صدر عن وكالة جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية لشؤون المعاهد العلمية كتيب بعنوان: (تحذير وتنبيهات حول الخروج للجهاد) لكل من سماحة المفتي العام للمملكة رئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ ومدير جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية الأستاذ الدكتور سليمان بن عبدالله أبا الخيل. ويأتي طبع الكتيب وتوزيعه في إطار اهتمام وكالة المعاهد العلمية بالجامعة بتوجيه الشباب والناشئة نحو الوجهة العلمية الصحيحة وتحذيرهم من الأفكار الوافدة والدخيلة التي أضرت بالإسلام والمسلمين. ويحوي الكتيب تحذيراً من السفر للخارج بدعوى الجهاد وجهه سماحة المفتي العام إلى عموم المسلمين من باب الشفقة على شبابنا والنصيحة لأئمة المسلمين وعامتهم، وحذر سماحته الشباب من أن يستدرجوا للإيقاع بهم من أطراف مشبوهة ليكونوا أداة في أيدي أجهزة خارجية تعبث بهم باسم الجهاد، ليحققوا بهم أهدافهم المشينة وينفذون مآربهم في عمليات قذرة هي أبعد ما تكون عن الدين، حتى بات شبابنا سلعة تباع وتشترى لأطراف شرقية وغريبة، لأهداف وغايات لا يعلم مدى ضررها على الإسلام وأهله إلا الله عز وجل. وأكد سماحته على أن أمر الجهاد موكول إلى ولي الأمر، وعليه يقع واجب إعداد العدة وتجهيز الجيوش، وله الحق في تسيير الجيوش والنداء للجهاد إلى غير ذلك. وفي الجزء الثاني من الكتيب، حذر مدير الجامعة الأستاذ الدكتور سليمان بن عبدالله أبا الخيل من انسياق الشباب وراء عاطفتهم، وأشار أن العاطفة محكومة بالشرع ويجب أن تسير وفق الهدى، ولايجوز أن تسير وفق الهوى، وأن أهل الأهواء لم يتبعوا العلم وإنما اتبعوا أهواءهم ولهذا سماهم السلف أهل الأهواء. وأوضح أنه إذا اجتمع مع العاطفة التي لا تضبط بميزان الشرع، قلة الصبر واستعجال النتائج، تحول الأمر إلى داء خبيث وقنابل موقوتة وفتن عمية، وهذا ما حصل لفئة لا يستهان بها من شباب الأمة عموما، وشباب هذا المجتمع الآمن على وجه الخصوص، حيث جرفهم الحماس غير المنضبط، واستهوتهم العاطفة العاصفة، وابتعدوا عن مصادر العلم والعلماء الربانيين، وتلقوا عن مصادر مشبوهة وجهات سرية، ما يغذي هذا الحماس، فخرجوا عن طورهم وتجاوزوا حدود هذه البلاد إلى جهات شتى زاعمين لأنفسهم المساهمة لنصرة هذا الدين، وتجاسروا في سبيل ذلك على مسائل من مهمات الدين وثوابت المسلمين، إذ خرجوا عن الطاعة وفارقوا الجماعة، ونابذوا ولاة أمورهم وأمور المسلمين، وخضعوا لرغبات شخصية وأهواء فردية وتوجهات حزبية، لو فتح الباب لها لغيرت مراسم الشريعة وألغت أصول العقيدة. وأبان مدير الجامعة أن المسألة منوطة بالعلم الصحيح المبني على الكتاب والسنة ومعرفة الواقع المعين، وهذا ما ا فتقده أولئك في غمرة الحماس وقلة الصبر، كما أوضح مواقف علماء السلف وتحذيراتهم من الفتن والدخول فيها ووجوب السمع والطاعة وفقاً لما نصت عليه النصوص الشرعية في كتاب الله تعالى وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم. وفي ختام الكتيب بين الدكتور أبا الخيل المفاسد المترتبة على الخروج إلى ما يسمى بالجهاد من خلال عدد من النقاط.