مهرجان الجونة للمرة الأولى

أحضر مهرجان الجونة للمرة الأولى، وقد علقني في حب مهرجانات السينما حضوري الأول لمهرجان أفلام السعودية بالدمام، كنت أشارك للمرة الأولى متحدثة في ندوة عن الرواية والسينما، دخلت من باب الأدب إلى السينما، وما يورطني الآن في الاستمرار في التواجد فيها هي هذه الروح التي تجدها في مهرجاناتها، ولأن السينما صناعة، فأنت تتعرف في مهرجانات السينما على مختلف الأشخاص الذين يمثلون ما يهم هذه الصناعة، والأبرز طبعا المخرجين والمنتجين.
حضرت ابتداء من اليوم الثالث، كان قرارا غير مرتب، طلبت تصريح الصناعة قبل يومين من قدومي، ذهبت إلى مكتب التقديم حال وصولي وأخبروني أن هذا التصريح مغلق، وقابلت المسؤول وأخبرته أنني قادمة من السعودية، لم تأخذ المسألة سوى ثوان وكانوا قد وافقوا على طلبي، أخبرني أحد الأصدقاء أن القادمين من السعودية لا يمكن رفض طلبهم. كانت سهى سمير المخرجة والمنتجة المصرية والتي كنت قد تعرفت عليها أيضا في أحد المهرجانات قد أعطتني بالتفصيل كل المعلومات التي جعلت المهمة سهلة، في المهرجان التقيت أشخاصا أعرفهم، وأشخاص قابلتهم للمرة الأولى في حياتي واستمتعت بالتعرف إليهم والحديث معهم، ككل أحوال المهرجانات، تذكرت أنني في مهرجان أفلام السعودية تعرفت على هناء الفاسي التي أكتب معها الآن فيلمين، أحدهم قبل في برنامج البحر الأحمر للأفلام الطويلة. تحدثت مع كريم قاسم، مخرج لبناني يصنع أفلاما شديدة الخصوصية، يمثل فيها أشخاصا عاديين. وسأشاهد فيلمه بمجرد عودتي. التقيت الناقدين الجزائريين نبيل حاجي وعبدالكريم قادري وخضنا نقاشات عميقة تعلمت فيها الكثير عن السينما الجزائرية، وفي آخر ليلة التقيت الصحفية التونسية يسرا شيخاني، تحدثنا سوياً في مختلف الموضوعات. تحدثت أيضا مع الفنان المصري الشاب أحمد أبوزيد الذي أخبرني بما يعمله حاليا وبمشاريعه المستقبلية، التقيت أيضا الناقد السينمائي العميق الذي التقيت به مسبقا في مهرجان أفلام السعودية حسام الخولي، وطبعا التقيت الصديق الجميل الشاعر مدير مهرجان أفلام السعودية أحمد الملا، لكنه كالعادة وسط كل أحبة أحمد كان لقاء سريعا ولم يسعفني الحظ للالتقاء به مرة أخرى. استمعت إلى مخرج صعيدي شاب يصنع فيلما عن كرة السلة في بلدته الصغيرة قوص. أسماء كثيرة التقيتها، وهذه على عجالة بعضها وليس كلها.
المهم، أو الأهم بالنسبة لي هي الأفلام، الأفلام التي لن تحظى بمشاهدتها إلا في المهرجانات، ومهرجان الجونة حوى عددا من الأفلام الرائعة، ولن أتمكن من التحدث عنها، لكنني حضرت ما استطعت، ولولا ظروفي العائلية لكنت مكثت لنهاية المهرجان لأن هناك أفلاما تمنيت أن أحضرها.. كل مهرجان سينمائي وأنتم بخير.