أصدر نادي النصر بيانًا أثار الجدل أكثر مما أوضح، وجاء مليئًا بالعبارات التي تُظهر استياء الإدارة من التحكيم، وكأن الأخطاء تُرتكب ضد النصر فقط، وكأن بقية الأندية تلعب في عالمٍ آخر بلا أخطاء أو ظلم. الطريف في الأمر أن البيان جاء بعد مباراة لم تشهد ما يستحق هذا الانفعال الكبير، بل إن كثيرين رأوا أن النصر استفاد في مباريات سابقة من قرارات مثيرة للجدل، دون أن يصدر بيانًا من الأطراف المتضررة. وهنا تتجلى المفارقة التي جعلت المتابعين يردّدون: "شر البلية ما يضحك". البيان النصراوي لم يكن دفاعًا عن حق، بقدر ما كان محاولة لتوجيه الأنظار عن الأداء المتذبذب للفريق في الفترة الأخيرة، فالتحكيم دائمًا هو المشجب الأسهل، حين تضيق المسافات وتكثر الأخطاء الفنية داخل الملعب. الجماهير باتت تدرك أن مثل هذه البيانات لا تغيّر شيئًا في واقع كرة القدم، بل تزيد الاحتقان وتزرع الشك في النفوس، في وقتٍ تحتاج فيه الكرة السعودية إلى هدوءٍ وثقةٍ في منظومتها التحكيمية أكثر من أي وقت مضى. فبدل أن ينشغل النصر بتوجيه أصابع الاتهام، كان الأجدر أن ينظر إلى نفسه، ويعمل على تصحيح أخطائه داخل المستطيل الأخضر، فالبطولات لا تُكسب بالبيانات، بل بالعطاء والانضباط والروح العالية. حسين العبد السلام - الأحساء