في إنجازٍ علميٍ وطنيٍ جديد يعكس مكانة المملكة العربية السعودية في المحافل الثقافية العربية، فاز الباحث والأكاديمي السعودي الدكتور رياض بن ناصر الفريجي بالمركز الأول في جائزة الشارقة للأدب المكتبي في دورتها الخامسة والعشرين، كأول سعودي يحقّق هذا التتويج منذ انطلاقة الجائزة قبل خمسةٍ وعشرين عامًا، عن بحثه العلمي: «آليات تمكين ودعم كفاءة رأس المال البشري في الصناعات الثقافية والإبداعية بمؤسسات المعلومات». وأعربت مكتبات الشارقة العامة عن سعادتها واعتزازها بهذا الفوز السعودي الأول، مؤكدة أن البحث تميّز بدرجةٍ فارقةٍ عن بقية المشاركات من حيث المنهجية والعمق التحليلي والاحترافية البحثية، مشيرةً إلى أن لجنة التحكيم اعتبرت الدراسة من الأبحاث التي تُعيد تعريف دور مؤسسات المعلومات في التنمية الثقافية والمعرفية. وجرى الإعلان عن الفائزين خلال ملتقى جائزة الشارقة للأدب المكتبي 2025 الذي شهد مشاركة (54) باحثًا من دولٍ عربيةٍ متعددة، حيث كرم أحمد بن ركاض العامري الرئيس التنفيذي لهيئة الشارقة للكتاب الفائزين في فئات الجائزة الثلاث، متوجًا الدكتور الفريجي بالمركز الأول في الفئة البحثية. وأوضح الدكتور الفريجي أن هذا الإنجاز يأتي امتدادًا لما توليه وزارة الثقافة من اهتمامٍ بتنمية رأس المال البشري في القطاعات الثقافية والإبداعية، مبينًا أن دعم الوزارة المتواصل أسهم في تعزيز حضور الكفاءات السعودية في ساحات الفكر والبحث، وجعل الإنسان محور التنمية الثقافية. وأشار إلى أن هذا التتويج يتقاطع مع جهود هيئة المكتبات في تطوير بيئة معرفية وطنية مبتكرة، وتحويل المكتبات العامة إلى منصات تمكين معرفي تُسهم في صناعة الإنسان المبدع، ومع توجهات هيئة الأدب والنشر والترجمة الرامية إلى دعم الإنتاج العلمي والنشر المتخصص وإثراء المحتوى العربي بالبحوث ذات الطابع التطبيقي والإبداعي. وبيّن الفريجي، الذي يُعد من أبرز خبراء الاتصال المؤسسي والتميز المؤسسي في المملكة، أنه وظّف أدوات الاتصال المؤسسي في ثنايا البحث لتحليل ديناميات التمكين داخل بيئة العمل الثقافي، وربط بين جودة الاتصال الداخلي ومستوى الإبداع المؤسسي، انطلاقًا من خبرته في إدارة الكوادر البشرية في إحدى كبريات المنظمات التنموية، ومن رؤيته في إدارة المعرفة بوصفها المدخل الأعمق لتكامل الإنسان مع النظام المؤسسي، مشيرًا إلى أنه بعد هذا التتويج سيُصدر سلسلة من المؤلفات المتخصصة في إدارة المعرفة وتطبيقاتها، لتكون امتدادًا فكريًا لهذا البحث الرائد. وأضاف أن المملكة تمتلك اليوم نماذج وطنية رائدة في منظومة المكتبات، مثل مكتبة الملك عبدالعزيز العامة التي تمثّل واجهة معرفية حديثة تربط المكتبة بالمجتمع، ومكتبة الملك فهد الوطنية التي تؤدي دورًا محوريًا في حفظ الإنتاج الفكري وتوثيق الحركة البحثية، مما يعكس قوة البنية التحتية الثقافية السعودية. ويُعد هذا الفوز تأكيدًا جديدًا على ريادة المملكة العربية السعودية في تمكين الكفاءات الثقافية والمعرفية، وتجسيدًا لما وصلت إليه الكوادر الوطنية من احترافيةٍ علميةٍ تُسهم في ترسيخ صورة المملكة كمنارةٍ للبحث والإبداع الثقافي في العالم العربي، ضمن مسيرةٍ تقودها رؤية المملكة 2030 نحو بناء إنسانٍ مبدعٍ ومجتمعٍ معرفيٍ مزدهر.