تلتحم أحرف العز من بين نجوم الفخر لتضيء ليل طرَّز الشعب انتظاره بوهج الفرح، على مدى عقود زاخرة من الزمن تزدان ليالي الشعب السعودي كل عام بعقود البهجة الوطنية في الثالث والعشرين من سبتمبر تمجيداً ليومنا السعودي. عاماً تلو عام ونحن نجدد العهد ونبارك المجد بانتمائنا لأطهر البقاع ومهبط الوحي فهي ليست كلمات تتلى على شفاهنا كمفردات لغوية مقدسة، بل قشعريرة وطنية ترتجف لها عروق المخلصين من أبناء الوطن الأصيل وقيادته الذين اصطفاهم البارئ لقيادة زمام البلاد والعالم. فلنستذكر معاً ملحمة المؤسس الباسل الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود -طيب الله ثراه- الذي شرف التاريخ بمجده بعد أن قيَّض الله له رجالاً صدقوا ما عاهدوا الله عليه من الإخلاص لرجل البلاد الأول الذي رسم الخريطة السعودية تاريخاً ممتد على جغرافية الزمان. لتكون دولة مُهِيبة ومُهَابة ومُقِيمة ومُقَامة عالية أسوارها، غالية أطرافها باتت أغصانها ورافة لتظلل بعطائها القاصي والداني تمراً وزهراً وعطراً وتربة طاهرة، تشهد بذلك أرواحنا التي نرخصها في سبيل عز هذا الثرى الطيب الذي نستنشق شذاه كطيب المسك بل أزهى من ذلك بكثير. وبفضل الله، النماء الوطني الذي نعيشه ما هو إلا استدامة لنمو سعف أغصان النخل السعودي التي سقتها يمين عبدالعزيز آل سعود -رحمه الله- ثُّمَ توالى على رعاية هذه النخلة ملوك عظماء من نسل رجل عظيم رعوها بأفئدة مخلصة وعزائم رجال أشاوس لما استؤمنوا عليه من أرض وشعب إلى أن أشرقت شمس خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله -وولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان آل سعود -حفظه الله- حتى تسيدنا على عرش الدول العظمى تألقاً وتميزاً وقوة في الحق ونصرة للمظلوم، والمملكة العربية السعودية ليست حديثة عهد بالعطاء والإحسان فوابل الجود والسخاء يهطل هنا وهناك لمن تعثرت بهم دروب الحياة من الدول المجاورة لتأخذ بيدها كي تقف من جديد على مسرح الكرامة العربية وهذا هو ديدن المجد ومنهجية الشرف والطبع السعودي الكريم. الذي فاض به حكامنا الأكارم علينا، لنعلن الاعتزاز باليوم الوطني السعودي المجيد الذي هو امتداد لفخرنا بالأطباع السعودية القيِّمة وقيمنا الأصيلة وهويتنا التليدة التي نقف بها مهللين من الماضي إلى الحاضر. من قصر المربع إلى مدينة نيوم نهضة عظيمة تُبْهر من أجلها العقول وتسر أعين الناظرين ويقف خلفها حكامنا الأكارم، لنقف اليوم ونفي بالوعد ونحقق البر والبريرة للمؤسس الراحل شعب متلاحم عاشق لقيادته منتمياً لوطنه محافظاً على كل شبر من أراضيها ونسمة من هوائها الطاهر، فدمت للفخر عنواناً يا وطن بكل الأوطان.