في أعمال الفنان فائز الحارثي المعروف ب( أبو هريس) نقلة نوعية، ليس فقط لأنها اتخذت من الأبيض والأسود اعتمادًا لونيّا لها، بل لأنها شقّت طريقًا إلى الجدل البصري، ذلك الجدل المكتنز في مضامين مساحة البياض، فالفنان بدأ يرسم بياضًا وسوادًا، وهذا على المستوى الرمزي والوجودي وكأنه بذلك يحاول الانعتاق من سلطة الألوان المسيطرة، ويؤكد الناقد سامي جريدي أن الفنان (أبو هريس) وهو يعرض تجربته الأسود والأبيض يأخذنا إلى مشروع فني مختلف عن تجربته السابقة التي بدأها منذ أكثر من عشرين عامًا، وكأنه بذلك يفسّر سؤالاً وجوديًّا لهذه المرحلة الفنية التي أخذ على عاتقه في كشف الرؤى اللونية لسيرته وتاريخه الفني عبر لونين متضادين هما: (الأبيض والأسود)، إن ما تمثله هذه التجربة مغامرة لونية لمن يعي حقيقتها، وليس من السهولة الدخول في مضمارها إلاّ بإعلان فلسفي مسبق.