، وتعامل معها كأحد أبنائك. قوِّها، عزِّزها، نمِّها، تحدّث عنها وبها بصوتٍ يصل إلى مسمع الشواهق، إن جاد عليك الزمن برفيقٍ موهوب، لا تُطفئ شغفه وحبّه لمشاركة موهبته معك. كُن أنت الصاحب الداعم في روايته، فصدقني إن أكثر ما يحتاجه المبدع شخصٌ داعم، مستمع، فخور، وإن كنت الشخص المعني، لا تتوقف عن الحديث بحبٍّ وشغف عن موهبتك، ولا تتوقف عن ممارستها وتنميتها والاحتفاء بها، لا تُشارك موهبتك مع من لا يملكون حسًّا أو ذائقة التماس المواهب والإبداع، ومن لا يتمتعون بحسّ الدعم والتشجيع، وكلما أحسستَ برغبة مشاركة أمرٍ أفضّله، أو موهبةٍ أمارسها، يكون في بالي شطر من قصيدةٍ لمساعد الرشيدي: "لا تسمع باهتين الذوق شعرك." هنا الشاعر الراحل مساعد الرشيدي يحذّر من أن نشارك موهبتنا مع باهتين الذوق والإحساس، لأنهم إن لم يكونوا المحبطين في روايتنا، بالتأكيد لن يكونوا الداعمين، وإن وصلت إلى ما تطمح له، لا تنسَ أن تمهّد الطريق، وإماطة العقبات عن طريق الحالمين الذين يسيرون على نفس طريقك الذي سرت عليه، لا يأخذك الوصول إلى الغرور والزهو، تذكّر أن سبب وصولك هو شغفك وإبداعك، والمبدع من الواجب أن يتحلّى بصفاتٍ تشبه حلاوة إبداعه، رسالتي إلى كل إنسانٍ يلتمس في نفسه ذروة الإبداع، ابدأ، ومارس، وتحدّث عن وبموهبتك التي جاد سبحانه بها عليك، فهذا العالم يحتاج إلى المزيد من المبدعين، الموهوبين، الشغوفين، الحالمين، ولابد أن تحتل الموهبة لدى أصاحبها المكانة نفسها، فالبعض ينظر لها على أنها هواية، والبعض يمتهنها كمصدر رزق له، والبعض الآخر ينظر لها على أنها حلمه الذي لا يمكن أن يتنازل عنه، لذا فإنه لا يستطيع تركها بالرغم من كل التحديات التي تواجهه، فهي بالنسبة له ذاته ونفسه التي لا يمكن العيش دونها. وأختم مقالتي بما قال له الكاتب الكويتي محمد النغيمش المتخصص بعلم الإدارة: "عندما نهمل موهوباً واحداً فإننا نئد مشروعاً قومياً وإنسانياً واعداً. ولنا في الكندي، وابن حيان، وابن سينا، والخوارزمي خير مثال. ولولا ابن الهيثم، أول من شرح العين وقدم العدسات، لما وجدت نظارة أكتب بها مقالي هذا.