لماذا نجح المسلسل السوري (باب الحارة) في جزئيه الأول والثاني. رغم عرضه في فترة زمنية تكاثفت فيها العروض المقدمة في جميع القنوات الفضائية من مسلسلات وبرامج ومنوعات أنفق عليها الكثير من الأموال من جميع الأقطار العربية؟ ولماذا يحرص المشاهد على متابعة كل مشاهده في العرض الأول.. والحرص نفسه بدرجة أعلى تكرر في عرضه الثاني على بعض القنوات الفضائية؟ الجواب لأنه لامس ما يبحث عنه المشاهد ألا وهي القيم الصحيحة التي جبلت عليها النفس البشرية السوية. فالعادات والقيم والأدب والشجاعة والحب والأخوة والنخوة والمروءة والمظاهر الاجتماعية البسيطة والعفوية المترابطة كلها مزايا جميلة يحب المشاهد أن يعيشها فكيف به نشاهدها لتعبر عن المكنون في نفسه ليستحضرها أو ليتعلم منها أو ليشهدها الجيل الجديد. الجميل في الأمر أن التأثير والتأثر بهذا المسلسل لم يكن مقصورا على فئة معينة في المجتمع، بل تعددت الأصناف والأطياف من مشارب مختلفة اتفقت على أن هذا المسلسل قد أشبع إجابات على أسئلة تفيض بها مشاعرهم وصخب حياتهم.ولعل الكثير من الأصداء الجيدة أجادت في التعبير عن مصداقية العمل وجودته الفنية والقيمة الدرامية التي فاحت بعبق القيم المطلوب التعايش بها في المجتمع. الأصداء تعددت والعمل واحد.. استطاع صاحب القرار أن يستثمر أيضا نجاح هذا المسلسل من خلال رسائل الجوال إلى التعليقات والمسميات في الطرقات للمحال التجارية مرورا برسائل أس أم أس اختتاما بالأطعمة الخاصة من بسكويتات وعلوك حملت علامة المسلسل وصور أبطاله. والمتابع يجد أن عملية تسويق نجاحه نقلت المشاهد من صفوف المشاهدة والمتابعة إلى صفوف المشاركة في الملحمة الفنية الجديدة التي ستكون في الجزء الثالث. فمالذي يبحث عنه المشاهد الواعي؟ يبحث عن تجسيد للقيم والأخلاق الكريمة التي تفرض أسلوبا معينا في التحول الاجتماعي الجميل والنهوض بالعادات الحميدة واستنكار القبيحة منها. المشاهد اليوم أثبت من خلال الإقبال الكبير والتأييد لفكرة المسلسل بأن الفكرة البسيطة المترابطة للحياة الواقعية هي القاعدة الأبقى للتأثر وهي ما يبحث عنه. باب الحارة بقيمته الفنية استطاع ان يستلب عقول المشاهد ضمن دراما متميزة تنوعت فيها الأدوار الإنسانية الطيبة والشريرة والمخادعة والمتسامحة..وجميع تلك الشخوص ربطة بحبال من العلاقات الحميمة المترابطة أو المتنافرة لتصب في قالب جميل هو باب الحارة. ذلك الباب البسيط الذي شرع وفتح لدخول جميع المشاهدين. قياسا على هذا النجاح الساحق الذي حققه المسلسل لابد أن يدرك جميع القائمين على الدراما والكتابة الفنية بأن القيم الصحيحة المتعلمة هي ما يبحث عنه المشاهد بعيدا عن تلك المسلسلات ذات المشاهد التي تعدت مرحلة الجرأة إلى الوقاحة فحصلت على نقمة المشاهد قبل أن تسترعي انتباها. وأخيرا وعلى طريقة أصداء باب الحارة نقول للمشاهد @ رزقك الله قوة معتز @ وشجاعة أبو شهاب @ وتوبة الايد عشري @ وصبر أبو حاتم @ وأبعد عنك أمثال أبو النار وأبو ساطور وفريال @ وضلل عنك أشباه صطيف