يواصل جيش الاحتلال الاسرائيلي، منذ فجر أمس، غاراته الجوية وقصفه المدفعي مستهدفًا أنحاء مختلفة بعموم قطاع غزة، تركزت، حتى الآن، في شرقي مدينة غزة بالشمال، وفي مدينة رفح جنوبًا، وكذلك ضمن المناطق التي ما زال يسيطر عليها بموجب اتفاق وقف إطلاق النار. يأتي ذلك بالتزامن مع الأوضاع الإنسانية المأساوية التي تزداد حدة في ظل المنخفضات الجوية التي تضرب المنطقة، وما يرافقها من غمر مياه الأمطار الخيام المهترئة والأغطية المتهالكة. من جهة أخرى، جددت منظمات دولية التحذير من انهيار وشيك للمنظومة الصحية نتيجة القيود التي لا تزال تفرضها إسرائيل على إدخال الوقود والمستلزمات الطبية، ما يفاقم معاناة الأهالي، ويقوّض قدرة المستشفيات على العمل. سياسيًا، وبحسب تقارير إسرائيلية، يسود خلاف بين الولاياتالمتحدة وإسرائيل بشأن ترتيب خطوات المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار، بخصوص البدء بعملية إعادة الإعمار أو الشروع أولًا في نزع السلاح. وتسعى الإدارة الأميركية، بحسب ما تنقله تقارير ذات صلة، إلى الانتقال للمرحلة الثانية قريبًا وتحديدًا في منتصف شهر يناير المقبل. وتلفت التقارير، في السياق، إلى أن محادثات جرت مؤخرًا بين الدول الوسيطة قطر ومصر وتركيا وواشنطن في ميامي لدفع تنفيذ المرحلة الثانية. منطقة منكوبة أعلنت بلديات محافظة شمال قطاع غزة، أن جيش الاحتلال الإسرائيلي حوّل شمال غزة إلى منطقة منكوبة، من خلال منع وصول المياه والوقود وقطع الغيار ومواد إعادة الإعمار إلى المحافظة. وأوضحت البلديات، في بيان صحفي أمس، أن الاحتلال دمر أكثر من 150 كيلومترًا من الطرق و70 بئر مياه رئيسة، إضافة إلى محطات المعالجة وجميع مولدات الكهرباء الخاصة. وأدى الاعتداء أيضًا إلى تدمير 50 ألف دونم من المحاصيل الزراعية وانعدام الأمن الغذائي في شمال غزة. وأشارت البلديات إلى تحديات خطيرة تواجهها تتمثل في عدم توفر وقود كافٍ لتشغيل آبار المياه وشبكات الصرف، وعدم توفر مواد الصيانة وأنابيب المياه والصرف الصحي، إلى جانب تكدس آلاف الأطنان من النفايات الصلبة، ما أدى لانتشار الأمراض. وتتنصل "إسرائيل" من الإيفاء بالتزاماتها التي نصت عليها المرحلة الأولى من الاتفاق، وأبرزها وقف الأعمال العدائية حيث تواصل إطلاق النيران والقصف في أنحاء متفرقة بالقطاع، مما أسفر منذ 11 أكتوبر الماضي وحتى أمس عن استشهاد 406 فلسطينيين وإصابة 1118 آخرين. تبييض البؤر الاستيطانية حذّر المكتب الوطني للدفاع عن الأرض ومقاومة الاستيطان من تسارع خطوات حكومة الاحتلال الإسرائيلي الهادفة إلى شرعنة البؤر الاستيطانية والمزارع الرعوية الإرهابية، وتحويلها إلى مستوطنات رسمية، في تحدٍّ واضح للقانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية، وبغطاء سياسي أميركي مباشر. وأوضح المكتب في تقرير أصدره أمس، أن المجلس الوزاري الأمني المصغر (الكابينت) صادق، الأحد الماضي، على إقامة 19 مستوطنة جديدة في الضفة الغربيةالمحتلة، في خطوة وُصفت بأنها انتهاك جسيم للقوانين والأعراف الدولية. وبيّن أن هذه المصادقة رفعت عدد المستوطنات التي جرى إقرارها خلال السنوات الثلاث الأخيرة إلى 69 مستوطنة، ما يعكس تسارعًا غير مسبوق في وتيرة التوسع الاستيطاني، وفق تصريحات سموتريتش نفسه. وأشار إلى أن المستوطنات الجديدة التي نالت موافقة الكابينت تتوزع على مختلف محافظاتالضفة الغربية. ولفت إلى أنها في الأصل مستوطنات أُخليت عام 2005، أو بؤر استيطانية ومزارع رعوية إرهابية، أو أحياء تابعة لمستوطنات قائمة، جرى فصلها وتحويلها إلى مستوطنات مستقلة، بما يترتب عليه تخصيص موازنات رسمية وتوفير بنى تحتية وامتيازات حكومية كاملة. وأكد أن هذه الخطوة تندرج ضمن مسار تصاعدي تقوده حكومة بنيامين نتنياهو، يهدف إلى تكريس شرعنة البؤر الاستيطانية وتحويلها إلى مستوطنات معترف بها رسميًا، بعد سلسلة قرارات سابقة شملت فصل أحياء استيطانية عن مستوطنات كبرى، وتسوية أوضاع عشرات البؤر، ما يوسّع رقعة السيطرة الإسرائيلية في عمق الضفة الغربية. وأشار إلى أن بعض المستوطنات التي جرى تسوية أوضاعها، مثل "غنيم" و"كديم"، تعود جذورها إلى ثمانينيات القرن الماضي، قبل أن تتحول، عقب اتفاقيات أوسلو، إلى جيوب استيطانية معزولة داخل مناطق مصنفة (A) و(B). إغلاق رام الله أغلقت قوات الاحتلال، صباح أمس، مداخل قرى وبلدات شمال وغرب رام الله، في حين تواصلت الاقتحامات والمداهمات في مناطق الضفة الغربية. وفرض جيش الاحتلال حصارا على عدد من القرى غرب رام الله، بحثًا عن ما قال إنه "مسلح أطلق النار على حاجز "حشمونائيم" ثم لاذ بالفرار، دون وقوع إصابات". وأفادت مصادر محلية، بأن قوات الاحتلال أغلقت البوابة الرئيسة لمدخل قرية نعلين، ومنعت المواطنين والمركبات من دخولها أو الخروج منها. وبالتزامن مع ذلك، أغلقت قوات الاحتلال البوابة المؤدية إلى قرية خربثا بني حارث، ومنعت المواطنين من الدخول إليها أو الخروج منها، ما تسبب بأزمة مرورية. كما أغلقت تلك القوات حاجز عطارة العسكري، منذ ساعات الصباح الأولى، ما تسبب في عرقلة حركة المواطنين، خاصة القادمين والمغادرين من قرى وبلدات شمال غرب وغرب رام الله، ومن المحافظات الشمالية. وفي نابلس، اقتحمت قوات الاحتلال مخيمي العين وعسكر الجديد، وأفادت مصادر محلية، بأن قوات الاحتلال اقتحمت مخيم العين، وسط انتشار داخل أزقة المخيم. وانتشرت قوات الاحتلال في عدد من حارات مخيم عسكر الجديد وأزقته، وداهمت منازل، وفتشتها. بناء المستوطنات مستمر