في السنوات الأخيرة باتت تتزين أعياد الرياض بعروض مسرحية تستحق المتابعة، ليس لجودتها الفنية قدر تحقيقها لتأسيس ثقافة ترفيهية وتثقيفية جديدة على المجتمع السعودي داخل بلاده.. والجميل أن أمانة مدينة الرياض تجاوزت أيام العيد وامتدت ذراعها الثقافية إلى أن وصلت إلى الإجازات الأسبوعية فأصبح الرجل السعودي ينعم بعروض مسرحية أسبوعية تقريباً.. وهي عروض كما أسلفت ترسخ ثقافة ترفيه مختلفة عن المألوف.. الغريب أن تأتي تلك الخطوة من أمانة مدينة الرياض وليس من وزارة الثقافة والإعلام..؟ وهو اندهاش مشروع وإن كانت أمانة الرياض - كما يبدو - تحاول معالجة القصور في غير وزارة بقدر المستطاع.. الرياض تحتاج إلى برامج ترفيهية وتثقيفية متنوعة تقابل احتياج المجتمع كله وليس بعضه.. ومع كل حماسنا وتشجيعنا لما يعرض إلا أننا نشعر أن الأمر يخضع للظروف والموقف الشخصي.. بداية أعتقد أن إدراج المسرح بشكل دائم ضمن منظومة الترفيه والتثقيف تأخر وقته كثيراً.. وأيضاً لابد من إعطاء العمل المسرحي شكلاً تنظيمياً أكثر ليصبح مسرحاً بمعناه المعروف.. أي: لابد من إنشاء فرق مسرحية، وتأسيس مسارح، وأيضاً البدء بإصدار تذاكر للحضور، وأن يصبح العرض دائماً، وخصوصاً في الإجازات الأسبوعية أو الموسمية تحت إشراف وزارة الثقافة والإعلام.. أعتقد أن العمل على تأسيس مسرح سعودي دائم مهم، ليس للترفيه وازدياد معدل الضحك كما يقول بعض متابعي المسارح الحالية؛ بل لتدعيم العمل الثقافي الوطني.. أي: نريد تأسيس مسرح يدرك أهله مسؤوليتهم في بناء الرأي العام وثقافة الفرد السعودي، وليس فقط دغدغة المشاعر وإثارة الضحك لمجرد الضحك..؟ صراحة نريد مسرحاً يطرح رؤية إنسانية متقدمة يشارك المسرحيون من خلالها في إعادة صياغة العقل السعودي وتحقيق الاعتدال، وليس التطرف نحو اتجاه من دون آخر.. صراحة لا نريد تكرار أخطاء الماضي، ولكن بثوب آخر قد يكون أخطر من غيره إن تركنا الأمر للاجتهاد الفردي وليس العمل المؤسسي المنظم.. أيضاً لا نريد مسرحاً يدفعنا للضحك ثم لا شيء.. ولا نريد مسرحاً معرضاً للتوقف بمجرد أن يأتي للأمانة خطاب من هنا أو هناك ولا نريد مسرحاً معرضاً لرصاصة الرحمة في أي لحظة من دون سابق إنذار.