افتُتح "كهف الملح"، ليكون وجهة فريدة تُزاوج بين الترفيه والعناية بالجسد، في قلب "بوليفارد سيتي" ضمن فعاليات موسم الرياض 2025، وتحديدًا في أحد الأركان الهادئة التي تُطل على زوار العاصمة بتجربة مختلفة، التجربة تنبع من حلم وُلد في القصب، المدينة السعودية المعروفة بتكويناتها الملحية، وتحول مع الزمن إلى مشروع وطني يستلهم من الطبيعة المحلية ويواكب المعايير العالمية للعلاج بالملح. تعود بدايات الفكرة إلى أحد أبناء القصب، الذي آمن أن للملح استخدامات تتجاوز الطهو والتجارة، وأنه يمكن أن يكون بوابة للعلاج والتأمل والراحة النفسية، مستلهمًا من تجارب كهوف الملح المنتشرة في أوروبا. عمل صاحب الفكرة على بلورة مشروعه، على أن يكون سعودي الهوية في جوهره وشكله، مستمدًا من مكونات الأرض التي نشأ عليها. وفي موسم الرياض، حظيت الفكرة بفرصتها الذهبية للظهور، فتم تصميم "كهف الملح" ليمنح الزوار تجربة استشفائية متكاملة، داخل غرف مغطاة بالملح الطبيعي، موزعة بين أجنحة خاصة، وغرف جماعية، ومساحات فردية للعزلة والاسترخاء، وتكتمل التجربة بخدمات إضافية تشمل جلسات علاجية متقدمة، تدليك صحي، وأجواء ضوئية وسمعية تساهم في تخفيف التوتر وتحفيز الشعور بالسكينة. يعتمد الكهف على عناصر تصميم مدروسة بعناية، تتوازن فيها الإنارة مع توزيع الأملاح، لتحقيق أثر فعّال على الجهاز التنفسي والمزاج العام، وهي تقنية معروفة طبيًا تحت اسم "الهالوثيرابي"، ووفقًا لصاحبة المشروع فاتن عبدالمحسن بن دفاق فإن الملح المستخدم في الجلسات مستخرج من الموارد المحلية، دون معالجة صناعية، بما يعزز من مصداقية التجربة وقيمتها الصحية. وإلى جانب الطابع العلاجي، يقدم "كهف الملح" بعدًا ثقافيًا مرتبطًا بتراث المنطقة، إذ لا يغيب عن الزائر الإحساس بالهوية المكانية، من خلال مواد البناء والديكور المستوحى من تضاريس القصيم وكهوفها القديمة. يُذكر أن موسم الرياض، في نسخته الجديدة، يضم عشرات الفعاليات المتنوعة، غير أن "كهف الملح" يقدم خيارًا نوعيًا مختلفًا لأولئك الباحثين عن سكينة مؤقتة وسط زخم الترفيه، هو ملاذ من الملح، لكنه محمّل برؤية وطنية راسخة، تسعى لأن يكون الترفيه السعودي عميقًا في أثره، متصلاً بالأرض، ومعبّرًا عن قدرة أبناء المملكة على تحويل مواردهم إلى تجارب إنسانية رفيعة. فاتن عبدالمحسن بن دفاق