تحدث الكثيرون بشأن قضية تركيز برنامج شاعر المليون على المادة أكثر من تركيزه على الشعر أي أن البرنامج أصبح (مشروع تجاري) وهذا بالمفهوم الاقتصادي لابد له من: أولاً: دراسة للجدوى الاقتصادية، ثانياً: معرفة طرق التسويق، وثالثاً: رسم خطط التنفيذ؛ وبما أن أولاً وثانياً تم الانتهاء منهما في النسخة الأولى والثانية فإنني سأعرض لثالثاً من خلال السيناريو الذي تم تنفيذه على الشعراء السعوديين الذين هم عماد هذا البرنامج وغيره من البرامج المشابهة لأنه من الواضح أن المملكة هي الهدف الأفضل لبرامج الثقافة الشعبية بل هي الهدف لكل القنوات الفضائية ويتلخص السيناريو الذي تم تطبيقه على شعراء المملكة فيما يلي: أولاً: تم اختيار عدد 59شاعراً سعودياً في قائمة المئة أي ما نسبته 59% من القائمة المعلنة. ثانياً: عمل على تقليص هذه النسبة إلى 50% من نسبة المشاركين في قائمة 48حيث أن عدد الشعراء السعوديين 24شاعراً وهو أكبر عدد لشعراء دولة واحدة يشارك في البرنامج. ثالثاً: الاختيار للمنضمين لقائمة 48من الشعراء السعوديين تم وفق ضوابط مسبقة تقتضي أن ينتمي الشعراء إلى مختلف قبائل المملكة بنسب يتم تقديرها حسب نتائج التصويت في النسخة الأولى فالقبائل هم الفئة المستهدفة للتصويت بحكم دافعية النخوةوالفزعة القوية لديهم مع الأخذ في الحسبان بمواصفات الشاعر نفسه فجاءت النتائج حسب الجدول التالي: (انظر الجدول) ستلاحظون من خلال الجدول أن (القرعة الوهمية) ما هي إلا جزء من سيناريو (الفيلم الهندي) فقد استطاعت هذه القرعة النزيهة!! إنجاز مايلي: أولاً: إيجاد نسبة محددة وثابتة للشعراء السعوديين في كل الحلقات تقريباً. ثانياً: عدم مشاركة شاعرين ينتميان لقبيلة واحدة في حلقة واحدة. ولا غرابة في ذلك فهذه القرعة استطاعت إخراج الشعراء المشاركين في الحلقة الأولى مرتبين حسب الحروف الأبجدية. ثالثاً: تم في الحلقة الأولى عكس صورة مثالية للجنة التحكيم من خلال ترشيحها لشاعرين سعوديين لكسب ثقة المشاهد السعودي واستدراجه للتصويت حيث اتجهت اللجنة بعد ذلك إلى ترشيح شاعر واحد فقط في الثلاث حلقات التالية لتصل في الحلقة الخامسة إلى عدم ترشيح أي شاعر سعودي وإحالة الجميع للتصويت. رابعاً: ظهر اتجاه واضح بتأهيل 50% على الأقل من الشعراء السعوديين للمراحل القادمة رغم أن نسبة الشعراء السعوديين من المتأهلين 75% في كل حلقة من الحلقات الثلاث الأولى. خامساً: تم تأهل كل شاعر يكون هو الممثل الوحيد لقبيلته لمرحلة 24وعددهم ه منهم 4تأهلوا بالتصويت. سادساً: بلغ عدد الشعراء السعوديين المتأهلين للمرحلة التالية 14شاعراً 5ترشيحاً و9تصويتاً. سابعاً: جرى العمل في المراحل التالية متوافقاً مع نتائج التصويت القبلية التي على ضوئها تم فرز الشعراء وإحالته للتصويت. وبعد... فإن الأرقام لا تكذب وأردت من خلالها كشف اللعبة المادية المعتمدة على إحياء العصبية القبلية والنعرات الجاهلية في هذا الوطن والتي يمارسها القائمون على البرنامج ويستغفلون بها المشاهد البسيط ليستولوا على ما في جيبه من الريالات ولأن هناك من هو أحوج لهذه الريالات!! على أية حال الشعراء السعوديين الذين تأهلوا لمرحلة ال 24هم: 1- بدر الظاهري الحربي 2- بندر المحيا العتيبي 3- عبدالله السميري العتيبي 4- خالد محمد العتيبي 5- بدر السبيعي 6- ناصر الفراعنة السبيعي 7- خلف مشعان العنزي 8- راشد البلوي 9- عيضة السفياني الثقفي 10- ثنيان الرشيدي 11- مهدي الحيدر 12- بدر الخالدي 13- فالح الظفيري 14- هلال المطيري لاحظوا إن المتأهلين لا ينتمون إلى قبيلة أو قبيلتين أو ثلاث بل إلى إحدى عشرة قبيلة والتعدد هذا بلا شك مقصود فهم يحاولون توسيع دائرة التصويت وخلق روح التنافس بين القبائل بطريقة غير نبيلة لتحقيق مصالحهم المادية. وأعود مرة أخرى إلى القرعة (النزيهة) فعندما سحبت قرعة الحلقة الأولى من المرحلة الجديدة كانت على النحو التالي: بدر السبيعي (السعودية)، عيضة السفياني (السعودية)، صالح آل مانعة المري (قطر)، خلف مشعان العنزي (السعودية) فلابد أن يشكل السعوديين من (2- 3) في كل حلقة ولابد أن ينتموا إلى قبائل مختلفة انظر (سبيعي، ثقفي،عنزي) فالأمر ليس مصادفة فكما قلنا أن القرعة وهمية والمسألة تخطيط منسق وسيناريو مرسوم؛ وأما نتيجة لجنة التحكيم فقد منحت درجات متقاربة لفرسان الحلقة وهو أمر تقتضيه ضرورة التصويت: عيضة41% خلف 39% صالح 38% بدر37% وفي قرعة الحلقة الثانية استمر موال (الحركات البايخة) رغم أنهم انتقلوا من القرعة إلى الكمبيوتر!! فبقدرة قادر كان في الحلقة ثلاثة شعراء سعوديين كل منهم ينتمي لقبيلة مختلفة (عتيبي، رشيدي، همداني)!!!! ومثل الحلقة الأولى تواجد معهم شاعر قطري من قبيلة مغايرة!! أتمنى أن الصورة قد اتضحت!!! نعم إشعال الحمى المليونية بين القبائل... هكذا التخطيط في كل حلقة.. إحياء معارك حامية الوطيس للتصويت بين قبائل متعددة لتحقيق الكسب المادي. لقد كانت نتيجة حمى التصويت المليونية بين القبائل الأربع في الحلقة الأولى هائلة جداَ حتى أن الفارق بين الأول والثاني كان درجة واحدة فقط!!! والغريب أن النتائج ظهرت بدون كسور عشرية (لأن المخرج عاوز كده)!! واستمرت حكاية الدرجات المتقاربة جداً في الحلقة الثانية بل تم مساواة اثنين من المتسابقين بنفس الدرجة: الشبرمي 44% العتيبي 43% الحيدر 43% الرشيدي 35لأن (المخرج عاوز كده (وطالما أن الشاعر السعودي تأهل في الحلقة الأولى فلا بد أن يتأهل الشاعر القطري في الحلقة الثانية بغض النظر عن الأمور الأخرى. وأما الحلقة الثالثة فقد قدر لها كالعادة أن تكون مثل الحلقة الأولى والثانية أربعة شعراء ينتمون لأربع قبائل مختلفة مصوتة (منهالي، قحطاني، مطيري، ظفيري) ياسبحان الله!! وبهذا يكون الباقي من السعوديين 6شعراء تم تقسيمهم على الثلاث حلقات الباقية في هذه المرحلة (بمعدل) اثنين لكل حلقة وهم (السميري،المحيا،الظاهري، الفراعنة،الخالدي،البلوي) ولكن لم يجتمع أي من شعراء قبيلة عتيبة الباقين في حلقة واحدة كما لم يجتمع (البلوي والخالدي) في حلقة واحدة. وتم الإعلان عن حكاية كرت العبور التي تستهدف التصويت مرة أخرى لينال هذا الشرف أحد الشعراء السعوديين وبالطبع لن يكون لصاحب هذا الكرت نصيب في البيرق رغم أن اختياره يتم عن طريق لجنة التحكيم. وفي الحلقة الرابعة من المرحلة ال .. 24.توقع الجميع تأهل فالح دهمان فأعطي كرت العبور وذهب المنهالي بالفوز وهو الشاعر الذي لم يتوقع أحد انتقاله لما بعد هذه المرحلة ولكن ذلك أعطى تصوراً بأن هناك نية بتأهيل شاعر إماراتي آخر للمرحلة النهائية. وكل حلقة تؤكد الأساس القبلي الذي تدار به دفة البرنامج المشحون بالدرجات المتقاربة جداً التي تمنحها لجنة التحكيم للشعراء كل ذلك لتكوين موجة عالية من التصويت المحموم فهذا الإجراء يوحي بإمكانية الفوز للجميع مما يضخم حصيلة البرنامج المليونية، ولننظر إلى الحلقة الماضية فقد تساوت درجات ثلاثة من المتسابقين في حين كان الرابع قاب قوسين أو أدنى منهم. وفي الحلقة القادمة أربعة شعراء ينتمون إلى أربع قبائل وثلاثة بلدان (والحسابة بتحسب). وفي الحلقة الخامسة من مرحلة 24ظهر التأكيد على تأهيل شاعر إماراتي ثانٍ للمرحلة النهائية فقد ذهب كرت العبور إلى هزاع الشريف الإماراتي وكنا نتوقعه لراشد البلوي السعودي وأما تأهل الفراعنة فقد كان متوقعا كثاني شاعر سعودي لينضم إلى عيضة السفياني!!! قد توقع الجميع تأهيل بندر محيا وهاهي اللجنة تمنحه أعلى درجة مما جعل السعوديين يظنون بأنه ثالث شاعر سعودي يتأهل للمرحلة النهائية ولكن المفاجأة هي الذي تأهل هو اليمني عامر عمر وأعطي كرت العبور للشاعر السعودي المحيا الملفت للنظر هو تأهل الشاعر اليمني بنسبة 95% كأعلى نسبة يحققها شاعر في هذه المرحلة!! وهي مخالفة لكل قواعد الرياضيات الحديثة والقديمة. والحقيقة أن كرت العبور يجدر تسميته بالكرت الأصفر (لأنه يسبق الطرد أو الكرت) الأحمر (وأعلنت اللجنة عن تخصيص نسبة 30% من الدرجة للتصويت لحلقة العبور فما هي الأسباب؟! نعم وذلك لأن خمسة من الستة أصحاب الكروت هم من الشعراء السعوديين (الدهمان، الحيدر،المشعان، المحيا، الظاهري) نعم خمسة ينتمون إلى خمس قبائل وبالتأكيد فقد تأهل بدر الظاهري بعد أن اشتعلت حمى التصويت المليونية بين هذه القبائل وكانت النتائج على النحو التالي: بندر محيا = تحكيم 62= نهائي62% (أي أن عدد من صوتوا له صفر% وهذا أمر مستحيل)!! خلف مشعان = تحكيم 52= نهائي61% (نسبة التصويت 9%) فالح الدهمان = تحكيم 59= نهائي 52% (لقد كان المحيا أسعد حظا فنسبة التصويت للظفيري كانت بالسالب 7% هل هذا معقول؟؟!!) مهدي الحيدر = تحكيم 57= نهائي 65% (نسبة التصويت8%) هزاع الشريف = تحكيم 55= نهائي64% (نسبة التصويت 9%) بدر الظاهري = تحكيم 60= نهائي74% (نسبة التصويت 14%) هذه الأرقام من خلال النتائج المعلنة في الحلقات المباشرة ولاشك أن علم الحساب والجبر والهندسة وكذلك التفاضل والتكامل سيقف عاجزا عن تفسير ما حدث ولا غرابة فسبق أن رأينا كيف جاءت نتيجة الشاعر عامر عمر وكانت متجاوزة لعلوم الرياضيات ولأذهان علماء الأحصاء!!! ولكن نريد أن نقول للقائمين على البرنامج إن معنا عقولاً تدرك ما تقومون به ولا يمكنكم تمرير هذه اللعبة بهذه السهولة فكفاكم ضحكا على الذقون.على أية حال مازلت أتساءل في سبب تحول اللجنة من 70% في حلقة العابرين وعودتها إلى50% في حلقة المتأهلين؟؟!!على العموم أخذ البرنامج يسير بنفس التكتيك في إعطاء الدرجات المتقاربة لجميع المتسابقين الشبرمي 40عامر 40عيضة 39المنهالي 39الكعبي 41الفراعنة 39الظاهري 39طبعاً الشعراء السعوديون لثلاثة درجاتهم جاءت موحدة على 39% وذلك لضرورة التصويت فلا تستغربوا. ملاحظة هامة: يجب أن يعلم جميع المتابعين أن 10من 12المتأهلين للمراحل النهائية هم من أهلتهم لجنة التحكيم مباشرة بدون تصويت في مرحلة ال 48وهذا أمر يدعو للتساؤل؛ هل نتائج التصويت مهما كانت لايعوّل عليها وإنما هي وسيلة للابتزاز لا أكثر ولا أقل؟؟!! في الحلقة ما قبل الأخيرة توقعت وتوقع الكثير أنهم لابد سيستبعدون من السبعة على الأقل شاعر سعودي واحد وهذا ما حدث وظهر الميل الواضح لحضور الإمارات للمراكز الأولى رغم استبعادهم الشاعر الإماراتي الآخر وتبين التخطيط لإبعاد (الفراعنة) من المنافسة. نجاح عيضة السفياني في اكتساح حاجز التصويت والحصول على أعلى نسبة في هذه الحلقة جعل الناس تتساءل هل يمكن أن يخذله جمهوره في النهائي؟! مع نهاية الحلقة الأخيرة تأكدنا أن هناك اتجاهاً واضحاً بإبعاد الشعراء السعوديين عن البيرق تماماً نعم الشعراء السعوديين الذين كانوا هم السبب الحقيقي في نجاح البرنامج منذ بداياته؛ خيبة أمل كبيرة لجماهير الشعراء السعوديين الذين ظلوا يصوتون ليلا ونهارا وهم يظنون أن التصويت هو الفيصل ليتهم علموا أن التصويت وسيلة ابتزاز إذا جاءت نتيجته متوافقة مع رغبات إدارة البرنامج أخذوا بها وإن خالفت النتيجة رغبة الإدارة رموا بها عرض الحائط فهل يقاطع الشعراء السعوديون وجماهيرهم هذا البرنامج بعد كشف حقائقه؟!لا أجد وصفاًس ينطبق على الشعراء السعوديين في هذا البرنامج الذين تم استغلالهم لسلب الأموال السعودية إلا وصف (التكاسي) وهو تعبير للشاعر حبيب العازمي ذات قلطة حينما قال: (وأنا ماني بتكسي عند خلق الله يكدونه) أتمنى أن يكون السعوديون قد استوعبوا الدرس كما أتمنى أن أكون قد وفقت في عرض وجهة نظري.
