التحالف.
@ المحققون في المعتقلات الأمريكية في العراق، ما هي جنسياتهم، هل لديهم خلفيات أو مؤهلات قانونية؟
- نحن نتبع منهجين في استجواب المحتجزين، وهذان المنهجان يتشعبان بدورهما إلى تشعبات عدة ولكن بشكل عام في حال وجود أدلة كافية على تورط هؤلاء الذين ألقي القبض عليهم يتم تحويلهم على الفور إلى محاكم عراقية مختصة ويتولى التحقيق معهم محققون عراقيون كما يقوم بمحاكمتهم قضاة عراقيون.
@ يقال إن تنظيم "القاعدة" نجح في اختراق المعتقلات وتغلغل بين صفوف المعتقلين بهدف تجنيدهم ونشر أفكار التنظيم، كما يشاع عن سيطرة متطرفي القاعدة على النظام داخل المعتقل فهم يقومون باتهام ومحاكمة ومحاسبة المعتقلين داخل السجن، ما مدى صحة هذه الأنباء؟
- في الواقع بعض من هذه الأمور حصلت في السابق، من قبل معتقلي القاعدة فقد سجلت عدة حالات حصل فيها اعتداء على بقية المحتجزين "المعتدلين"، مما دفعنا إلى القيام بفصل هؤلاء المتطرفين عن المحتجزين المعتدلين، ومنذ ذلك الحين لم تحصل مثل هذه الحوادث في المعتقلات.
@ كم يبلغ عدد المعتقلات من النساء لديكم، وما هي التهم التي اعتقلوا بسببها؟
- لدينا (13) إمرأة، جميعهن عراقيات، وفي معظم الحالات تم القبض عليهن بسبب ضبطهن بجرم تفخيخ السترات الانتحارية والعبوات الناسفة، أو استخدام الكومبيوتر بهدف تمويل الإرهاب.
والجدير ذكره هنا، أننا قمنا بوضع برنامج خاص بالمعتقلات من النساء، وهو برنامج جيد وقد أثبت فاعليته ويتميز بكون جميع الذين يتعاملون مع المعتقلات هم من النساء من المحققات والشرطيات إلى الطبيبات وغيرهن، ومن بين جميع المعتقلات اللواتي تم الإفراج عنهن وعادوا إلى عائلاتهن لم يلق القبض على أي منهن مرة أخرى مما يثبت نجاعة هذا البرنامج.
@ يقول رئيس تحرير صحيفة عراقية وهو معتقل سابق ونشر مذكراته في المعتقل، أن الكلاب البوليسية ما زالت تستخدم لإرهاب المعتقلين في السجون الأمريكية .. ما مدى صحة هذا الكلام؟
- ... لا أبداً، أستطيع التأكيد لك أن لا وجود للكلاب البوليسية في عمليات التحقيق مع المعتقلين ولا في أي عمل آخر.
@ يشاع بين العراقيين، أن ذوي المعتقل يطمأنون ويشعرون بالارتياح إذا ما اعتقلته القوات الأمريكية، في حين أنهم يعتبرونه في عداد المفقودين، في حال اعتقلته القوات العراقية ... ما تفسير ذلك برأيك؟
- (ضاحكاً) .. نحن نحترم حقوق المعتقلين، ولدينا احترام والتزام بالمعاهدات والاتفاقيات الدولية ومعاهدة جنيف بالأخص، ونحاول إحسان معاملة المعتقلين لدينا بأقصى ما نستطيع، ولكن الاعتقال يبقى اعتقالا وهو شيء صعب ومكروه، ولا أحد يتمنى أن يلقى القبض عليه، وبالمناسبة فقد حصلت لدينا عدة حالات في الآونة الأخيرة حيث طلب بعض المحتجزين أن يبقوا في الاعتقال لحين إنهاء دراستهم ولكننا بالطبع لا نشجع هذا التوجه بين المعتقلين، فالشخص الذي لم يعد يشكل خطراً على أمن واستقرار العراق يتم إطلاق سراحه على الفور.
@ بخصوص المعتقلين من أعضاء الحكومة السابقة في عهد صدام حسين، هل هنالك خطط لتسليمهم للحكومة العراقية، أو حتى مفاوضات بهذا الخصوص، لا سيما طارق عزيز وعلي حسن المجيد وسلطان هاشم وأشقاء صدام حسين وغيرهم؟
- ما زال بعهدتنا، 63مسؤولاً في النظام العراقي السابق، وهؤلاء لا يمكن الإفراج عنهم إلا بطلب موقع من قبل رئيس الجمهورية العراقية ورئيس الوزراء ورئيس البرلمان العراقي، حيث يجب أن تكون التواقيع الثلاثة مجتمعة على الوثيقة، وحال تقديم هذا الطلب سيتم الإفراج على الفور عن أي معتقل من مسؤولي النظام السابق، إلا أننا لم نتلق أي طلب عراقي بهذا الخصوص بعد.
@ فيما يخص وزير الدفاع العراقي السابق المعتقل سلطان هاشم الذي سلم نفسه للقوات الأمريكية مقابل ضمان سلامته، هل هنالك أية مفاوضات حول إطلاق سراحه؟
-ليس لدي معلومات كافية حول هذا الموضوع، ولم يشعرني احد بذلك.
@ في حال إنسحاب القوات الأمريكية من العراق، ما الذي سيحل بالمعتقلين في سجون هذه القوات .. هل سيتم نقلهم إلى معتقلات أمريكية خارج العراق أم هنالك صفقة ستتم حول مصير هؤلاء؟
- سيكون بالتأكيد هنالك ترتيبات خاصة بهذا الموضوع، خاصة وأن القوات الأمريكية تخطط للانسحاب في نهاية هذا العام، إلا أنني أستطيع التأكيد لك، أنه لا وجود لمناقشات أو نوايا لإخراج هؤلاء المحتجزين خارج الأراضي العراقية.
@ هل لديك أية معلومات حول الجدول الزمني لانسحاب القوات الأمريكية من العراق؟
- هنالك مشاورات ومناقشات تتم حالياً بهذا الخصوص ولست صاحب القرار في هذا الأمر. ولكن هناك نية لجدولة الانسحاب.
@ بصفتك ضابطاً عسكرياً متمرساً وطنياً وتحب بلدك، بصراحة .. ماذا سيكون موقفك في حال تم غزو الولايات المتحدة من قبل دولة أخرى، هل ستقاوم أم ستتعاون مع القوات التي تحتل بلدك؟
- قواتنا دخلت العراق بناء على طلب العراقيين أنفسهم وذلك لتحريرهم من نظام البعث الجائر، وقد لبينا هذا المطلب للشعب العراقي وحررناه من نظام صدام والآن هم يحظون بحكومة منتخبة ولديهم نظام ديمقراطي
@ ولكن صدام هو عراقي ولم يأت من تايلاند أو الصين أو روسيا حتى تخلصوا الشعب العراقي منه؟
- أتينا بطلب من الشعب العراقي ...
@ لماذا إذن هنالك معتقلون ومقاومة من الشعب العراقي ترفض وجودكم، ولماذا لا تتفاوضون مع المقاومة العراقية التي يعتبرها البعض الممثل الشرعي للشعب العراقي
- نتحاور مع الجميع ولكنهم هم يرفضون الحوار ويفضلون لغة السلاح والعنف
@ هل من كلمة أخيرة؟
- أرجو أن نتمكن من مسح الصور المخزية لسجن "أبوغريب" من ذاكرة العرب والمسلمين، ونتمنى ان تتمتع جميع شعوب المنطقة بالحرية والسلام والديمقراطية وشكراً لصحيفة "الرياض" على هذا الحوار والأسئلة المنتجة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.