والدي مدرستي في المال والأعمال ولست متفائلة بغالبية المقاعد للنساء

سيدات أعمال الرياض يشاركن في انتخابات مجلس إدارة الغرفة الجديد.. هدى الجريسي:

تستعد غرفة تجارة الرياض فتح باب الترشيح لعضوية مجلس إدارة الغرفة الجديد، التي لا تقتصر هذا العام على الرجال كما كان في الأعوام الماضية، لكنها ستكون متاحة لسيدات الأعمال التي باتت حظوظهن كبيرة في الترشيح والفوز بمقاعد عضوية مجلس الإدارة الجديد.
ووفق نظام الانتخاب في الغرفة لن تقتصر مشاركة المرأة على العضوية فقط، لكنها مرشحة بأن تحتل مقاعد قيادية إذا استطاعت أن تحصد أصوات المنتسبين التي تؤهلها للفوز.
والتوقعات تشير إلى إن هدى الجريسي تعتزم ترشيح نفسها كونها لعبت دوراً كبيراً في إدارة شئون القسم النسائي بالغرفة من خلال ترؤسها المجلس التنفيذي للفرع النسائي، لكنها لم تؤكد أو تنفي هذه التوقعات مكتفيه بأن الوقت مازال مبكراً لاتخاذ مثل هذا القرار.
الرياض التقت هدى الجريسي رئيسة المجلس التنفيذي بالفرع النسائي بالغرفة التجارية الصناعية بالرياض وأجرت معها الحوار التالي:
@ "الرياض" كونك قريبة من عمل غرفة تجارة الرياض هل تنوين ترشيح نفسك لعضوية مجلس الإدارة الجديد؟
- أعتقد أن الحديث عن مسألة الترشيح من عدمه يعد مبكراً لأن كما تعلمون أن باب الترشيح لم يفتح حتى الآن وأن هناك موعداً محدداً سيعلن من قبل اللجنة المختصة بالانتخاب.
@ "الرياض" هل تعتقدين إن حظوظ المرأة قريبة من الفوز بأكثر من مقعد في عضوية مجلس الإدارة أم أنها سوف تنتظر فرصة التعيين التي تتم عن طريق وزير التجارة والصناعة؟
- لا شك أن المرأة السعودية حققت الكثير من الإنجازات ولديها أيضاً الكثير من التطلعات والانضمام لمجلس الإدارة هو وسيلة وليس غاية وأعتقد أن تجربة غرفة الرياض بافتتاح الفرع النسائي أثرت التجربة النسوية في مجال قطاع الأعمال ومنحت سيدات الأعمال الاحتكاك بالمناشط والفعاليات الاقتصادية بشكل مباشر وإن حققت أي سيدة أعمال نجاحاً في الانتخابات فإنها بالتأكيد تستحق فالحصول على أغلبية الأصوات يعني أن هناك قبولاً لهذا المرشح وأن الناخبين يتأملون فيه خيراً.
أما الشق الآخر من السؤال والمتعلق بمسألة التعيين من قبل وزير التجارة فأرى أنه أمر جيد أن يكون هناك ممثلة أو أكثر لسيدات الأعمال في المجلس تتابع وتنقل واقع القطاع النسائي وترجمة معوقاته إلى جدول عمل يمكن متابعة بشكل أفضل مع الجهات الرسمية.
@ "الرياض" سيدات الأعمال السعوديات يمتلكن أرصدة ضخمة في المصارف المحلية والعالمية أتت إما عن طريق الأعمال الخاصة أو عن الإرث الذي يأتي عن طريق الزوج أو الأهل، هل تعتقدين أن هذا صحيح أو أنها تأتي عن طريق التجارة؟
- مسألة امتلاك المال مسألة شخصية ولا يمكن تأنيثها أو تذكيرها ولكن متى ما كان الحصول على المال بالطرق الشرعية فهو حق مكتسب ولا يمكن الجزم بأن امتلاك المرأة للمال يأتي من طريق واحد فقط، كالميراث مثلاً بل هناك سيدات أعمال صنعن لأنفسهن نجاحاً بتوفيق الله.
@ "الرياض" هل يعد الأمر طبيعياً لو فازت في غالبية المقاعد الرئيسية لعضوية مجلس إدارة غرفة تجارة الرياض سيدات أعمال؟
- بما أن النظام أتاح لرجل وسيدة الأعمال فرصة الوصول إلى مجلس الإدارة فلا يمكن استغراب نتائج الانتخابات ولكن بنظرة واقعية وبالنظر إلى تجربة مشاركة السيدات في غرفة جدة والشرقية لا يمكن الجزم بفوز السيدات بأغلبية المقاعد في المجلس الجديد إضافة إلى أن نسبة سيدات الأعمال المنتسبات إلى غرفة الرياض لا تتجاوز 5% من مجموع المنتسبين بالغرفة.
@ "الرياض" كيف سيتم الترويج للحملات التعريفية للمرشحات وما هي الوسائل المتاحة أمامهن؟
- أعتقد أن أي سيدة أعمال ترشح نفسها للانتخابات ستمارس حقها في التعريف ببرنامجها وفق ما تسمح به أنظمة الانتخاب وأنها تجربة جديدة ولكن تبقى مهمة لجميع سيدات الأعمال.
@ "الرياض" كنت قد سألت الأمين العام لغرفة تجارة الرياض حسين العذل كيف ستدير سيدات الأعمال الغرفة بجانبها الرجالي والنسائي؟ رد بأنها تستطيع ذلك بعدة طرق منها عقد اللقاءات من خلف حجاب، هل هذا مقبول في حال تم استقبال وفود أجنبية أو ضيوف للغرفة من الداخل؟
- كما ذكر الأمين العام لغرفة تجارة الرياض حسين العذل نحن كسيدات أعمال نمارس حضوراً في جميع فعاليات الغرفة وكما ذكرت أن تجربة غرفة الرياض أعتقد أنها رائدة في مجال إشراك المرأة فعلاوة على وجود الفرع النسائي الذي مكن سيدات الأعمال من إنهاء إجراءاتهن والاجتماع سوياً لبحث أمور أعمالهن بكل حرية وارتياح فإننا أيضاً كسيدات أعمال نشارك بفاعلية في الاجتماعات ونلتقي بالمسؤولين في القطاع الحكومي في قاعة تكون مخصصة للسيدات ونتحاور ونناقش الضيف بكل حرية ولمست من خلال زيارة عدد من الوفود النسائية الأجنبية للفرع إعجابهن بآلية العمل وفي البيئة التي تعمل بها المرأة ضمن الضوابط الشرعية.
@ "الرياض" الشيخ عبد الرحمن الجريسي رئيس الغرفة الحالي ماذا استفادت هدى الجريسي من قربة من ناحية إدارة الغرفة؟
- الحديث قد يطول حول هذا السؤال فللوالد عبد الرحمن الجريسي الكثير من الفضل بعد الله في كثير من نواحي حياتي سواء التربوية أو التعليمية أو العملية، أما من ناحية منصبة كرئيس مجلس إدارة الغرفة فأستفيد منه ومن مجلس الإدارة بشكل عام كأي سيدة أعمال فمجلس الإدارة الحالي يسعى جاهداً لتذليل العقبات التي تعترض القطاع الخاص بشكل عام والقطاع النسائي جزءاً من هذا القطاع الكبير.
@ "الرياض" من خلال قربك من سيدات الأعمال هل هناك عدد كبير من السيدات ينوين الترشح وهل لديهن خطط تطوير أداء الغرفة؟
- كما ذكرت سابقاً الطموحات كبيرة لدى سيدات الأعمال وهناك مجموعة كبيرة من السيدات ناجحات ولهن مشاركة فاعلة في الفرع النسائي، ويسهمن في تطوير العمل النسوي بشكل عام، أما مسألة الترشيح فأعتقد لن تتضح الصورة إلا بعد إعلان فتح باب الترشيح رسمياً.
@ "الرياض" التوقعات تشير إلى أن فوز النساء برئاسة مجلس إدارة الغرفة سوف يوجه العمل في الغرفة لصالح المرأة وتحقيق مطالبها التي لم تعط حقها من ناحية التطبيق على أرض الواقع وأنها ملت من مقولة أنها الأم والأخت وأنها تشكل نصف المجتمع وفي نفس الوقت لا تزال تدار أمورها إما بالقفز على الأنظمة أو بطرق سرية وأنها لا تزال تخضع لأهواء ولي الأمر ما رأيك؟
- هذا السؤال فيه أكثر من جانب فمسألة فوز المرأة برئاسة المجلس فهذا سابق لأوانه وتحكمه أمور عديدة فهذه المرأة الأولى التي سوف تشارك المرأة في الترشيح والمهم الآن هو نجاح هذه الخطوة أما ما ذكر في السؤال بأن المرأة ملت من مقولة أنها الأم والأخت فلا أعتقد بصحة هذا الكلام فالمرأة يسعدها أن تكون أماً وأختاً وزوجة وهذا لا يمكن أن يقف حائلاً دون مشاركتها وتحقيق طموحاتها بما يتوافق مع الشريعة الإسلامية.
@ "الرياض" لك مطالب بتغيير بعض الأنظمة لتوظيف طالبات العمل ومنها تمكين الأجنبيات المقيمات ويحملن شهادة البكاريوس في الحاسب الآلي بوظيفة التدريب في الغرفة، نود نعرف تفاصيل هذا المطلب والغرض منه؟
- من المهم أن نؤكد أننا لسنا ضد السعودة مطلقاً ونحن نؤمن بأحقية المواطنة بالعمل وما ذكرته في لقاء سيدات الأعمال بوكيل وزارة العمل أن المستثمرات في قطاع التدريب يواجهن مشكلة من ناحيتين الأولى أن شروط المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني تشترط للعمل في مراكز التدريب النسوية وجود مدربات على درجة علمية عالية لا سيما في تقنية البرمجيات والشبكات والحاسب الآلي ولا نجد سعوديات بنفس المؤهلات المطلوبة والشق الثاني من المشكلة أن وزارة العمل تطالب بتوظيف السعوديات في هذا المجال فهناك عدم تجانس في المعادلة فنحن طالبنا بأن يكون هناك إحلال تدريجي وأن يسمح بتوظيف المقيمات لا سيما الموجودات مع أزواجهن وأن يوازي ذلك تدريب للسعوديات لإكسابهن الخبرة.
@ "الرياض" بحكم تخصصكم في مجال التدريب ما هي في رأيكم العناصر والمحددات الرئيسية في تحقيق نقلة نوعية متميزة في برامج التعليم الفني والمهني للبنات في المملكة؟
- اعتقد ان الرغبة في الارتقاء في أي من المجالات يجب ان يكون على قاعدة صلبة من المقومات التي تمكن من النهوض الصحيح الذي يؤتي ثماره، كما ان الانفرادية في أي عمل مهني لا يمكن ان يكون مكتملا من حيث القائم بالعمل ولا من حيث المستفيد، والجانب التدريبي والمهني في بلادنا يحتاج الى تضافر الجهود بين القطاعين العام والخاص وان يكون هناك إستراتيجية تتناسب ومتطلبات الفتاة، وفي نفس الوقت لا تضيق على الجانب الاستثماري في مثل هذه المجالات التدريبية والمهنية.
والجانب المهني والفني المخصص للبنات هو حديث عهد في بلادنا ويحتاج للكثير من العمل والتظيم ووضع مرتكزات لننطلق من حيث انتهى الآخرون، ويجب ان يكون للقطاع الخاص حضوره الفاعل في هذا المجال.
وفي تقديري أن التشاور مع القطاع الخاص قبل إقرار أو تنفيذ أي لوائح لها مساس مباشر بالجانب التدريبي هو ضرورة ملحة لتكون نتائج تلك البرامج وفق الاحتياجات الأساسية لهذا القطاع بدلاً من أن تكون البرامج بمعزل عن احتياجات سوق العمل .
كما ان مشاركة القطاع الخاص في التدريب والتأهيل ينتظر ان تجد الدعم من قبل الجهات المسؤوله من خلال خلق شراكة فاعلة في وضع الخطط والاستراتيجيات التي تخدم مجال التدريب وان قطاع التدريب في القطاع الخاص يجب ان يكون له دور يتجاوز مسألة تلقي اللوائح والأنظمة الى المشاركة في وضعها لتتناسب مع واقع التدريب والاحتياج، ليكون شريكا فاعلا في التنمية البشرية التي هي في النهاية تخدم المصلحة العامة.
ولعل من الأهمية ان يكون هناك مجلس او لجنة مشتركة ما بين القطاعين العام والخاص من الجنسين، لان قضية التدريب والتأهيل لم تعد مقتصرة على الرجل، لنتمكن من تفعيل الشراكة على ارض الواقع فالقطاع الخاص لديه الكثير مما يمكن تقديمه من اقتراحات وحلول، تتجاوز نظرة الربح والخسارة إلى ما هو اكبر من ذلك من إيجاد أسس يمكن من خلالها إحداث نقلة في مجال التدريب والتأهيل ليتواكب مع متطلبات العصر ولنتمكن بالفعل من فتح مجالات أوسع لتوظيف أبناء وبنات الوطن.