ها أنا أعود للوراء رغماً عني.. إلى زمن القلم والورقة في كتابة الزاوية بعد أن تعذر استخدام الكمبيوتر في تسلسل مريب.. خارج الوطن وفي شقة يحوطها اخضرار المكان والبحيرة الهادئة وكمبيوتر عتيق يرفض التعاون فتتجمد الحركة! ولاب توب رقيق أرسلته لمحل كي يتطور ويتجدد وعاد متلألئاً حديثاً وسريعاً في كل شيء الا بقراءته للغة العربية! وبدلاً من التأفف قررت مصالحة الموقف. سوف أكتب الزاوية وأمري لله.. ولن تكون هناك مشاغبات الشاشة البيضاء للذهن.. تلك المساحة التي يخيل إلي أن أي كاتب وكاتبة يمرحان بها دون قيود إلى أن تستقر الكلمات والأفكار في بيوتها.. والآن لم أعد أدري لماذا كنت سأكتب رغم مثول عدة نقاط منذ أسابيع للتناول.. فالكتابة هي حالة تفاعل لا إرادية ولا أقصد بأنها شكل بوهيمي للتعبير ولكنها ادأة تحاورنا قبل أن نتحاور معها رغم ما ندعيه احيانا من تنظيم واستعداد وبحوث فاختيار المواضيع في حد ذاته يفرض نفسه أكثر الأوقات. لذا... بدأت أشعر برهبة البدايات وكأن رفيقة لي استند على تعاطفها اختفت.. فهل من الممكن أن يعتاد الإنسان معنويا على التقنية بكل هذا التجاذب؟ لن أعيب على ابنة قريبي المراهقة إذن التي يشكون لي غيابها عن الحياة المنزلية لأنها معتقلة داخل غرفة بها كمبيوتر وعالم كبير تتنقل به. وسوف أتخلى عن عتب ابنتي التي باتت تترك باب غرفتها مفتوحاً ليطل على غرفة المعيشة لتشعر بأنها تشاركنا اللحظة. والمشاركة تبدو وكأنها جزء حميم من ألوان العولمة والتي وإن اندمجنا في جوانب منها نجد أن بعضا من أجزائنا يبقى في أمكنته دون تغيير. شيء آخر.. لن يكون بإمكاني عد الكلمات والجريدة وضعت سقفا لكمية الكلام المطبوع.. ولن تكون هناك امكانية التصحيح والإضافة متاحة إلا إذا مزقت كل الأوراق وبدأت من جديد. وهذا بالتحديد ما لا أريد أن أفعله الآن. العتب على عجز التقنية.