قتل ثلاثة أشخاص في ضربة أميركية استهدفت قارباً يشتبه بتهريبه المخدرات في البحر الكاريبي السبت، وفق ما أعلن وزير الدفاع الأميركي بيت هيغسيث، في أحدث هجوم من نوعه في المياه الدولية. ونشرت الولاياتالمتحدة سفناً حربيةً في منطقة البحر الكاريبي وأرسلت مقاتلات من طراز إف-35 إلى بورتوريكو، في إطار عملية عسكرية تهدف على حد قولها إلى وقف تهريب المخدرات إلى الأراضي الاميركية. وأسفرت أكثر من 15 غارة أميركية على قوارب مزعومة لتهريب المخدرات في الكاريبي عن مقتل 65 شخصا على الأقل في الأسابيع الأخيرة، ما أثار انتقادات حكومات دول المنطقة. وقال هيغسيث في منشور على منصة اكس إن الضربة أصابت "قارباً آخر لتهريب المخدرات.. في منطقة البحر الكاريبي". أضاف أن "هذا القارب، كغيره، معروف لدى استخباراتنا بتورطه في تهريب المخدرات"، مشيرا إلى أن "ثلاثة رجال من إرهابيي المخدرات كانوا على متنه أثناء الضربة التي نُفذت في المياه الدولية. الارهابيون الثلاثة قتلوا جميعاً". وأكد هيغسيث أن واشنطن ستواصل "مطاردة.. وقتل" تجار المخدرات المفترضين. ونشر تسجيلا مصوّرا للضربة تظهر لحظة استهداف المركب التي ظهرت بعدها كرة من النار. وعلى غرار تسجيلات مصوّرة سابقة نشرتها الحكومة الأميركية، تم إخفاء أجزاء من القارب، ما يجعل التحقق من عدد الأشخاص الذين كانوا على متنه أمراً مستحيلاً. وحضّت الأممالمتحدة الجمعة واشنطن على وقف ضرباتها. من جهة أخرى، رفض الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو مزاعم الحكومة الأميركية بأن بلاده متورطة في تهريب المخدرات. وقال مادورو:"فنزويلا بريئة. كل ما يتم القيام به ضد فنزويلا لا يخدم إلا تبرير حرب وتغيير نظام وسرقة ثروتنا النفطية الهائلة". ومنذ عدة أسابيع، تهاجم القوات الأميركية قوارب سريعة قبالة سواحل فنزويلا يشتبه في أنها تهرب المخدرات إلى الولاياتالمتحدة. وحذر مادورو مؤخرا من تدخل عسكري أميركي مباشر في الدولة الواقعة في أميركا الجنوبية، وقال إن ترمب يختلق حرباً ضده. وقال مادورو يوم السبت في اجتماع للبرلمانيين من منطقة الكاريبي الكبرى في كاراكاس: "كفى تهديدات، كفى فاشية". وقال مادورو إن أحد أسباب التوترات مع الولاياتالمتحدة هو أن فنزويلا لديها أكبر احتياطيات نفطية ورابع أكبر احتياطيات غاز في العالم. وتتهم واشنطنفنزويلا بتصدير المخدرات والعنف إلى الولاياتالمتحدة. من جانبها، نددت وزارة الخارجية الروسية السبت "بالقوة العسكرية المفرطة" التي تستخدمها الولاياتالمتحدة في منطقة البحر الكاريبي في إطار حملة مضادة لتهريب المخدرات، وأكدت دعمها لقادة فنزويلا. وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا في تعليق على موقع الوزارة على الإنترنت "نندد بشدة باستخدام القوة العسكرية المفرطة في تنفيذ عمليات مكافحة المخدرات". وأضافت "مثل هذه الإجراءات تنتهك التشريعات المحلية الأميركية... وقواعد القانون الدولي". وقالت زاخاروفا في تعليقاتها "نؤكد دعمنا الراسخ للقيادة الفنزويلية في الدفاع عن سيادتها الوطنية". وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الفنزويلي نيكولاس مادورو وقعا اتفاقية شراكة استراتيجية في موسكو في مايو. ويتهم مادورو الولاياتالمتحدة منذ فترة طويلة بأنها تحاول إبعاده عن السلطة.