في العادة، يخطف الأضواء ويظفر بالنجومية أولئك الذين يكونون في قلب الميدان؛ لاعبون كانوا أو مدربون أو حتى حكّام، وأحياناً مَن يقودون العمل إدارياً من رؤساء ومديرين تنفيذيين وغيرهم. ولكن هذه المرة، كان نجم البطولة العربية شخصاً آخر تماماً؛ فقد تغنّت به جماهير المنتخبات كافة، واستمتعوا بتعليقه الرائع ووصفه الدقيق، وبتفاعله مع كل منتخب وإعطائه حقه من الثناء والمدح. إنه نجم كابينة التعليق، وصاحب الصوت الجوهري، وأحد أبرز معلّقي قناة الدوري والكأس القطرية: سمير المعيرفي. نحن سعداء وفخورون بسفيرنا الوطني في التعليق الرياضي، وهو يتألق مع قناة خليجية عزيزة علينا، محققاً نجاحات كبيرة وباهرة تُعجب كل من يستمع إلى تعليقاته الرنانة والمميزة. أتذكر بدايات سمير المعيرفي في القناة الرياضية السعودية قبل سنوات، حين كان الجمهور يتنبأ بظهور صوت سيكون له أثر كبير في عالم التعليق الرياضي. وبالفعل، موسم بعد آخر، شاهدنا ارتفاع مستواه وتدرّجه بثبات نحو سُلّم النجومية، حتى وصل اليوم إلى قمّتها عن جدارة. وبصراحة تامة، قلّة قليلة هي التي تتميز في هذا المجال الصعب من الإعلام الرياضي؛ فهو يتطلب تحضيراً دقيقاً طوال التسعين دقيقة، وحضوراً ذهنياً كاملاً لإبداء المعلومات وإلقاء الكلمات في توقيتها المناسب، إضافة إلى سرعة البديهة التي يحتاجها المعلّق ليخطف انتباه المشاهدين. وهذه المواصفات لا تتكون إلا لدى من يملك الشغف الحقيقي، وحباً عظيماً للمجال، ومن يسعى للتجدد والتطور مع كل ظهور... وهي أمور لا يقدر عليها إلا عشّاق التفوق والنجاح. وفي البطولة العربية، تنافست القنوات على النقل، وتنوعت أصوات المعلّقين، لكن الصوت الذي لفت الأنظار وخطف النجومية بوضوح كان سمير المعيرفي؛ إذ تغنّى الإعلام بأدائه، وتفاعل الجمهور معه بقوة، وشاهدنا ذلك جلياً في منصات التواصل الاجتماعي بعد كل مباراة يعلّق عليها. ختاماً: الشاطر هو من يثبت نفسه، ويؤكد تميّزه رغم زحمة المنافسين من حوله... وهذا ما فعله سمير المعيرفي بامتياز.