مع بداية شهر أكتوبر من كل عام، يحل موسم الفيروس المخلوي التنفسي (RSV) في المملكة، وهو من أكثر الفيروسات شيوعًا بين الأطفال، ويُعد أحد أبرز أسباب دخولهم إلى المستشفيات خلال فصل الشتاء. الدكتور محمد ياسر الهندي، استشاري طب الأطفال وعناية مركزة حديثي ولادة ومختص في الوبائيات الإكلينيكية، أوضح أن الفيروس لا يقتصر على الأطفال ذوي الأمراض المزمنة فقط، بل يمكن أن يصيب حتى الأصحاء منهم. وغالبًا ما تبدأ الأعراض بشكل طفيف على شكل نزلة برد، لكنها قد تتطور سريعًا إلى التهابات خطيرة في الجهاز التنفسي السفلي مثل التهاب القصيبات أو الالتهاب الرئوي، وقد تصل في بعض الحالات إلى صعوبة حادة في التنفس تستدعي التنويم في المستشفى أو دخول وحدة العناية المركزة. وأشار الدكتور الهندي إلى أن تزايد الحالات خلال موسم RSV يؤدي إلى ضغط كبير على وحدات العناية المركزة ويستهلك موارد الرعاية الصحية بشكل مضاعف، خاصة مع تزامن انتشاره مع الإنفلونزا في فصل الشتاء، مما يضع عبئًا إضافيًا على المستشفيات ويؤثر على قدرتها في التعامل مع حالات أخرى. ولمواجهة هذا التحدي، أكد الأطباء أن رفع مستوى الوعي بين الأسر يمثل خط الدفاع الأول، وذلك عبر الملاحظة المبكرة للأعراض وطلب المساعدة الطبية فورًا، إلى جانب الالتزام بالعادات الصحية اليومية مثل غسل اليدين، تهوية المنازل، وتجنب الأماكن المزدحمة. كما أن اعتماد هيئة الغذاء والدواء السعودية (SFDA) للتحصين ضد الفيروس يشكل خطوة مهمة في مسار الحماية، لكن نجاحها يعتمد على سرعة توفير اللقاح قبل بداية الموسم. واختتم الأطباء بالتأكيد على ثقتهم في أن وزارة الصحة تعمل على استكمال الإجراءات الضرورية لضمان إتاحة التحصين والجاهزية التامة مع حلول الموسم، بما يكفل حماية أطفالنا ومجتمعنا من تداعيات هذا الفيروس.