مهرجان دبي للتسوق ينقل العالم إلى دبي وينقل "دار الحي" إلى العالم

تحت شعار "عالم واحد.. عائلة واحدة"

بفكرة بسيطة لاقت تجاوباً كبيراً وتفاعلت معها جميع الأنشطة فتح مهرجان دبي للتسوق في دورته الأولى عام 1996الطريق أمام تحقيق تجارة ناجحة وتنشيط الحركة الاقتصادية في مدينة دبي المزدهرة بدولة الإمارات العربية المتحدة، حيث بلغ حجم الإنفاق 2.15مليار درهم، ونسبة زوار فاقت 1.6مليون زائر، وأعقبت ذلك مشاركة أكبر، في السنوات اللاحقة، ووضع التسلية في متناول الجميع، عبر الكرنفالات والأنشطة الترفيهية والفنية والثقافية، إضافة إلى الأحداث الرياضية الكبرى كسباقات الخيل والجمال والدراجات النارية واكتشاف المواهب والفرق الاستعراضية وإقامة المؤتمرات والندوات والمعارض ذات الصلة بهذه الأنشطة لجميع بلدان العالم.
وفي هذا العام، انطلق في 24يناير الجاري مهرجان دبي للتسوق الذي تستمر فعالياته حتى 24فبراير تحت شعار "عالم واحد، عائلة واحدة"، وعمت المظاهر الاحتفالية أرجاء مدينة دبي بهذا الحدث العالمي، الذي يستقطب سنوياً ملايين الزوار من داخل دولة الإمارات العربية المتحدة وخارجها. ومما يميز مهرجان هذا العام هو الجوائز الثمينة التي يقدمها والتي تراوحت بين الجوائز النقدية ببضعة آلاف من الدراهم إلى الجوائز الثمينة كجزيرة خاصة في البحر الكاريبي وطائرة خاصة والسيارات الفخمة والفلل والشقق السكنية في الإمارة التي تشهد طفرة عقارية غير مسبوقة، هذا ويشهد مهرجان هذا العام تشكيلة متنوعة من المعروضات المتميزة والغريبة مثل نماذج الطائرات والصواريخ والأقنعة الأسطورية، والتحف الشرقية الرائعة كما عرضت سجادة إيرانية الصنع مقسمة إلى 66قسماً على شكل مربعات متساوية يحتوي كل منها على لوحة مستقلة في معناها ودلالتها عن بقية المربعات.
ويقام المهرجان هذا العام ضمن أجواء ربيعية معتدلة بعد هطول الأمطار بكثافة لم تشهدها المنطقة منذ عقود، ويعتبر مهرجان دبي للتسوق من أهم و أقوى الإنجازات التي خرجت بها دبي للعالم، ومما لاشك فيه أن حدثا بهذه الضخامة والتنظيم يقف من ورائه فريق كبير جدا من الخبراء والمبدعين والمسوقين من أبناء دولة الإمارات العربية المتحدة فضلا عن الكوادر الفنية والادارية من العرب والاجانب، الذين اثبتوا للعالم بأسره أن الأحلام تصبح واقعا ملموسا عندما تتكاتف الجهود ويكون الإخلاص دافعا قويا للتغيير والنجاح و الإبداع.
يقاس نجاح مهرجان دبي للتسوق من خلال التدرج المضطرد في أعداد الزوار التي استقطبها عبر دوراته الماضية وحجم ما ينفقوه، حيث بلغ عدد الزوار في الدورة الافتتاحية خلال العام 1996والتي استمرت لمدة 43يوماً، 1.6مليون زائر أنفقوا أكثر من 2.15مليار درهم إماراتي، بينما وصل عدد الزوار خلال دورة العام 2006- 2007إلى أكثر من 3.6ملايين زائر أنفقوا ما يزيد على 10مليارات درهم.
هناك الكثير من الأنشطة التي يمكن ممارستها في دبي من الرحلات البحرية على سطح الماء إلى رحلات السفاري في عمق الصحراء إلى تجربة صعود الجبال.
ويستطيع عشاق الرياضة التمتع بأوقاتهم في مجموعة من أفضل نوادي الجولف في العالم قبل العودة إلى الشاطئ للتمتع بالاستلقاء على الرمال الذهبية.. ومن تجربة الهبوط بالمظلات إلى القفز من ارتفاع 12ألف قدم والغوص تحت الماء. ويعد التسوق في دبي تجربة مثيرة بين مراكز التسوق العصرية والأسواق القديمة ومحال بيع التجزئة إذ تعد المدينة "عاصمة التسوق في الشرق الأوسط" وتتنوع معروضاتها من أحدث منتجات الموضة والأزياء العالمية إلى الذهب والمجوهرات والإلكترونيات والمصنوعات اليدوية والسجاد وغيرها. ومن الانشطة المترفة والممتعة إلى لحظات الاسترخاء إلى المنافسات الرياضية المثيرة.
وتتجلى مظاهر المهرجان في كافة الشوارع الرئيسية ومراكز التسوق والمحلات التجارية المشاركة في الحدث والمرافق العامة في إمارة دبي، حيث تنتشر الملصقات والإعلانات في وسائل الإعلام المختلفة عن عروض الحدث من تخفيضات وعروض ترويجية مقرونة مع إمكانية ربح جوائز يومية بملايين الدراهم إلى جانب فعاليات ترفيهية عالمية تناسب كافة أفراد العائلة.
وفي هذا العام يقول القائمون على مهرجان دبي للتسوق إن المهرجان سيضيف فصلاً خامساً إلى فصول السنة الأربعة رغم أن الفصول الأربعة لم تمر على الإمارات إلا هذا العام بعد الأمطار وموجة البرد التي اجتاحت المنطقة. ويعدون بجعل المهرجان حدثاً استثنائياً لا ينسى يتضمن مجموعة واسعة من الفعاليات المتنوعة والأجواء الاحتفالية غير المسبوقة.
ويوفر المهرجان للسياح والزوار، على مدى 32يوماً، أكثر من 100فعالية ينظم بعضها للمرة الأولى في المنطقة وتكتسب طابعاً خاصاً من ناحية الأفكار المبتكرة التي تعتمدها والتسلية التي توفرها للجمهور.
وانطلقت فعاليات مهرجان دبي للتسوق 2008من خلال حفل كبير وباهر تحت رعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي والذي يدعم هذا المهرجان وكافة الفعاليات الثقافية في الإمارة بشكل متواصل حيث يحظى هذا المهرجان برعاية تامة من قبل حكومة دبي. وتميز حفل الافتتاح هذا العام بتناغم كبير بين كافة عناصره ابتداءً من الموقع الأخاذ على الواجهة المائية في دبي والمؤثرات الصوتية والضوئية المميزة وصولاً إلى عروض الألعاب النارية وأشعة الليزر، حيث تناغمت كل هذه العناصر مع بعضها البعض لتشكل سيمفونية متكاملة تعلن بداية فعاليات المهرجان الأكبر في الإمارة.
وتوقع القائمون على تنظيم مهرجان دبي للتسوق بإدارة مديرته النشطة ليلى سهيل زيادة هذا العام تتراوح بين 5-8% في أعداد زوار الإمارة على مدى 32يوماً فترة تنظيم المهرجان وزيادة بين 10- 15% في حجم الإنفاق مقارنة بدورة العام الماضي التي استقطبت أكثر من 3.5ملايين زائر وتجاوز حجم الإنفاق خلالها 10.2مليارات درهم، رغم غياب العوائل السعودية في بدايات المهرجان هذا العام حيث تزامن افتتاح المهرجان مع موعد إجراء الاختبارات الفصلية في مدارس المملكة.
و طالبت إدارة المهرجان الجهات المختصة بتسهيل منح تأشيرات الزيارة إلى الإمارة كما طلبت من المشاركين وشركات الطيران والفنادق ومراكز التسوق تخفيض أسعارهم لجذب أكبر عدد من الزوار إلى المهرجان.
ويذكر انه يشارك في الدورة الثالثة عشرة لمهرجان دبي للتسوق 27شركة ومؤسسة من كبرى شركات القطاع الخاص في الإمارات كرعاة رئيسيين، فضلاً عن مشاركة عشرات الشركات والمؤسسات الحكومية والخاصة من دول الخليج والدول العربية والأجنبية، حيث يقام سنويا جناح سعودي ضخم في القرية العالمية تحت إشراف الملحقية الثقافية السعودية في الإمارات وهو عبارة عن مجسم مستوحى من تراث المملكة العربية السعودية يشيد في القرية العالمية. وبعد أن كانت المساحة 1000متر مربع في البدايات، امتدت اليوم وأصبحت مساحة الجناح السعودي 2500متر مربع، مقسمة إلى أكثر من 70محلاً، بمشاركة كبرى شركات العطور و التمور والملابس التراثية النسائية و الرجالية، وكذلك الأحذية والحقائب، علماً بأن جناح المملكة العربية السعودية كان دائماً يتميز بديكوراته العالية في التصميم الداخلي و الخارجي، وكذلك إدارته وخدمات العارضين والزوار، وقد توج ذلك بحصول الشركة المنظمة على أفضل خدمة وإدارة جناح لعام