حماس: الاحتلال الإسرائيلي فشل في تحقيق أهدافه 20 ألف حالة اعتقال منذ بدء حرب الإبادة كشف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في مقابلة أجراها مع الإعلامي الأميركي بن شابيرو في بودكاست، عشية الذكرى الثانية لهجوم 7 أكتوبر "إننا على وشك إنهاء الحرب-ولكن ليس بعد". وأفادت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية بأن نتنياهو خلط خلال حديثه بين عدد الرهائن، حيث قال: «ما بدأ في غزة سينتهي في غزة بإطلاق سراح رهائننا ال46، ووضع حد لحكم (حماس) الإرهابية»، وذلك رغم أن هناك 48 رهينة محتجزين لدى حماس في غزة. وأضاف أن 20 من الرهائن على قيد الحياة، وهو العدد الرسمي المعروف في إسرائيل. وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي: «لم يتم تدمير (حماس) بعد، ولكننا سنصل إلى ذلك. من المستحيل (الانتهاء) وترك (حماس) في السلطة، والصواريخ توجه إلينا. حماس في الذكرى الثانية ل 7 اكتوبر أكدت حماس، أن أولويتها في هذه المرحلة هي الوقف الفوري للعدوان الإسرائيلي وحرب الإبادة على قطاع غزة، مجددة تمسكها ب كامل الحقوق الوطنية الثابتة للشعب الفلسطيني، وحقه في الدفاع عن أرضه وتطلعاته نحو التحرير والاستقلال. ونقلت وكالة الصحافة الفلسطينية (صفا) عن القيادي في الحركة فوزي برهوم قوله، في بيان صحفي ألقاه بمناسبة الذكرى الثانية لمعركة طوفان الأقصى، "إن الشعب الفلسطيني في غزة عانى على مدار عامين من حرب إبادة وتجويع وتدمير شامل وتطهير عرقي، في عدوان هو الأبشع في التاريخ الحديث". وأوضح برهوم أن "الاحتلال الإسرائيلي فشل فشلًا ذريعًا في تحقيق أهدافه العدوانية، بما في ذلك محاولات التهجير القسري واستعادة الأسرى بالقوة، وزرع كيانات عميلة بديلة، رغم ما ارتكبه من مجازر وانتهاكات ممنهجة بحق المدنيين". وأضاف أن "الحرب خلفت أكثر من 67 ألف شهيد، ونحو 170 ألف جريح ومصاب، وأكثر من 15 ألف مفقود، معظمهم من النساء والأطفال"، مشيرًا إلى أن "أكثر من 500 فلسطيني استشهدوا نتيجة التجويع المتعمد، في ظل شراكة أمريكية كاملة وعجز أممي فاضح". وبيّن أن "95 % من ضحايا العدوان هم من المدنيين العزّل"، معتبرًا أن هذه الجريمة تشكّل "وصمة عار أبدية على جبين الكيان الصهيوني وكل الداعمين له والصامتين عن جرائمه". وأكد برهوم أن "المقاومة ستبقى متمسكة بخيارها المشروع في مواجهة الاحتلال حتى نيل الحرية والاستقلال"، مشددًا على أن "تضحيات الشعب الفلسطيني لن تذهب سدى". حرب الإبادة الجماعية فيما دخلت حرب الإبادة الجماعية التي ينفذها جيش الاحتلال الإسرائيلي ضد الفلسطينيين في قطاع غزة، فجر أمس، عامها الثالث، بعد سلسلة مجازر وحشية وعمليات قصف وتدمير هائلة أسفرت عن ارتقاء وإصابة مئات الآلاف من النازحين، ودمار شامل في البنية التحتية والمساكن والمنشآت الحيوية، وسط حصار مشدد ومنع المساعدات الإنسانية. ورغم الدعوات المتكررة لوقف القصف وبدء مفاوضات لإنهاء الحرب، لم تتوقف أصوات الانفجارات الناجمة عن القصف الجوي والمدفعي، واستمرت أعداد الشهداء والمصابين بالارتفاع، فيما يترقب الغزيون نهاية معاناتهم. واستهدفت المدفعية الإسرائيلية منطقة بطن السمين جنوبي خان يونس، فيما شنت الطائرات الإسرائيلية عدة غارات على وسط المدينة. كما قصفت المدفعية بشكل مكثف حي النصر غربي مدينة غزة، بالتزامن مع نسف منازل سكنية وتفجير عربات مُفخخة في حي الصبرة جنوبيالمدينة. واستمر القصف المدفعي، بالتوازي مع إطلاق النار من آليات الاحتلال العسكرية، على منازل الفلسطينيين في حيي الصبرة وتل الهوى جنوبغزة، فيما استهدفت الطائرات المسيرة والدبابات حي النصر. وأطلقت الزوارق الحربية النيران والقذائف على ساحل مخيم النصيرات وسط القطاع، إضافة إلى استهداف محيط مفترق حي الشجاعية شرقي المدينة. وفي السياق السياسي، قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب، إن "تقدّمًا كبيرًا يتحقق من أجل التوصل إلى اتفاق في غزة"، مشيدا بتعامل حماس بعد بدء جلسات مفاوضات غير مباشرة بين الوفدين الفلسطيني والإسرائيلي في شرم الشيخ، لبحث تهيئة الأوضاع الميدانية وفق خطة ترمب. وانتهت الليلة الماضية في شرم الشيخ أول جولة من المباحثات بين الوسطاء وحماس وسط أجواء إيجابية، فيما تتواصل اللقاءات غير المباشرة بين الطرفين حول خطة وقف الحرب في قطاع غزة التي وضعتها الإدارة الأميركية. 20 ألف حالة اعتقال بعد مرور عامين على بدء حرب الإبادة الشاملة و المتصاعدة على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، وامتداد العدوان الشامل على الجغرافيا الفلسطينية كافة، استعرضت مؤسسات الأسرى (هيئة شؤون الأسرى والمحررين، ونادي الأسير، ومؤسسة الضمير لرعاية الأسير وحقوق الإنسان)، عبر ورقة حقائق واقع، قضية الأسرى بعد الإبادة، تشمل معطيات وأرقاماً، ومن خلالها تحاول المؤسسات أنّ تعكس حرب الإبادة الممتدة داخل سجون ومعتقلات الاحتلال الإسرائيلي. ففي ظل تصعيد غير مسبوق، تشهد سجون الاحتلال وجهًا آخر من وجوه الإبادة عبر تنفيذ عمليات قتل وإعدام متعمدة للأسرى والمعتقلين. وقد بلغت حصيلة الشهداء الأسرى الذين أُعلِن عن هوياتهم منذ بداية الحرب 77 شهيداً على الأقل، بينما يظل العشرات من معتقلي غزة الذين استشهدوا قيد الإخفاء القسري. وتشكّل هذه الحصيلة شهادة دامغة على أكثر الأزمنة وحشية في تاريخ حركتنا الأسيرة التي صمدت لعقود في مواجهة منظومة السجون التي عملت على تدمير الأسير جسدياً ونفسياً وتصفيته بشتى الوسائل. وبناءً على مئات الشهادات الموثقة والقرائن المادية، و التهديدات العلنية التي صدرت عن وزير الأمن القومي في حكومة الاحتلال المتطرف "إيتمار بن غفير"، فإن مؤسسات الأسرى تؤكّد أن ما يجري بحق الأسرى يتجاوز الانتهاكات الجسيمة ليشكّل "جرائم حرب"، وجرائم ضد الإنسانية"، ارتُكبت على نطاق واسع وشكّلت المنظومة القضائية "الإسرائيلية" بما فيها المحكمة العليا غطاء للممارسة المزيد من التوحش بحقّ الأسرى. ويشمل ذلك: جرائم التعذيب، القتل، السلب، التجويع، التسبب المتعمد في نشر الأمراض والأوبئة، الحرمان من العلاج، والاعتداءات الجنسية التي وصلت إلى حد الاغتصاب، بالإضافة إلى سياسة العزل الجماعي. إن هذه الممارسات التي تهدف إلى التدمير الممنهج للأسرى الفلسطينيين على الصعيدين الجسدي والنفسي، تحمل دلالات واضحة على إبادة ممتدة تمارسها "دولة الاحتلال الإسرائيلي" في منشآتها الاعتقالية. أبرز السياسات والانتهاكات رصدت المؤسسات الحقوقية ووثّقت منذ بدء الإبادة تصاعدٍ غير مسبوق في حجم ونطاق الجرائم والانتهاكات الممنهجة، التي تُمارس بشكل واسع بحق الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين. إلى جانب ذلك، تصاعدت سياسات الاعتقال التعسفي، حيث برزت ذرائع جديدة لتبرير الاعتقال، أبرزها الاعتقال الإداري الذي شكّل نقطة تحوّل خطيرة، والاعتقال على خلفية التحريض، إضافة إلى تصنيف غالبية معتقلي غزة بوصفهم "مقاتلين غير شرعيين"، ما فتح الباب أمام ارتكاب مزيد من الانتهاكات الجسيمة بحقهم وسياسة الإخفاء القسري بحقّ معتقلي غزة. أكثر الأزمنة دموية بلغ عدد الشهداء الأسرى الذين تمّ الإعلان عنهم 77 شهيدًا، استُشهدوا نتيجة عمليات التعذيب والتجويع والحرمان من العلاج، وهؤلاء فقط من تمّ الكشف عن هوياتهم، في حين لا يزال العشرات من معتقلي غزة الذين استُشهدوا رهن الاختفاء القسري. كما تحتجز سلطات الاحتلال جثامين 85 أسيرًا استُشهدوا داخل السجون، من بينهم 74 منذ بدء حرب الإبادة. ويُقدَّر عدد شهداء الحركة الفلسطينية الأسيرة منذ عام 1967 ب 314 شهيدًا، وذلك استنادًا إلى ما تمكّنت المؤسسات الحقوقية من توثيقه على مدار العقود الماضية حتى اليوم. معتقلو غزة شكّلت روايات وشهادات معتقلي غزة تحولًا مفصليًا في فهم مستوى التوحش الذي تمارسه منظومة الاحتلال، إذ كشفت عن نمط غير مسبوق من جرائم التعذيب الممنهج التي بدأت منذ لحظة الاعتقال، مرورًا بعمليات التحقيق، ووصولًا إلى فترات الاحتجاز الطويلة. وتنوّعت أساليب القمع والانتهاك بين التعذيب الجسدي والنفسي، وعمليات التنكيل والتجويع، والجرائم الطبية المتعمدة، فضلًا عن الاعتداءات الجنسية، لتشكّل جميعها مشهدًا مكتمل الأركان لسياسة الإبادة داخل السجون والمعسكرات. وقد أدّت هذه الجرائم إلى استشهاد عشرات المعتقلين، فضلًا عن عمليات الإعدام الميداني التي نفّذتها قوات الاحتلال بحق آخرين. وتشير المعطيات الرسمية إلى أنّ المؤسسات الحقوقية أعلنت حتى الآن عن 46 شهيدًا من معتقلي غزة، من بين (77) أسيرًا ومعتقلًا استُشهدوا منذ بدء حرب الإبادة، في حين يواصل الاحتلال إخفاء العشرات من شهداء ومعتقلي غزة. كما يُشار إلى أنّ سلطات الاحتلال أنشأت عددًا من المعسكرات والأقسام الخاصة داخل السجون لاحتجاز معتقلي غزة، من أبرزها معسكر "سديه تيمان" الذي تحوّل إلى العنوان الأبرز لجرائم التعذيب والقتل، وقسم "ركيفت" الواقع تحت الأرض في سجن "الرملة"، والذي يُعدّ نموذجًا صارخًا لممارسات الاختفاء والتعذيب الممنهج، علماً أن الغالبية العظمى من معتقلي غزة الذين اعترفت بهم إدارة السجون مصنفون "بالمقاتلين غير الشرعيين"، واحد من أبرز القوانين الذي رسخ جرائم التعذيب بحقّ معتقلي غزة. 20 ألف حالة اعتقال بلغ عدد حالات الاعتقال في الضفة بما فيها القدس منذ بدء حرب الإبادة نحو 20 ألف حالة اعتقال، من بينهم نحو 1600 طفل، ونحو 595 من النساء، حيث تشمل حالات الاعتقال من اعتُقل وأبقى الاحتلال على اعتقاله ومن أُفرج عنه لاحقًا، ليشكل هذا المعطى فارقاً تاريخياً في أعداد من تعرضوا للاعتقال في غضون عامين فقط، مع التأكيد على أنّ هذا المعطى لا يشمل حالات الاعتقال في غزة والتي تقدر بالآلاف، وكذلك المعطيات المتعلقة بحملات الاعتقال في الأراضي المحتلة عام 1948. رافق عمليات الاعتقال في الضّفة، جرائم وانتهاكات غير مسبوقة، شملت عمليات تنكيل واعتداءات بالضرب المبرّح، وعمليات إرهاب منظمة بحقّ المعتقلين وعائلاتهم، إلى جانب عمليات التّخريب والتّدمير الواسعة في منازل المواطنين، ومصادرة المركبات، والأموال، ومصاغ الذهب، إلى جانب عمليات التدمير الواسعة التي طالت البُنى التّحتية تحديدًا في مخيمات طولكرم، وجنين ومخيمها، وهدم منازل تعود لعائلات أسرى، واستخدام أفراد من عائلاتهم كرهائن، إضافة إلى استخدام معتقلين دروعاً بشرية، وتنفيذ عمليات إعدام ميداني، إلى جانب استخدام عمليات الاعتقال واستهداف المواطنين، كغطاء لعمليات الاستيطان في الضفة. * تشمل حصيلة حملات الاعتقال منذ بدء حرب الإبادة، كل من جرى اعتقالهم من المنازل، وعبر الحواجز العسكرية، ومن اضطروا لتسليم أنفسهم تحت الضغط، ومن اُحتجزوا كرهائن، إلى جانب عمليات التحقيق الميداني التي استمر الاحتجاز بها لساعات طويلة. علماً أن عمليات التحقيق الميداني الواسعة طالت الآلاف منذ بدء الإبادة، وفيها مارس جنود الاحتلال جرائم لا تقل بمستواها عن جرائم التعذيب في مراكز التحقيق والتوقيف. فئات الاعتقال الصحفيون: حيث وصل عدد الصحفيين الذين تعرضوا للاعتقال بعد الحرب: 202، غالبيتهم إمّا تم تحويلهم إلى الاعتقال الإداريّ، أو توجيه "تهم" تتعلق بما يدعيه الاحتلال "بالتحريض" أي الاعتقال على خلفية حرّية الرأي والتعبير، نذكر هنا أن اثنين من الصحفيين من غزة ما زالوا رهن الإخفاء القسري، وهما نضال الوحيدي، وهيثم عبد الواحد. الأطباء والكوادر الطبيّة: بحسب وزارة الصّحة فإن عدد الكوادر الطبية الذين تعرضوا للاعتقال نحو 360، من بينهم ثلاثة استشهدوا داخل سجون الاحتلال نتيجة لعمليات التعذيب، وهم: إياد الرنتيسي، وعدنان البرش، وزياد الدلو. معتقلون إداريون تضاعف أعداد الأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيليّ، إلى أكثر من النصف، وغالبيتهم هم معتقلون إداريون أي بلا تهمة، والتي شكّلت قضية الاعتقال الإداري أبرز التحولات الكبيرة التي شهدتها قضية الأسرى. وقد ارتفع إجمالي عدد الأسرى والمعتقلين في سجون الاحتلال إلى أكثر من 11,100 أسير ومعتقل، غالبيتهم من المعتقلين الإداريين والموقوفين. بلغ إجمالي عدد الأسرى والمعتقلين في سجون الاحتلال الإسرائيلي حتى بداية أكتوبر 2025 أكثر من 11,100، علمًا أن هذا الرقم لا يشمل المعتقلين المحتجزين في المعسكرات التابعة لجيش الاحتلال. ويُعدّ هذا العدد الأعلى منذ اندلاع انتفاضة الأقصى عام 2000، وذلك استنادًا إلى المعطيات التوثيقية المتوفرة لدى المؤسسات المختصة. بلغ عدد الأسرى المحكومين، بحسب ما أعلنت عنه إدارة سجون الاحتلال حتى شهر أكتوبر، أكثر من 1,460 أسيرًا. يبلغ عدد الأسرى المحكومين بالسجن المؤبد ومن تقدمت بحقهم لوائح اتهام تمهيدًا لإصدار أحكام بالمؤبد نحو 350 أسيرًا، منهم (303) محكومين، و(40) قدمت بحقهم لوائح اتهام لإصدار حكم المؤبد بحقهم، ويُعدّ الأسير عبدالله البرغوثي صاحب أعلى حكم ب 67 مؤبدًا، يليه الأسير إبراهيم حامد المحكوم ب 54 مؤبدًا. يبلغ عدد الأسرى القدامى المعتقلين منذ ما قبل توقيع اتفاقية أوسلو (17) أسيرًا، ومن بينهم أربعة أسرى معتقلين بشكل متواصل منذ عام 1986. أعداد الأسرى قبل الحرب بلغ إجمالي عدد الأسرى قبل حرب الإبادة أكثر من 5,250 أسيرًا، من بينهم نحو 40 أسيرة و180 طفلًا، فيما بلغ عدد المعتقلين الإداريين نحو 1,320 معتقلًا. نشير هنا إلى أنّه ومنذ بدء الإبادة حرمت سلطات الاحتلال عائلات الأسرى من زيارتهم، كما ومنعت اللجنة الدولية للصليب الأحمر من زيارة الأسرى في السجون. نشير كذلك إلى أنّ المؤسسات الحقوقية الفلسطينية، تواجه تحديات كبيرة، وعملية تصفية ممنهجة، تصاعدت بشكل غير مسبوق مؤخراً، بعد أنّ صنفت الولاياتالمتحدة الأميركية مؤسسة الضمير لرعاية الأسير وحقوق الإنسان، أنها منظمة "إرهابية" إلى جانب فرض عقوبات على ثلاث مؤسسات أخرى وهي "الحق، والمركز الفلسطيني لحقوق الإنسان، والميزان". جميع المعلومات التي تستند إليها المؤسسات: عبر الطواقم القانونية التي تقوم بزيارة ومتابعة الأسرى، وعبر الشهادات والإفادات للأسرى المفرج عنهم، وكذلك من خلال الرصد والتوثيق اليومي. تجدد المؤسسات مطالبته للمنظومة الدولية بخلع ثوب العجز والتواطؤ إزاء حرب الإبادة لم تلقَ أي أثر ملموس على أرض الواقع، حيث وصلت الجرائم المرتكبة إلى مستوى لا يمكن وصفه بالكلمات. إنّ ما يجري يمثل جزءاً من عمليات التطهير العرقي والمحو، وما يُمارس بحق الأسرى والمعتقلين هو امتداد مباشر لحرب الإبادة. وإنّ استمرار الصمت الدولي إزاء هذه الجرائم هو مساس بالإنسانية جمعاء، وستطال نتائج هذه الحرب كل من اتخذ من العجز ذريعة للتنصل من مسؤولياته. مأساة المفقودين قال "المركز الفلسطيني للمفقودين والمخفيين قسرًا" إن مأساة المفقودين والمخفيين قسرًا تمثل أحد أكثر الوجوه قسوة لجريمة الإبادة الجماعية المستمرة ضد سكان قطاع غزة، بعد مرور عامين على العدوان العسكري الإسرائيلي الذي بدأ في 7 أكتوبر 2023. وأوضح المركز، في بيان صدر أمس، أن آلاف العائلات الفلسطينية ما زالت تبحث عن أثرٍ لأحبائها بين الركام والمقابر الجماعية والسجون الإسرائيلية، دون أن تتلقى أي معلومات موثوقة عن مصيرهم أو أماكن وجودهم. وأشار البيان إلى أن عدد المفقودين والمخفيين في القطاع يتراوح بين 8,000 و9,000 حالة، فيما بلغ عدد البلاغات الرسمية التي وصلت للمركز حتى الآن نحو 5,000 بلاغ. وأكد أن هذه الأرقام أولية، إذ لا يزال استمرار العدوان والانقطاع المتكرر للاتصالات وصعوبة الوصول إلى المناطق المدمرة والتمركز العسكري الإسرائيلي في مناطق واسعة من القطاع يحول دون التوثيق الكامل للحالات. وأكد المركز أن هذه السياسات تعكس نمطًا ممنهجًا من الإخفاء والتعتيم، يهدف إلى إدامة المعاناة وإخفاء الأدلة على الجرائم المرتكبة ضد المدنيين، في إطار سياسة أوسع من العقاب الجماعي والقتل المنهجي الذي يرقى إلى جريمة إبادة جماعية. وطالب المركز الفلسطيني للمفقودين والمخفيين قسرًا الأممالمتحدة بإنشاء آلية دولية مستقلة للكشف عن مصير المفقودين والمخفيين قسرًا في قطاع غزة، ودعا اللجنة الدولية المعنية بحالات الاختفاء القسري إلى إلزام إسرائيل بتقديم قوائم رسمية بأسماء وأماكن وجود جميع المفقودين والمعتقلين والمقابر الجماعية ومن دفن فيها. كما دعا المركز المجتمع الدولي إلى الضغط الجاد من أجل السماح بدخول فرق بحث وإنقاذ متخصصة مزودة بالمعدات الفنية اللازمة لانتشال الجثامين من تحت الأنقاض والتعرف عليها. واختتم المركز بيانه بالتأكيد على أن استمرار الغموض حول مصير آلاف المفقودين يمثل جريمة مستمرة لا تقل فظاعة عن القصف ذاته، مشددًا على أن الكشف عن مصيرهم واجب قانوني وأخلاقي وإنساني، لا يحتمل التأجيل أو المساومة. حملة اقتحامات واسعة شنت قوات الاحتلال الإسرائيلي، حملة اقتحامات واسعة في عدة محافظاتبالضفة الغربيةوالقدسالمحتلة، تخللها اعتداءات واعتقالات وتخريب لممتلكات المواطنين. وقالت منظمة البيدر إن قوة عسكرية اقتحمت في ساعات الصباح الباكر تجمع عرب المليحات المهجر في منطقة البلقاء شمال أريحا، حيث أجرت تفتيشات داخل المنازل وحققت ميدانيًا مع الأهالي، قبل أن تعتدي عليهم بالضرب. وفي القدسالمحتلة، داهمت قوات الاحتلال حي كفر عقب شمال المدينة، فيما نفذت حملة اعتقالات واسعة في مخيم قلنديا ومدينة البيرة ومخيم الجلزون شمال رام الله. أما في محافظة الخليل، فقد شهدت سلسلة اقتحامات طالت بلدات وأحياء عدة، بينها بني نعيم شرق المدينة، وبيت أولا غربها، إضافة إلى مناطق عقبة تفوح والجلاجل ومخيم الفوار جنوب الخليل، حيث سُجلت عمليات دهم وتفتيش واسعة. وفي رام الله، واصلت قوات الاحتلال اقتحام قرية كفر نعمة غرب المدينة، كما داهمت بيت عور التحتا جنوب غرب رام الله، وبلدة بيرزيت شمالًا. إلى ذلك، اقتحمت قوات الاحتلال خربة أم الخير في مسافر يطا جنوب الخليل، حيث أقدمت على اقتلاع أشجار زيتون ومصادرة سياج زراعي من أراضي الأهالي، في إطار سياسة الاستهداف الممنهج لأراضي الفلسطينيين وممتلكاتهم في المنطقة. تأتي هذه الاقتحامات في سياق حملة متصاعدة من الاعتقالات والمداهمات اليومية، التي ينفذها جيش الاحتلال في مختلف مدن وبلدات الضفة الغربيةوالقدسالمحتلة، وسط تصاعد الاعتداءات على الأهالي ومصادرة أراضيهم الزراعية. غزة تحت الأنقاض الإبادة في غزة