استهدفت سلسلة جديدة من الضربات الروسية «الضخمة» البنية التحتية للطاقة والعاصمة كييف الثلاثاء بحسب السلطات، فيما أعلنت روسيا وقوع هجوم أوكراني واسع النطاق على مناطق عدة في جنوب البلاد. وتأتي الهجمات الجديدة بالصواريخ والمسيّرات ضد أوكرانيا مع رفض روسيا الاثنين اقتراحا أوروبيا مضادا للخطة الأميركية. وهددت بتكثيف القصف إن لم تقبل كييف بخطة الرئيس دونالد ترمب المكونة من 28 بندا لإنهاء الحرب. بينما يعقد قادة «تحالف الدول الراغبة» الداعم لأوكرانيا اجتماعا جديدا. وفي روسيا، قُتل ثلاثة أشخاص على الأقل وأصيب ثمانية بهجوم أوكراني على مدينة تاغانروغ الساحلية ومنطقة نيكلينوفسكي المجاورة، على شواطئ بحر أزوف في منطقة روستوف، وفق ما أعلن الحاكم الإقليمي يوري سليووسار على تيليغرام. وأفادت السلطات في منطقة كراسنودار الروسية الواقعة على البحر الأسود أيضا بتعرض العديد من المدن لهجمات جوية أوكرانية واسعة النطاق. وأعلنت وزارة الدفاع الروسية أن دفاعاتها الجوية اعترضت 249 مسيّرة أوكرانية في أجوائها ليل الاثنين إلى الثلاثاء، وهو أعلى عدد منذ بدء النزاع. من جهة أخرى، قالت وزارة الطاقة الأوكرانية فجر الثلاثاء على تيليغرام «في الوقت الحالي، هناك هجوم ضخم للعدو على منشآت الطاقة». وأضافت «سيبدأ عمال الطاقة بتقييم الأضرار والقيام بتصليحات بمجرد أن يسمح الوضع الأمني بذلك». وتشنّ روسيا، منذ بدء غزوها أوكرانيا في فبراير 2022، هجمات ممنهجة على محطات توليد الطاقة الأوكرانية، ما يتسبب في انقطاعات مستمرة للتيار الكهربائي. وهذا العام، اشتدت وتيرة الهجمات التي تستهدف أيضا منشآت الغاز. في المقابل، تستهدف أوكرانيا مستودعات النفط ومصافي التكرير وغيرها من المرافق في روسيا. من جانبها قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولاين ليفيت، إن الرئيس الأميركي دونالد ترمب لا زال يأمل أن تؤدي المفاوضات الجارية بشأن إحلال السلام في أوكرانيا إلى نتائج ملموسة. وأوضحت ليفيت أن مناقشات مثمرة للغاية جرت خلال عطلة نهاية الأسبوع بين فريق الأمن القومي للرئيس والوفد الأوكراني، مشيرة إلى أنه لم يتبق سوى «عدد قليل من النقاط» التي لا يزال الخلاف قائما بشأنها. وأكدت ليفيت أيضا أن الرئيس يشعر بالإحباط من استمرار الحرب. ورغم أن ترمب أوقف التمويل الأميركي للحرب، فإن الولاياتالمتحدة لا تزال تقدم أو تبيع كميات كبيرة من الأسلحة. وأضافت: «لا يمكننا الاستمرار في ذلك إلى الأبد، والرئيس يريد لهذه الحرب أن تنتهي». وكانت الخطة التي طرحها ترمب والمكونة من 28 بندا، والتي وصفها كثيرون بأنها «قائمة رغبات روسية» غير مقبولة تقريبا بالنسبة لأوكرانيا والدول الأوروبية. وبموجب الخطة، يتعين على أوكرانيا القبول بخسائر إقليمية كبيرة وفرض سقف على حجم قواتها المسلحة، فيما يتعين على حلف شمال الأطلسي (ناتو) التخلي عن ضم أوكرانيا وأي أعضاء جدد آخرين، في حين تستفيد الولاياتالمتحدة بشكل ملموس من الأصول الروسية المجمدة في الاتحاد الأوروبي. وتأتي هذه الهجمات المتبادلة بعدما رفضت روسيا الاثنين المقترحات الأوروبية لتعديل خطة ترمب بشأن أوكرانيا. وقال المستشار الدبلوماسي للرئيس فلاديمير بوتين يوري أوشاكوف لوكالة «تاس» الرسمية للأنباء «علمنا صباح الاثنين بوجود خطة أوروبية تبدو للوهلة الأولى غير بنّاءة على الإطلاق وغير مناسبة لنا». وعقدت محادثات بين مسؤولين أميركيين وأوكرانيين وأوروبيين في جنيف بصورة طارئة الأحد استنادا إلى خطة الرئيس الأميركي دونالد ترمب المؤلَّف من 28 بندا والذي وُصِف للوهلة الأولى بأنه موات لروسيا. وكشف مسؤول كبير مطلع على المحادثات أن الولاياتالمتحدة ضغطت على أوكرانيا لقبول مقترحاتها خلال محادثات جنيف الأحد. وأوضح المسؤول الذي طلب عدم نشر اسمه «مع أن الضغط الأميركي تراجعَ خلال الاجتماع، ثمة ضغط عام لا يزال قائما». ومع أن زيلينسكي رحّب الاثنين بالتقدم المحرز في جنيف، شدد على ضرورة بذل «جهود أكبر بكثير» لتحقيق «سلام حقيقي» مع روسيا وإنهاء النزاع الذي أوقع أكبر عدد من القتلى في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية.