كم للإسراف من مضار جسيمة لا يعرفها سوى أرباب العقول الحاذقة التي تسمو ببساطتها وتوازنها العقلاني. فمتاهات الاسراف غزت بعض فئات المجتمع التي رفضت الاعتراف بهوية التوازن في تعاملاتها فهو يشكل لهم مضرب فخر خاوٍ. سمعنا عن ذلك الإسراف ومدى قيمته المفقودة فأينما تحدث مناسبات احتفاءات أي مسميات تدخل في خضمها تحضر مادة الإسراف. العجب العجب لمن طرق هذا الجانب الذي أراه اعوجاجاً لا ينتمي لقوانين سامية إنما لأعراف وعادات نبذها العقل من سجلاته. تقام احتفاءات بطريقة غريبة مبهرجة مبدؤها رؤية الناس ومدى قبولهم وان الرباط التوازني في ذلك الاحتفاء يعتبر نقصاناً ولغطاً كبيراً. هي اعتراءات جبلتها عقول ورفضتها عقول لكن أين نحن من ديننا الحنيف الذي بدى لنا وعظه ورشده في هذا الجانب؟. المغالطة العظمى الإسراف وحمى التقليد التي تشوكه كثيراً، فهناك فئات قد أسرفت وفئات تشاركها العبث تقليداً تتعظ من عقبات الإسراف انما تجهش النفوس لكي تظهر قشرها. الإسراف كما يسميه علماء الاجتماع اليونانيون ملاحقة القشور نعم ملاحقة لقشور ما تلبث أن تزول وتنتهي في بارق وقت قادم. ما هي أدراج الإسراف هل تبقى في سهادها الحميمي أم تنقشع تلك الغمامة المخيفة التي أغرقت حتى البسطاء الذين يريدون المفاخرة دون أي حيلة. أمانينا الكتابية ليتها تصل لمن حوت عقولهم ارهاصات الإسراف المقلوبة ونحقق البياض الذي نتمنى ان يسكن النفوس دون رتوش.