المسرح هذا الفن الذي يتوافد له الجماهير زرافات زرافات، رغم الطلبات المتكررة طوال سنوات ماضية لتنشيط هذا المجال لكل الفئات - رجال، نساء، أطفال - إلا ان حركته الأخيرة جاءت في مصلحة الرجل وبقي النساء والأطفال في طابور الانتظار، في العروض اليتيمة التي تقيمها مشكورة أمانة مدينة الرياض للأطفال والنساء نرى الحاجة من خلال الأعداد الهائلة التي تتزاحم لدخول العروض، نحن كجمهور لا نعرف السبب الحقيقي وراء هذا الفقر المسرحي الموجه للنساء والأطفال لا سيما ان هناك نشاطا رجاليا جيدا. حول هذا الأمر التقينا بعدد من الجمهور النسائي كونهن المحرومات من هذا النشاط للتعرف إلى آرائهن. مدينة الرياض بداية تشاركنا نوف الغشيان فتقول: نحن في مدينة الرياض بأمس الحاجة إلى أي متنفس.. والمسرح النسائي يمكن أن يكون في بدايته جانب ترفيهي للنساء، وإذا كتب له الاستمرار سيكبر وينضج وتصبح تجربته محل نقد وتقويم، كما إنا سنجد كاتبات تغريهم وتستحثهم التجربة بالكتابة والتأليف للمسرح واتوقع أيضاً أن تخرج عدداً من المواهب الشابة من الفتيات اللائي طرقن بالفعل تجربة المسرح عن طريق المدرسة والجامعة المتواضع، أما اليوم فنحن نشجع وجود المسرح النسائي محاولة للترفيه والتسلية ولا نتوقع أن يكون هناك مستوى متقدماً جداً في العرض والأداء. بدعة السعوديات أما هيفاء محمد فتقول: لقد صفقت بحرارة وتفاعلت بشكل كبير مع مسرحية خلف البرواز لشباب سعوديين عرضت خلال المهرجان الثقافي بالقاهرة وكانت تلك هي المسرحية السعودية الأولى والوحيدة التي حضرتها مع اهتمامي وحبي لهذا الفن الراقي الذي يناقس بتركيز أكثر القضايا هماً وألماً. وعلى الرغم من أنني لم أحضر مسرحيات نسائية في السعودية إلا اني اتمنى أن تفعل الفكرة بشكل إيجابي ولا تكون مقتصرة على الأعياد كما سمعت حتى تصبح من ضمن ثقافة المجتمع ويكون لها جمهورها من محبي وعشاق المسرح. ولا اعتقد ان اسم نسائي ورجالي أو وجودهما في عمل مشترك سيؤثر في المسرح فكما ان مسرحية خلف البرواز كانت رجالية يشترك فيها عنصر نسائي ولاقت هذا النجاح من لدن الجمهور فأرى انه من الأولى ان تنجح المسرحيات النسائية لأنها تخاطب شريحة لها طبيعتها ووضعيتها الخاصة، ونحن كسعوديات نشجع هذا التوجه ونرغب في أن نكون ابتدعنا شيئاً لم يسبقنا له أحد. حضر كثيف؟! مها الوتيد تشاركنا برأيها في احتفالات عيدالفطر الماضي بالرياض كانت هناك فعاليات وبرامج جميلة جداً وأنشطة متنوعة حققت أجواء من المرح والمتعة لكافة المراحل العمرية من كبار وصغار ورجال ونساء ومن بين الفعاليات التي حضرتها مسرحية نسائية يدور موضوعها عن الهوس بالانترنت ورغم بساطة الفكرة والارتجالية الواضحة في أداء المؤديات إلا أن جمهور الحاضرات تفاعل بشكل كبير مع العرض المقدم على المسرح حتى ان الزائرات كن يتدافعن على بوابات الدخول في ظل ممانعة موظفات لعدم وجود أماكن شاغرة في القاعة مع أن قاعة مركز الملك فهد الثقافي تعتبر أكبر قاعة في الرياض إلا ان عدد الحاضرات فاق التوقع ولا أدري بماذا يفسر حضور هذا الجمع الغفير من النساء والفتيات أهو شوق وحب في المسرح؟! أم بحث عن متنفس حيث لا بدائل؟! أم قد يكون لأولئك الممثلات الخليجيات دور في جذب واستحثاث الحضور والمشاهد؟.. وأياً كان السبب المهم اننا كجمهور سعودي نسائي نطالب بوجود مسرح خاص بنا يتعرض إلى مشاكلنا وهمومنا في مجتمعنا ونجاح هذه الفعالية في العيد يدل على تأييد واسع ورغبة ملحة في وجود هذا النوع من الفن الرائع. التأسيس للمسرح أما أمل الدريهم فتقول: المسرح النسائي مصطلح لم نسمع به إلا في السعودية مؤخراً وهو بالرغم من بداياته المتواضعة التي لا ترقى حقيقة لأن تسمى مسرحاً! كما هو معروف إلا انها كتجربة جميلة وفريدة من نوعها أيضاً. كما اعتبرها نقلة نوعية ومرحلة تفوق فنحن السعوديين دائما نطوع الصعب ونمكن المستحيل.. والتأسيس لحركة مسرحية نسائية شيء وارد في ظل الحاجة الملحة لحراك اجتماعي يجمع الأقطاب المتباعدة ويقرب وجهات النظر ويجعلنا نركز في قضايانا وشأننا الداخلي بدلاً أن نتطلع إلى العالم من خلال نوافذ وزوايا الآخرين.. وكل ما اتمناه أن يفعل المسرح النسائي ويكون موجوداً بشكل دائم حتى تشيع ثقافة المسرح ويكون له جمهور متابع راصد وناقد.. وهذا لا يكون إلا بوجود جهة تتبنى فعلياً هذا التوجه وتدعمه بالكادر المناسب وتعمل على تهيئة الظروف المواتية لنجاحه في ظل الحدود المجتمعية من غير أن تثير حفيظة أحد وتسبب تضارباً أو انشقاقاً في وجهات النظر. فما زالت فكرة المسرح تحمل علامات استفهام يمكن أن توضح ويزال الغموض واللبس بها بعد أن تثبت فعلاً انها رسالة سامية تدعم الأخلاق والقيم.