المملكة العربية السعودية منذ بزوغ فجرها على يد مؤسسيها وهي يد بيضاء ومعونة خير للمحتاجين في أصقاع الأرض وبشتى مجالات الحياة، فهي تجزل لكل من يصل إليه محلياً وعالمياً، وقد كانت مساهماتها الخارجية ذات أثر ملموس في قضاء حوائج البشرية الأساسية من مأكل ومشرب ومسكن وتعليم وغيرها من الحاجات، بدون تمييز عرقي أو سياسي أو ديني، لقد جندت نفسها وأبناءها على العمل الإنساني وهي تنطلق من رسالتها السامية المتمثلة في كتاب الله وسنة نبيه في قضاء حوائج الناس، على امتداد تاريخها وتوالي ملوكها كانت رسائلهم الإنسانية واضحة في أفعالهم وأقوالهم، وصرفت المليارات من الريالات لقضاء حوائج الدول صحياً وإغاثياً وتعليمياً، وهذا ليس بمستغرب على دولتنا العظيمة في قدرها ورؤيتها للعالم الإسلامي فهي قائدة وقدوة يُحتذى بها في أعمالها الإنسانية، حتى أصبحت علامة فارقة بين الدول، عندما ترى بذلها المشاهد في خدمة ضيوف الرحمن وتفانيها في تقديم أفضل الخدمات بكل يسر وسهولة وتميزها وكذلك استقطابها للكوادر المتميزة من جميع الجنسيات للتنمية الاقتصادية والتعليمية لبلدنا الحبيبة، وكذلك حرصها على المنح التعليمية للدول ذات الاحتياج واستقطاب أبنائها للتعلم، فظل هذه الدولة حماها الله وارف على هذه البسيطة ثمارها الحب والخير والعطاء والإنسانية وهي محل تقدير بين الدول، وامتداد لتلك الأعمال المباركة أسست المملكة مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية من عام 2015، ويهدف المركز إلى تقديم أعمال إنسانية ترتكز على مساعدة المنكوبين في أي مكان بالعالم، وهو يعمل على سد حاجة المعوزين وتحسين جودة الحياة، وقد وصلت المساعدات كما هو في منصة المركز إلى 108 دول بقيمة تجاوزت 30 مليار وتجاوز عدد المشاريع 3600 مشروع تنوعت بين صحية وتعليمية وبيئية وتشييد وبناء وتغذية وإيواء وغيرها ذات الأولوية من الحاجات البشرية، فقيادتنا الحكيمة الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان -حفظهما الله- يرون أن من حق كل إنسان موجود على الكرة الأرضية أن يعيش حياة كريمة، ولذلك سخروا الجهود لبناء المشاريع الإنسانية التنموية في الدول النامية، وسعوا في إخماد الفتن والحروب التي تهلك الحرث والنسل، ووقفوا مع الدول التي تعيش أزمات اقتصادية وكانوا عوناً لها، وشعارهم السلام والحوار فكل شيء يمكن حله بالحوار والتفاهم والتواصل البناء وتقريب وجهات النظر، فنسأل الله أن يجزيهم عنا كل خير وأن يبارك فيهم ويكتب لهم التوفيق والسداد، وأن يجعل بلادنا دائماً موطناً للسلام ومأرز أمن وأمان وأن يكفينا شر الأشرار وكيد الفجار إنه على ذلك قدير وبالإجابة جدير.