أمل ورضا هذا ما يتضمنه معنى الورع ومبدأه السامي حيث نرى به الكثير من قيمة القناعة. من يتصف به أرى أنه قنوع وعقلاني لا يريد الخوض في الملهيات إنما همه وشغله الشاغل القبول من رب العالمين. الأمور المادية ومتعلقاتها هي أكثر هاجس يرتبط بمبدأ الورع فالسعادة الحقيقة والثروة التامة أن تمتلك قلباً يوافق عقلك المتزن في كيوننتك المادية. ليست عاطفة ممزقة تتجه لدروب هامشية وتحيد عن دروب السواء. نحن رزقنا منهجاً إسلامياً لا تنفصل معاملاته عن أركانه فمن يفصل المعاملة الحياتية عن أركان الدين الإسلامي فهو لا يفقة عذوبة الإيمان. فبعض النازحين للفصل يتخبطون في القضية المادية كثيراً فتجد الورع لديهم لا يسيد بل يظل في خانة عشوائية. لا أدري ما الذي يصيب أولئك النهمين هل هو مس.. عبث.. غرور.. طمع قد تجتمع سوية في خانة تكوين المستقبل. أين المستقبل وأنت تنسى الورع لا تراه في مالك كثيراً تجهله تعتبر ضيف شرف أقراه الزمن ذات مساء وولي من حيث أتى أنظر إلى الشموس.. شاهد بئر رومة وورع عثمان ابن عفان في التعامل مع مورده لم يكتنزه ويحتفظ بجريانه وانهماره. بل منحه لنصرة الإسلام لإبلاج النور لكي تتحقق المعادلة الإيمانية الصادقة. تعالوا لنصادق نور الإيمان في مالنا ونجعل الورع قاسماً مشتركاً وديدناً شامخاً لكل القيم. نجعل الورع في المال حيث نمنح الصدقة لأهلها نتقاسم به الخير نجهره للإتعاظ والرشد. نعلم به أنفسنا مدلولاوت الإدخار والعطاء والبذل بنفس راضية مرضية. تغيب عنا قناعات الورع وكيفية حضوره في النواحي المادية ويحضر الإسراف بكل أنواعه ليقسو بلا حول منا ولا قوة. لست من دعائيي الشح والبخل بل مناهضي ذلك الأجر الذي نحصل عليه وتسخيره في أمور تفيدنا وتفيد ديننا ووطننا بكل اقتدار. فلنفخر بكل ورع أتى من خلف صدقة أو عطية مسداة أو خدمة اجتماعية ينهض به أفراد المجتمع.