رجال التاريخ ومن ذكرهم المؤرخون كُثُر، ومن لهم تأثيرٌ في بلادهم عبر حُقب زمنية متتاليةٍ أو متعاقبةٍ كثيرونَ أيضًا؛ إلا أنّ المؤثرين في العالمِ قلّة، بل نُدرة الندرة. عند استقراء التاريخ والوقوف عند منعطفاته ومفاصله، يتحددُ المؤثرون، وتتضح آثارهم حيثما وقف التاريخ يصف تلكم المنعطفات. وعند استقراء رجالاتٍ وقادةٍ عالميين كانَ لهم أثرٌ واضحٌ في تخليدِ مجدٍ قد يكونُ ذلك من المُعضلات؛ حيثُ أولئك قلّةٌ في التاريخ. ألّف مايكل هرت كتابه الأول المُعنون «الخالدون المئة»؛ ذكرَ فيه مئة شخصيّة، لها تأثيرٌ عبر التاريخ، وهذا ما يؤكّد أنّ الذين أثّروا وجعلوا لهم أثرًا باقيًا يُعدون عددًا. يصف الرئيس الأميركيّ دونالد ترمب ضيفه الكبير صاحب السمو الملكيّ الأمير محمد بن سلمان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء بأنّه أحد أعظم القادة في العالم، لم يعدوَ الحقيقة، فصاحب السمو الملكيّ الأمير محمد بن سلمان منحه الله جينات جدّه المغفور له -بإذن الله- الملك عبدالعزيز، وجينات والده، خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -أطال الله عمره-، ويصفه أيضًا بأنّه جريء ومُلتزم، هذه الحقائق والوقائع والشواهد ماثلة للأعيان، فجدّه الملك عبدالعزيز من عظماء القادة بالعالم، وهكذا الحال في والده، وما هو عنهما ببعيد. يأخذ بمقولته جدّه الموحّد: «العزم أبو الحزم أبو الضفرات» مأخذ الجدّ؛ لإيقانه بأنّ الضفر آتٍ بعونٍ من الله ثم العزيمة والحزم. يترددُ اسمه عبر وسائل التواصل، والقنوات الفضائية، والصُحف والمجلات على مدار ثواني الساعة؛ ذلك لِما صنعه لبلاده خلال سنواتٍ معدودة لا تُقاس بمقياس الزمن؛ لكن هيَ العزيمة والصبر والحلم والحكمة، وما يرسمه لبلاده، ويرنو إلى تحقيقه. يقود بلاده -المملكة العربية السعودية- لتكون في مُقدمة العالم، بل مُقدمة العالم، وتقود العالم. لهُ تأثيرٌ وجاذبية وحزمٌ وعزم، وقوّة يصعب وصفها أو تخيلها. يقول الكلمة؛ فتصبح حديث الفضاء الإعلاميّ، يحاول الإعلاميون اصطياد كلمةٍ من كلماته، ويتبارى المصورون؛ ليجدوا لقطةً من خياله. يقفُ المحللونَ ليحللوا أقواله وحتى نظراته وابتساماته. يتجمهر الصحفيون حولَ مقرِّ سكنه، أو زيارته لعلّ وعسى يكونُ لهم سبقٌ صحفيّ. محمدُ بن سلمان لا يُناور؛ بل يفرض ما يريد وما تريد بلاده، وما يرغب أن يؤول عليه الأمر، وهكذا قال: «نحن لا نستثمر من أجل إرضاء الولايات المتّحدة الأميركية أو إرضاء ترمب؛ بل لأننا نرى فُرصًا حقيقيةً تعودُ علينا بالفوائد». يحاول أصدقاؤه من القادة كسب ودّه، ويحاول مُناوِئوه الابتعاد عن مخاصمته؛ لعلمهم أنّهم الخاسرون. محمد بن سلمان، قائدٌ استثنائيّ، استثنائيّ في أفعاله، أقواله، حزمه وعزمه وحكمته، استثنائيّ بأحلامه وتطلعاته. محمد بن سلمان قائدٌ مُلهَم. قال حين توليه ولاية العهد أقوالٌ اعتقد البعضُ أنّها ضربٌ من الخيال؛ فأصبحت حقائق ووقائع ومشاهدة على أرض الواقع. محمد بن سلمان له بصمات وآثار في السياسة وفي الاقتصاد، وفي المناخ وفي الجغرافيا، له بصماتٌ في المال والأعمال، له بصمات أذهلت العالم. محمد بن سلمان، دُعيَ لزيارة الولايات المُتّحدة الأميركية دعوةً استثنائية، وكان استقبالاً استثنائيًّا، عُقدت اتفاقياتٌ استثنائية، ابتاعَ أسلحةً استثنائية، وُدِّعَ وداعًا استثنائيًّا. محمد بن سلمان يقفُ التاريخ عندّه.